«البروتستانت» لايكرموها.. كيف تنظر الطوائف المسيحية إلى العذراء؟
يعيش الأقباط الأرثوذكس هذه الأيام حالة من الروحانية والزهد بمناسبة صوم السيدة مريم العذراء الذي بدأ مطلع الأسبوع الأول من الشهر الجاري، ويستمر على مدار ١٥ يومًا، لينتهي السبت الموافق ٢١ أغسطس الحالي. وتنظم الكنائس العديد من النهضات الروحانية بالكنائس والأديرة، والتي تحتوي في صلواتها على مدائح وتمجيدات للسيدة مريم العذراء.
لكن ما لايعرفه الكثيرون أن الطوائف المسيحية لاتتفق في الفكر نفسه بشأن القديسة مريم، فبينما يخصص لها أصحاب المذهب الأرثوذكسي مدة للصوم سنوية، يرفض الإنجيليون بمذاهبهم المتفرعة فكرة الشفاعة بالقديسين، وكذلك الصوم المنظم، بالشكل الذي تضعه نظيرتها الأرثوذكسية.
هذا ما لفت النظر إليه البابا الراحل، الأنبا شنودة الثالث، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في كتابه الشهير “السيدة العذراء”.
وخلال السطور التالية نستعرض ما قدمه البابا شنودة، خلال كتابه عن الفروق بين الطائفتين الأرثوذكسية، والإنجيلية، في رؤيتهم للسيدة مريم العذراء.
• البروتستانت لا يكرمون السيدة العذراء، ولا يطلبون شفاعتها، وربما اتخذوا موقفهم هذا كرد فعل لمبالغة الكاثوليك في إكرامها، حتى ليقول بعض الإنجيليون أنها مثل قشرة البيضة لا قيمة لها بعد خروج الحي منها. وهم لا يحتلفون بأي عيد من أعيادها.
• الإنجيليون يلقبون العذراء بـ أختنا، وبالإضافة إلي هذا يقولون إنها بعد ميلاد السيد المسيح عاشت مع يوسف النجار كزوجة، وأنجبت منه أولادًا تسموا ”أخوة يسوع” أو ”أخوة الرب”.
• يهاجمون بعض ألقاب تلقبها بها الكنيسة الأرثوذكسية، ومن مظاهر عدم إكرامهم لها، أنهم بدلاً من تلقيبها بـ الممتلئة نعمة كما بشرها الملاك، يغيرون الترجمة إلي “المنعم عليها”، وكذلك كثيراً ما يستخدمون لقب “أم يسوع”، بدلاً من لقب والدة الإله “ثيئوطوكوس”.
• الأرثوذكسيون كما العالم يكرمون العذراء، التي لم تنل الكرامة فقط من البشر، وإنما أيضاً من الملائكة، وهذا واضح في تحية الملاك جبرائيل لها بقوله ”السلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة أنت في النساء”، وعبارة: ”مباركة أنت في النساء” تكررت أيضاً في تحية القديسة أليصابات لها، ونلاحظ أن أسلوب مخاطبة الملاك للعذراء فيه تبجيل أكثر من أسلوبه في مخاطبة زكريا الكاهن”.
• أصحاب المنهج الأرثوذكسي يعتبرون أنه يكفي قولها الذي سجله الإنجيل “هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني”، وعبارة “جميع الأجيال” تعني أن تطويب العذراء هو عقيدة هامة استمرت من الميلاد، وستبقى إلى آخر الزمان، ولعل من عبارات إكرام العذراء التي سجلها الكتاب أيضاً قول القديسة أليصابات لها -وهي شيخة في عمر أمها تقريباً- قالت: “من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي. هوذا حين صار سلامك في أذني، ارتكض الجنين في بطني، والعجيب هنا في عظمة العذراء، أنه لما سمعت أليصابات سلام مريم وامتلأت أليصابات من الروح القدس. مجرد سماعها صوت القديسة العذراء، جعلها تمتلئ من الروح القدس”.
الجدير بالذكر أن الكنائس الأرثوذكسية القبطية حول العالم تقيم قداسات صباحا على مدار الأسبوعين، بحضور 25 % من المصلين، وذلك في خطتها للحفاظ على الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول للحد من انتشار فيروس كورونا.