رئيس مؤتمر المناخ يطالب الدول الأكثر تلوثا بوضع خطط لخفض الانبعاثات
أكد رئيس الدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 26)، ألوك شارما، على ضرورة إصدار دول العالم الأكثر تسببًا في انبعاثات الغازات الدفيئة خططًا واضحة لخفض تلك الانبعاثات الكربونية بشكل جذري، وذلك بعد صدور تقرير أممي يحذّر بشدة من تضاؤل فرصة البشر لتجنب احترار خطير.
وقال شارما، الذي عينته الحكومة البريطانية لرئاسة مؤتمر المناخ المقرر عقده، نوفمبر المقبل، في جلاسكو باسكتلندا، إن التقرير، الذي أصدرته اليوم، الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة يمثل "جرس إنذار" للعالم فيما يخص التغير المناخي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يزال بالإمكان تجنب أسوأ ما يمكن أن يأتي به ذلك التغير، بشرط "التراجع السريع"، حسب ما نقلته عنه صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وفي تقريرهم - الذي وصف بأنه أشد تحذير بشأن التغيرات واسعة النطاق و"غير المسبوقة" في المناخ - حذّر خبراء الأمم المتحدة من اتجاه الأمور نحو الأسوأ خلال السنوات المقبلة، وأشاروا إلى وضوح الآثار البالغة للتغير المناخي، والمتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة على سطح الكوكب، ووقوع العواصف بشكل أكثر حدة وتكرارا، والموجات الحارة والجفاف والفيضانات التي تصيب عدة مناطق على سطح الأرض، فضلا عن ارتفاعات منسوب مياه البحار.
ورجّح الخبراء ارتفاع درجات الحرارة العالمية بـ 1.5 مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية خلال العقد المقبل، أي قبل 10 سنوات من التاريخ المتوقع سابقا لبلوغ هذا الحد، وقال التقرير إن خفض حاد وفوري لانبعاثات الغازات الدفيئة خلال هذا العقد هو الخيار الوحيد لاستقرار النظام المناخي العالمي.
وقال شارما: "ما نحتاجه حقا الآن هو أن تلعب الدول الأكثر انبعاثا (للغازات الدفيئة) دورها"، مضيفا أن مجموعة العشرين ستكون أساسية في الحفاظ على عتبة 1.5 درجة مئوية التي تهدف اتفاقية باريس للمناخ المبرمة عام 2015 إلى عدم تجاوزها.
وتضم مجموعة العشرين أكبر اقتصادات العالم من الدول المتقدمة والنامية على السواء، وهي وحدها مسئولة عن 80 بالمئة من الانبعاثات الغازية الدفيئة حول العالم، كما تشكل 85 بالمئة من مجموع الناتج المحلي الإجمالي لدول العالم.
ولم يُشر رئيس مؤتمر المناخ إلى دول بعينها، لكن "ذا جارديان" أشارت إلى أن الدول التي لم تقدم بعد خططها لخفض الانبعاثات قبل المؤتمر تضم الصين والهند والبرازيل، لافتة إلى أن الأنظار حاليا تتجه بشدة صوب الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم والأكثر تسببا في الانبعاثات الكربونية، والأعلى في إنتاج واستهلاك الفحم، أخطر وقود أحفوري على البيئة، والذي شدد شارما على ضرورة أن يُسدل مؤتمر جلاسكو ستار التاريخ على استخدامه، على حد تعبيره.