حسن كامل يكتب: هل تصبح سياحة اليخوت مشروعا قوميا؟
تنفرد مصر المحروسة بموقع فريد في العالم أهّلها أن تكون بحق الأرض التي وجدت قبل أن توجد الحضارات، ففي الركن الشمالي الشرقي من قارة إفريقيا ولديها امتداد آسيوي، حيث تقع شبه جزيرة سيناء داخل قارة آسيا فهي دولة عابرة للقارات، يحدها من الشمال البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 995 كم، ويحدها شرقا البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله 1941 كم، ويحدها في الشمال الشرقي منطقة فلسطين وقطاع غزةبطول 265 كم.
بلغت مصر عند نهاية الزمن الجيولوجي الثالث مساحتها الحالية، وتشكلت ملامح سطحها وسواحلها كما هي الآن في الزمن الرابع.
تتمتع مصر بالعديد من التضاريس والمناطق الجغرافية المختلفة، فمن الموارد المائية بها ساحلي البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى وجود 10 بحيرات طبيعية إضافة إلى بحيرة ناصر الصناعية، بالإضافة إلى نهر النيل الذي يمتد بطول مصر وينتهي بشطريه رشيد ودمياط، تتمتع المحروسة بمناخها الملائم على مدار العام، ما يسمح بسياحة اليخوت طوال العام أو تخزين اليخوت الأجنبية خلال فترة الشتاء، تمتلك مصر أكثر من 2400 كم من السواحل والشواطئ الخلابة، ومنتجعات سياحية متميزة توجد على مقربة من مدن تاريخية وسياحية شهيرة، كما أنها تزخر بمناطق كثيرة لا مثيل لها عالمياً في مجالات الغوص والرياضات البحرية وغيرها. ومع كل ذلك تحتل فيها صناعة وسياحة اليخوت موقعا متاخرا رغم انها اهم سياحة فى العالم برغم وجود150 ألف يخت تتحرك في البحرين المتوسط والأحمر.
سياحة اليخوت هى سياحة الأغنياء الذين يقضون نصف العام يتنقلون بين الموانئ الكبرى، يدورون حول العالم فى رحلة بحرية للاستجمام لا تنتهى، مصطحبا على متن يخته الذى يتجاوز سعره الـ10 مليارات دولار كل احتياجات الحياة.وأفضل منطقة حاليا فى مصر لجذب سياحة اليخوت هى البحر الأبيض المتوسط وفى مقدمتها مدينة العلمين، ومن هنا تظهر اهمية التخطيط والتنفيذ لمدينة العلمين الجديدة التى اصبحت منارة البحر المتوسط أن الرسو فى ميناء "كان" أو "نيس" فى فرنسا غالى جدا، كذلك مينائى أتينا و أشدود أغلى فى الأسعار عن مصر لدينا فرص كبيرة لابد أن نستغلها، فى سياحة اليخوت هؤلاء يمكن أن يظلوا فى الميناء لمدة عام، اقتصادية سياحة اليخوت أحد المصادر التي تدر عوائد كبيرة للدولة في صورة رسوم العبور والرسو وإيرادات الضرائب، والوقود، والصيانة، كما أن سائح اليخوت ينفق أكثر من غيره، إذ قدرت إحدى الدراسات أن متوسط إنفاقه اليومي يزيد بنسبة 94% عن السائح العادي.
وقيمة سياحة اليخوت في منطقة البحر المتوسط تبلغ حوالى 300 مليار دولار سنوياً، وفقا للتقديرات العالمية، وتستحوذ الدول الأوروبية المطلة على سواحل البحر المتوسط على 50% من إجمالي حجم سياحة اليخوت. سياحة اليخوت مصدر اساسى لفرص عمل مباشرة فى دول كبيرة بمعدل 4.4 وظيفة مباشرة لكل يخت بالإضافة إلى 100 وظيفة غير مباشرة، بقطاعات الضيافة، وشركات ووكالات السفر والسياحة والخدمات، التقديرات تشير إلى أن سياحة اليخوت وفرت نحو 180 ألف فرصة عمل في أوروبا عام 2016. اضف لذلك ان مسارات رحلات اليخوت عالميا، ومقومات أبرز مقاصد سياحة اليخوت في منطقة البحر المتوسط، وخريطة "مارينا اليخوت" في 70 دولة حول العالم تاتى مصر الاولى لجذب مليارات الدولارات وللحق إن استراتيجية تعظيم سياحة اليخوت والسفن السياحية تم إعدادها تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وبقرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في 30 يونيو الماضي. الاستراتيجية تتضمن إعداد سياسة سعرية موحدة من شأنها تقديم حوافز وتخفيضات جاذبة للسفن واليخوت السياحية، ورفع كفاءة الموانئ السياحية الحالية وإنشاء "مارينا يخوت" في المواقع التي تتمتع بعوامل الجذب السياحي، وإعداد خطة تسويقية للترويج لسياحة اليخوت والموانئ السياحية المصرية والمشاركة الفعالة في المؤتمرات والمنتديات السياحية والمعارض الدولية.وإنشاء المنصة الإلكترونية (النافذة الواحدة لسياحة اليخوت) بحيث يُمثل فيها جميع الجهات المعنية بغرض تبسيط الإجراءات والحصول على الموافقات و إصدار فاتورة موحدة، وتحديث خريطة مواقع "مارينا اليخوت" الدولية القائمة والمقترحة على مستوى الجمهورية ومراجعة المسافات البينية بما يتناسب مع الظهير السياحي وطبيعة الشاطئ لكل منطقة . ان الوزرات المعنية اصبحت مطالبة بدراسة تعظيم سياحة اليخوت ، للبدء في تنفيذها، كما ان شركات السياحة ووكلات السفر والمنتجعات التى بها مراسى اصبح عليها الاستعداد لاكبر سياحة ذات عائد اقتصادى يمكنة ان يحرك عجلة السياحة الى مقدمة الدول ان الجميع اصبح امام اختبارا صعبا فالدولة المصرية لديها قرار واصرار على تنفيذكل ماهو جاذب ويسهم فى تنمية الايرادات خاصة ان 90%من عوائد السياحة اموال تدور فى السوق المصرى لدى كل المهن بدء من الجزار وسائق التاكسى وصولا الى اصحاب المنتجعات اجعلوا سياحة اليخوت مشروعا قوميا لجذ العملة وتوفير مئات الاف من فرص العمل ودعما يسهم فى رعاية مشروعات التنمية الاجتماعية.