رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دبلوماسي صيني بالقاهرة: العلاقات الصينية - المصرية في قمتها

 شي يوه وين الوزير
شي يوه وين الوزير المفوض للشئون الثقافية

أكد شي يوه وين الوزير المفوض للشئون الثقافية والسياحية بالسفارة الصينية لدى مصر ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة أن العلاقات بين الصين ومصر في قمتها وتنعكس إيجابا على التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وقال شي- في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا) الصينية، بمناسبة انتهاء فترة عمله بالقاهرة- إن العلاقات المصرية - الصينية علاقات تاريخية وهي ليست وليدة اليوم، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين بفضل جهود الرئيسين عبد الفتاح السيسي وشي جين بينغ تشهد زخما وتناميا كبيرا وحققت تطورا ملحوظا.

وأضاف أن الرئيسين وضعا حجر أساس لتأسيس علاقة استراتيجية شاملة بين الدولتين، مرجعا إليهما الفضل فيما وصلت إليه العلاقات بين البلدين نتيجة اللقاءات والاتصالات الدائمة والمستمرة بين الرئيسين، الأمر الذي يشجع الكوادر من الجانبين على زيادة التعاون وتبادل الدعم.

وأوضح - فيما يتعلق بالتعاون الثقافي بين البلدين- أنه خلال الأربع سنوات الماضية، نفذنا أكثر من 300 فعالية ثقافية، منها على سبيل المثال، مسابقة مصر تتغني بالصينية من خلال أربع دورات وحققت نجاحا كبيرا، ومسابقة للمقال حول العلاقات المصرية - الصينية، منوها إلى أنه تم خلال هذه الفترة دعوة عشرات الفرق الصينية لزيارة مصر لحضور المهرجانات المختلفة مثل مهرجان أسوان ومهرجان القلعة، بالإضافة إلى تقديم العروض الفنية بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية ومسرح الجمهورية وغيرها.

وأوضح أن عام الثقافة الصينية - المصرية، الذي نظمه البلدان عام 2016، كان حدثا كبيرا وتاريخيا، مشددا على أنه ترك أثرا لا يمحى في ذهن الشعبين، ولاسيما في تعزيز التقارب بين الثقافتين والشعبين، حيث أنه تم خلال هذا العام تنفيذ أكثر من مائة فعالية ثقافية سواء معارض أو عروض فنية أو أحداث ثقافية، مما زاد التقارب والتعارف بين الثقافتين العريقتين.

وأعرب- حول التعاون في المجال السياحي- عن تفاؤله لمستوى التعاون بين الجانبين في المجال السياحي، مشيرا إلى أن مصر لديها معالم سياحية متنوعة وثرية وتراث عالمي لا مثيل له في العالم، وهو ما جذب أنظار السائحين الصينيين بشكل كبير لزيارة مصر، ونفس الشيء فإن الصين لديها تراث عالمي هائل، يمكن أن يكون مصدر جذب كبير للسائحين المصريين.

وتابع قائلا، كلا البلدين يمتلكان تراثا حضاريا كبيرا ما يؤكد أن مستقبل التعاون بينهما سيكون مشرقا في هذا المجال، معربا عن تطلعه أن تعود حركة السياحة بين البلدين إلى سابق عهدها خلال عام أو أقل بعد السيطرة على جائحة كورونا.

وأعرب شي يوه وين عن اعتقاده بأن حجم السياحة بين البلدين لا يرتقي لمستوى العلاقات، وأنه مازال هناك فجوة، ومازال هناك عمل كثير ينبغي على الجانبين القيام به للارتقاء بمستوى السياحة بين الصين ومصر، لافتا إلى أنه عندما تعود الأمور إلى سابق عهدها، فإن عدد السائحين الصينيين إلى مصر سنويا قد يصل إلى مليون سائح.

ونوه الوزير المفوض للشئون الثقافية والسياحية بالسفارة الصينية لدى مصر، ومدير المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، إلى أن التعاون بين الصين ومصر يمتد إلى الكثير من المجالات، حيث أن هناك تعاونا كبيرا في مجال مكافحة جائحة مرض فيروس كورونا، مشيرا إلى أن بكين والقاهرة ساعد كل منهما الأخر منذ بداية الأزمة، ومنذ ظهور اللقاح قدم الجانب الصيني منح من اللقاح لمصر، ثم قدمت بكين التكنولوجيا اللازمة لإنتاج اللقاح بمصر، وهو أمر له دلالة كبيرة على ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين.

وأشار إلى أن التعاون بين الجانبين على قدم وساق في الكثير من المجالات الأخرى، مثل التعاون في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يعمل العمال الصينيون جنبا إلى جنب مع العمال المصريين لبناء العاصمة الجديدة، وكذلك في المشاريع الأخرى حيث يسير العمل بشكل متسارع، موضحا -عن فترة عمله بمصر والتي امتدت لأربع سنوات- أن انطباعه عن مصر قبل الحضور إليها، أنها دولة كبيرة ولديها تاريخ طويل وحضارة عريقة وثقافة متطورة مقارنة بالدول الأخرى في الشرق الأوسط.

وتابع قائلا "وبعد قضائي 4 سنوات لم يتغير هذا الانطباع إلا أنني وجدت أن حضارة مصر أكثر عمقا وطولا مما كنت أعتقد من قبل، وخلالها تغيرت ملامح الدولة بشكل ملحوظ، ليس في القاهرة فحسب وإنما في كثير من المحافظات مثل الأقصر وشرم الشيخ وأسوان والإسماعيلية وغيرها والتي شهدت تغيرات كبيرة وملحوظة، كذلك البنية التحتية تشهد تطورا سريعا وملحوظا".

وقال -عن التقارب والتباين بين الثقافتين المصرية والصينية- "خلال الأربع سنوات والامتزاج بين الثقافتين المصرية والصينية وجدت أن هناك تقاربا كبيرا بين الثقافتين فكلاهما يدعو إلى السلام واحترام الكبير واحترام الأخر، والمبادرة لعمل الخير والتعلم واحترام الناس بعضهم البعض"، أما عن الاختلاف بين الثقافتين فهناك بعض التقاليد مختلفة وكذلك الملابس القومية واللغة والدين وأيضا الطعام، مؤكد-حول الثقافة والتواصل الإنساني باعتبارهما أحد المكونات الرئيسية لمبادرة الحزام والطريق- الأهمية البالغة لعنصري الثقافة والتواصل الإنساني بمبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أن المبادرة مهما تضمنت من مكونات وعناصر سياسية واقتصادية وتجارية، فإن أساسها التبادل الثقافي والتواصل الإنساني.