عبد الهادي القصبي: ندوات الطرق الصوفية تهدف لمحاربة التطرف
قال الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن “الندوات العلمية التى تنظمها الطرق الصوفية، تهدف بالأساس إلى نشر التصوف ومحاربة التطرف، وقد أصدرت قرار بتنظيم هذه الندوات العلمية، لوضع التصوف الإسلامى فى مكانه الصحيح، فهذا المنهج الفريد هو منهج العلماء والشيوخ والأقطاب، حافظ على المجتمعات الإسلامية من الأفكار الغريبة والمتطرفة”
وتابع “القصبي” في تصريحات له: حان الوقت لكى تتحمل الطرق الصوفية مسئوليتها كاملة، وتقوم بتعريف الناس بهذا المنهج المعتدل، من خلال الدورات العلمية التى سيشارك فيها جميع شيوخ البيت الصوفي، حيث سيوصولون ما سيعرفونه ويتعلمونه إلى أبنائهم ومريديهم وأتباعهم وبهذا نكون قد أستطعنا أن ننهض بعض الشىء بالفكر الصوفي.
وكانت المشيخة العامة للطرق الصوفية، أعلنت في وقت سابق تنظيم سلسلة ندوات علمية فى مقرها الجديد بالدراسة، حيث يشارك فى هذه الندوات عدد من شيوخ وعلماء الطرق والزوايا الصوفية بمصر، وتهدف هذه الندوات العلمية إلى التأكيد على الدور العلمي للطرق الصوفية فى مصر، وحث الطرق على مزاولة نشاطها الصوفي والعلمي والديني والثقافي، وذلك من أجل إخراج المريدين من حالة الضيق التى يمرون بها بسبب توقف الموالد والفعاليات بسبب جائحة فيروس كورونا .
جدير بالذكر أن الطرق الصوفية هي مدارس دينية في التزكية والتربية متفرعة من بعضها ومرتبطة بواسطة السند المتصل، وهي ليست فرقاً إسلامية، وجميعها تتبنى عقيدة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية، وبعض من أهل الحديث وتتبع أحد المذاهب الأربعة والاختلاف بينها إنما هو في طريقة التربية والسلوك إلى الله. والطريقة عند السالكين هي السيرة المختصة بهم إلى الله تعالى من قطع المنازل والترقي في المقامات.
تختلف الطرق التي يتبعها مشايخ الطرق في تربية طلابها ومريديها باختلاف مشاربهم واختلاف البيئة الاجتماعية التي يظهرون فيها، وكل هذه الأساليب لا تخرج عن كتاب الله وسنة رسوله، بل هي من باب الاجتهاد المفتوح للأمة. ولذلك قيل: لله طرائق بعدد أنفاس الخلائق.
فقد يسلك بعض المشايخ طريق الشدة في تربية المريدين فيأخذونهم بالرياضات العنيفة ومنها كثرة الصيام والسهر وكثرة الخلوة والاعتزال عن الناس وكثرة الذكر والفكر.
وقد يسلك بعض المشايخ طريقة اللين في تربية المريدين فيأمرونهم بممارسة شيء من الصيام وقيام مقدار من الليل وكثرة الذكر، ولكن لا يلزمونهم بالخلوة والابتعاد عن الناس إلا قليلا، ومن المشايخ من يتخذ طريقة وسطى بين الشدة واللين في تربية المريدين، وللطرق الصوفية شارات وبيارق وألوان يتميزون بها: فيتميز الرفاعية باللون الأسود.
ويتميز القادرية باللون الأخضر، ويتميز الأحمدية باللون الأحمر، أما البرهانية فإنها لا تتميز بلون واحد كسائر الطرق بل تتميز بثلاث ألوان: الأبيض الذي تميز به إبراهيم الدسوقي، والأصفر الذي تميز به الإمام أبو الحسن الشاذلي ومنحه لابن أخته إبراهيم الدسوقى، والأخضر وهو كناية عن شرف الانتساب لبني هاشم.