الإفتاء ترد.. «كتبت والدتى سورة البقرة كاملة ووضعتها فى جيب شقيقى.. ما حكم الشرع؟»
ورد سؤال إلى دار الإفتاء، عبر البث المباشر على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من سائلة تقول: كتبت والدتي سورة البقرة كاملة في ورقة ووضعتها في جيب أخي حتى تحفظه وتوسع رزقه لأنها سمعت فضل سورة البقرة، وعندما اتولد أخى وأصبح شابًا أعطته الورقة وقالت له قرآن ربنا يحفظك، هل في حرج في ذلك؟
من جانبها، ردت الدار قائلة: لا حرج في ذلك وتعليق التمائم المكتوب فيها آيات من القرآن الكريم وأدعية وأذكار جائزٌ شرعًا ما دام أن المسلم يعتقد أن الله هو النافع الضار، وأنها لا تعدو أن تكون من جملة الأسباب، وبشرط أن تصان عن الامتهان أو مماسة القذارة أو النجاسة.
واستدلت الدار بما أخرج أبو داود والترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا فَزِعَ أَحَدُكُمْ فِي النَّوْمِ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ؛ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ». قال: وكان عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يعلمها مَنْ بَلَغَ من ولده، ومَنْ لم يَبْلُغْ منهم كتبها في صك ثم علَّقَهَا في عُنُقِه.
واستشهدت أيضا بما جاء في "مصنف ابن أبي شيبة" (5/ 43-44، ط. مكتبة الرشد): أن سعيد بن المسيب سئل عن التعويذ فقال: "لا بأس إذا كان في أديم"، وعن عطاء قال: "لا بأس أن يعلق القرآن"، وكان مجاهد يكتب للناس التعويذ فيعلقه عليهم، وعن الضحاك أنه لم يكن يرى بأسًا أن يعلق الرجل الشيء من كتاب الله إذا وضعه عند الغسل وعند الغائط، ورخَّص أبو جعفر محمد بن علي في التعويذ بأن يُعلق على الصبيان، وكان ابن سيرين لا يرى بأسًا بالشيء من القرآن.