بريطانيا: نعتزم إقامة مزيد من التحالفات على غرار شراكة «أوكوس»
أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية، إليزابيث تروس، أن لندن تعتزم إقامة المزيد من التحالفات الأمنية على غرار اتفاقية "أوكوس" الثلاثية بين بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا.
وشددت وزيرة الخارجية البريطانية عند سؤالها حول ما إذا كانت استراتيجية زيادة "القوة الاقتصادية" موجهة ضد بكين، على أن هذه، من وجهة نظرها، هي أفضل طريقة لمواجهة "قوى الشر" على المدى الطويل، حسبما نقلت وكالة “تاس" الروسية.
وكانت بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا قد أعلنوا في 15 سبتمبر عن إبرام الشراكة الدفاعية "أوكوس"، بما يشمل تبادل التكنولوجيات العسكرية وتزويد الجيش الأسترالي بثماني غواصات تستند إلى التكنولوجيات الأمريكية وصواريخ مجنحة أمريكية الصنع.
في الوقت نفسه، ألغت أستراليا لدى تشكيل هذا التحالف صفقة غواصات هائلة مع فرنسا، ما أسفر عن أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الطرفين.
وألقت أزمة الغواصات بظلالها على المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا؛ حيث أعلن مسؤول أوروبي في كانبيرا، الجمعة، أن جولة المفاوضات التجارية التي كان مقرراً أن تعقد بين الاتحاد الأوروبي وأستراليا أرجئت شهراً، في خطوة تأتي في خضم غضب بروكسل من إلغاء كانبيرا عقداً ضخماً لشراء غواصات من باريس.
وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "جولة المفاوضات حول اتفاقية التجارة الحرة أرجئت لمدة شهر حتى نوفمبر"، في تأجيل يلقي بظلال من الشك على مصير هذه المفاوضات.
وعاد سفير فرنسا لدى الولايات المتحدة فيليب إتيان إلى واشنطن، الأربعاء الماضي، بعد أسبوعين على استدعائه إلى باريس إثر اندلاع أزمة غير مسبوقة بين الحليفين المقربين.
ووصل السفير، عصر الأربعاء، إلى أحد مطارات العاصمة الفيدرالية الأميركية، وفق ما أعلنت السفارة.
وشكل استدعاؤه إلى باريس "للتشاور" بقرار من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 17 سبتمبر، سابقة بين فرنسا والولايات المتحدة.
وكانت الحكومة الفرنسية نددت إثر ذلك بـ"طعنة في الظهر" وبـ"قرار قاس"، وشبهت أسلوب الرئيس الأميركي الديمقراطي بالنزعة الأحادية لسلفه الجمهوري دونالد ترامب.
لكن في نهاية المطاف اتفق بايدن وماكرون، خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما في 22 سبتمبر، على السعي لطي صفحة الأزمة.
وأعلن ماكرون يومها أن السفير الفرنسي سيعود إلى واشنطن. وقرر البلدان إطلاق "عملية مشاورات مكثفة" لاستعادة "الثقة".