شفرة إدريس.. كيف حيّر الصول أحمد جنود الاحتلال في أكتوبر 73؟
رحل عن عالمنا اليوم، الصول أحمد إدريس، صاحب فكرة شفرة اللغة النوبية التي حيرت الإسرائليين في حرب أكتوبر1973؛ والتى كان لها دور كيبر فى أنتصار أكتوبر المجيد 1973، وذلك عن عمر ناهز 84 عامًا.
بدأ استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر كفكرة تراءت لمجند نوبي بقوات حرس الحدود يدعى "أحمد محمد أحمد ادريس" و الذي علم أن الرئيس السادات يبحث عن آلية للتغلب على أزمة فك الشفرات خلال الحروب ، فعرض الصول إدريس الفكرة على أحد قاداته حيث أن اللغة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط ، كما أنها لا تكتب و غير موجودة في القواميس ولهذا لم تعرف بها إسرائيل و لم تستطع التقاط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري، وفي حديث للعربية نت قال الصول إدريس : "أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات و وافق على الفور و فوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي".
وقال: "وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات و انتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعه مع القادة ، وعندما رأيته كنت أرتجف؛ نظرًا لأنها كانت المرة الأولى التي أرى بها رئيسا لمصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف و قلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة وتبسم لي وقال: فكرتك ممتازة، لكن كيف ننفذها؟ فقلت له: لا بدّ من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة، وأضاف الصول إدريس: "هم متوفرون بقوات حرس الحدود"، فابتسم السادات وقال: "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود و أعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح".
أضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً ، و علم أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية كشفرة و أنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم نحو 70 مجندًا من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 و حتى حرب 1973.
وأكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري ، و هدده بالإعدام لو أخبر به أحدا، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 و كانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات.
وقال: "لقد كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر ، ومعناها العربي "اضرب"، و جملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، و بتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" و كلمة "ساع آوي"، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار الذي تحتفل مصر و العرب بذاكراه كل عام فى السادس من أكتوبر ".