رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش المصرى

على موقع سكاى نيوز قرأت تقريرًا عنوانه «طالبان حصدت ٨٣ مليار دولار من واشنطن»! التفاصيل تقول إن هذا المبلغ قيمة الأسلحة التى سلحت بها أمريكا القوات الأمنية الأفغانية أو الجيش الأفغانى، هذا الجيش الذى يبلغ قوامه ٣٠٠ ألف مقاتل لم يتصدّ لقوات طالبان من قريب أو من بعيد، حتى إنها استولت على البلاد كلها خلال يومين من انسحاب القوات الأمريكية، ليس لدىّ رغبة فى الإساءة للجنود الأفغان فلكل وضع ملابساته وظروفه، لكننى حمدت الله على وجود الجيش المصرى، تذكرت الشهداء الذين قاتلوا الإرهابيين لآخر نفس، تذكرت أحمد المنسى الذى مات وهو يقاتل حتى النفس الأخير مؤمنًا بوطنه وبدينه، تذكرت الشهيد الذى كان يطلب من زميله القادم لنجدته أن «يغربل الكمين» أى أن يطلق النار على الإرهابيين الذين استولوا على الكمين دون أن يعبأ بوجوده بينهم.. تذكرت الجندى «على» صانع الجبس الذى وقف يحمى الجرحى من أبناء كتيبته ويمنع الإرهابيين من الوصول إليهم ومات قبل وصول الإمدادات بقليل.. تذكرت إبراهيم الرفاعى ورفاقه، وعبدالعاطى صائد الدبابات، ومحمد أفندى الذى رفع العلم.. أعتقد أن الفارق بين الجيش المصرى وغيره هو فارق فى العقيدة.. عقيدة الجيش المصرى تؤمن بالله والوطن.. الدين والوطن كلاهما مقدس وكلاهما يستحق أن نموت من أجله، هو أيضًا جيش كل المصريين، جيش وطنى، غير طائفى، وغير طبقى، يفتح بابه لأبناء المصريين جميعًا مادامت الشروط تنطبق عليهم.. ليس جيش طائفة دينية مغيمة كما هو الحال فى بعض البلاد، وليس جيش حزب معين كما كان الحال فى العراق الحبيب مثلًا، هو للجميع، وفوق الجميع، دوره حماية التراب الوطنى، وحماية كيان الدولة، يحمى الاستقرار، ويسعى للازدهار.. لم يكن أبدًا ضد الدين، لكنه ضد الإرهاب، وضد الاتجار بالدين، فى لحظة الحسم قال قائده إن ميليشيات الإرهاب لا يمكن أن تمس المصريين، وأوفى بوعده بالفعل.. من حيث العلاقة بالشعب، والإخلاص لثوابت الوطن، والشجاعة فى الفداء، لا يقارن الجيش المصرى بغيره.. ويبقى فى مكانة وحده.. هذه المكانة لا يدركها الجهلة والمهرجون وصنائع الأجهزة الغربية.. لكن يدركها جيدًا المصريون.. الذين يضعون الجيش فى مآقى عيونهم ويضعهم هو درة فوق جبينه.