مقتل 6 فى إطلاق نار داخل جامعة روسية
فتح مسلح النار في حرم جامعة بوسط روسيا الإثنين ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، حسبما أكد المحققون، في ثاني عملية إطلاق نار تستهدف طلابا في هذا البلد هذا العام.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر بأنه "مصيبة كبيرة للبلاد بأسرها"، داعيا قوات الأمن إلى كشف دوافع مطلق النار، في حين تضاعفت في روسيا عمليات إطلاق النار في السنوات الأخيرة، ما دفع السلطات إلى تشديد قوانين حيازة الأسلحة.
وقال بوتين "ما من كلمات يمكنها أن تسكت الألم الناجم عن الحداد وعن هذه الخسائر، خصوصا حين يتعلّق الأمر بشبان بدأوا للتو حياتهم".
وأظهرت تسجيلات مصوّرة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طلابا يرمون مقتنياتهم من نوافذ المباني في حرم جامعة بيرم على بعد حوالى 1300 كيلومتر شرق موسكو، قبل أن يقفزوا هربا من المهاجم.
وكانت لجنة التحقيقات الروسية التي تنظر عادة في الجرائم الكبيرة، قد أعلنت في البدء مقتل ثمانية أشخاص إلا أنها خفّضت الحصيلة إلى ست وفيات.
وأضافت: أن 28 شخصا يتلقون العلاج من جراء إصابتهم في الاعتداء الذي وقع في جامعة بيرم الوطنية للبحوث.
وقالت في بيان إن عددا منهم يُعالَجون في المستشفى من جروح متفاوتة الخطورة.
وأوضحت أن المهاجم، الذي اتضح في وقت لاحق بأنه طالب في الجامعة، نفذ الاعتداء ببندقية صيد اشتراها في وقت سابق هذا العام.
وأضاف البيان أن مطلق النار وخلال اعتقاله أبدى مقاومة وأصيب بجروح نقل على إثرها إلى مرفق طبي".
وفي بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية قالت وزارة الصحة إن 19 شخصا من بين المصابين يعالجون من جروح ناجمة عن إصابتهم بطلقات نارية.
وفي تسجيلات مصوّرة بثّتها وسائل الإعلام الرسمية وقيل إنها التقطت خلال الاعتداء، ظهر شخص يرتدي اللون الأسود وخوذة يحمل سلاحا ويسير في حرم الجامعة.
أظهرت تسجيلات مصورة خارج الجامعة طلابا خائفين يفرون من حرم الجامعة ويجرون اتصالات هاتفية بأصدقاء وأقارب خلف طوق أمني فرضه عناصر الشرطة الذين كانوا يرتدون بزات واقية ويضعون خوذات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن المشتبه به "شاب يعاني بوضوح من مشاكل نفسية".
وتعد عمليات إطلاق النار في أماكن الدراسة نادرة نسبيا في روسيا نظرا للإجراءات الأمنية المشددة في المنشآت التعليمية ولصعوبة شراء الأسلحة النارية بشكل قانوني، رغم إمكانية تسجيلها كبنادق صيد.
غير أن هجوم الإثنين هو الثاني من نوعه هذا العام بعدما أطلق شاب عمره 19 عاما النار في مدرسته السابقة في مدينة قازان بوسط روسيا في مايو الماضي، موديا بتسعة أشخاص.
وذكر محققون أن المهاجم كان يعاني من خلل عقلي، لكن اعتُبر مؤهلا للحصول على رخصة لشراء البندقية نصف الآلية التي استخدمها في الاعتداء.
يوم الهجوم، الذي يعد الأسوأ في التاريخ الروسي الحديث، دعا بوتين إلى مراجعة قوانين حيازة الاسلحة.
ورُفع الحد الأدنى لأعمار الأشخاص الذين يسمح لهم باقتناء سلاح من 18 إلى 21 عاما مع تشديد معايير الفحوص الطبية.
وقال بيسكوف الإثنين إنه رغم تشديد القوانين "مع الأسف حصلت المأساة ويتعين تحليلها".
ورأى أن "على وكالات تطبيق القانون أن تقدم تقييما من خبراء، يبدو أننا نتحدث عن اضطرابات لدى شاب أقدم على عمليات القتل تلك".
حملت السلطات المسئولية في حوادث إطلاق نار سابقة في مدارس إلى عوامل مؤثرة خارجية، معتبرة أن الشبان الروس تأثروا بهجمات مماثلة في الولايات المتحدة وسواها.
في نوفمبر 2019 أطلق تلميذ عمره 19 عاما النار في بلدة بلاغوفيشينسك (شرق) في جامعته ما أدى إلى مقتل زميل له وجرح ثلاثة أشخاص قبل أن ينتحر.
في أكتوبر 2018 قتل مراهق 20 شخصا في كلية كيرتش التقنية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014.
وظهر في تسجيلات كاميرات مراقبة وهو يرتدي قميصا يشبه ذاك الذي ارتداه إريك هاريس، أحد مطلقي النار في ثانوية كولومباين الأمريكية عام 1999 والذي أدى إلى مقتل 13 شخصا.
ومطلق النار في القرم تمكن من الحصول على رخصة لحيازة سلاح بعدما خضع لتدريب على الرماية ولتقييم نفسي.
تقول أجهزة الأمن الفدرالية الروسية إنها حالت دون وقوع عشرات الهجمات المسلحة على مدارس في السنوات القليلة الماضية.
وجاء هجوم الإثنين فيما تواصل السلطات الروسية فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية والمحلية والتي أجريت على مدى ثلاثة أيام.