تعليقا على أحداث الطيونة..
لبنانيون لـ«الدستور»: «بلادنا على مشارف حرب أهلية.. الذعر بات فى كل منزل»
كشفت المشاهد التي بثتها القنوات التلفزيونية اللبنانية، اليوم الخميس، عن ذعر المواطنين في شوارع العاصمة بيروت وهم يهربون من مكان إطلاق النار، في كل الاتجاهات، خوفا على حياتهم.
فقد شهد محيط قصر العدل بمدينة بيروت، وتحديدا منطقة الطيونة، صباح اليوم، إطلاق نار كثيف لتفريق اعتصام مناصرو "حزب الله" و"حركة أمل" ضد القاضي طارق البيطار، المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، حيث يتهمه الثنائي الشيعي بتسييس قضية انفجار مرفأ بيروت، وعدم احترام الأصول الدستورية والقانونية في التحقيق.
"الذعر في كل مكان بالبلد ونخشي الخروج من منازلنا" هكذا بدأ غسان أبو سيد لبناني من منطقة عين الرمانة حديثه لـ"للدستور" واصفا ما حدث في شوارع العاصمة بيروت، قائلا: “حتى أطفالنا تعيش حالة لم يروها من قبل النيران حولهم والرصاص فوقهم، فوجئنا بإطلاق النار هنا وهناك وأسلحة ضخمة نراها لأول مرة”.
وأضاف: "نحن لا نجد أى سلمية في أى تظاهرات تخرج من لبنان فنحن انتهينا واحترقنا بسبب الخسائر التي تلاحقنا وبسبب الفساد، مع العلم أن هذه المنطقة شهدت اشتعال الحرب الأهلية في السبعينيات بين اللبنانيين فأنا لا أشعر بأى تفاؤل الحقيقة".
وقال علاء جوردي لبناني في حديثه لـ"الدستور"، إن لبنان يكتب شهادة وفاته بسبب الحرب الأهلية التي هم على وشك الدخول فيها، وأنهم كانوا يأملون أن تصبح بلادهم شيئا آخر بعد حادث المرفا، ولكن الواقع أن الفساد تفشى في أنحاء الدولة لدرجة أن الأسعار بالنسبة لهم خيالية، بالإضافة إلى أن الموارد العادية لم تصبح متوفرة.
وتوافق ناصر قنديل صحفي في لبنان مع في الرأي مضيفا: "مجزرة الطيونة هي بوسطة عين الرمانة مكررة والمخطط واحد والمنفذ واحد والراعي الدولي والإقليمي واحد لكن الفارق أن التفجير لم يقابله رد الفعل المتوقع؛ لتنفجر جولة أولى في الحرب الأهلية.. صاحب المجزرة مدرك لإفلاس التحقيق والخطورة انكشاف دوره في جلب النترات واستخدامها ومسؤولياته".
من جانبه، قال رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، إن أعمال العنف التي شهدتها بيروت اليوم أعادت إلى الأذهان الحرب الأهلية.
ودعا الحريري في وقت سابق اليوم، الجيش والشرطة إلى اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل أشكال إطلاق النار والقبض على المسلحين وحماية المدنيين.
وقد انتشر الجيش بكثافة في المنطقة في محاولة لتطويق العنف الذي اندلع منذ ساعات الظهر، إثر تنفيذ مناصرين لحركة أمل وحزب الله؛ احتجاجًا أمام قصر العدل ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، غير أن الأمور سرعان ما تدهورت لاحقاً وتحولت إلى إطلاق نار ورصاص وقذائف.
فيما أعلنت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية الخميس، سقوط 6 قتلى، خلال اشتباكات في مظاهرة ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، كما أفاد الصليب الأحمر اللبناني بإصابة 30 آخرين بجروح تم نقلهم على مستشفيات عدة في منطقة الطيونة على بعد عشرات الأمتار من قصر العدل في لبنان.
وتباينت أعداد المصابين حيث أفادت وزارة الصحة بسقوط 6 قتلى وأكثر من 60 مصابا، جراء تظاهر أنصار لحزب الله وحركة أمل في مستديرة الطيونة القريبة من قصر العدل، حيث يتواجد مكتب القاضي طارق بيطار، اعتراضا على استدعائه وزراء سابقين وأمنيين لاستجوابهم في إطار التحقيقات التي يتولاها، فيما طالب المتظاهرين بتنحيته عن القضية.