كيف عاش النبي في بيت جده عبد المطلب وعمه أبي طالب؟
يحتفل العالم الإسلامى اليوم الإثنين برأس السنة الهجرية، والذي يعد يوما فارقًا عندما هاجر النبي من مكة للمدينة المنورة.
وبمناسبة هذه الذكرى العطرة، تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مواقف من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم سواء مع زوجاته أو مع الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بين الموضوعات التي انتشرت عبر وسائل التواصل حياة النبي في بيت جده عبدالمطلب وعمه أبي طالب فقد وجدت اختلافًا كبيرًا بين رواد التواصل، فبعضهم أكد أنها كما نشرت والبعض الآخر علق على ما تم نشره بأن به بعض المواقف المغلوطة.
يقول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال فترة توليه رئاسة دار الإفتاء المصرية، شاءت إرادة الله تعالى أن يفقد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وهو جنينٌ في أحشاء أمه آمنة بنت وهب، وأن يفقد أمه وهو ما يزال طفلًا صغيرًا لم يجاوز الخمس سنوات من عمره، وهو في أشد الحاجة إلى رعايتها، وكان من فضل الله على نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم أن غرس الحب لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قلب كل من يراه.
وتابع الطيب: ومنذ وفاة أمه آمنة تكفله جده عبد المطلب الذي كان يحبه حبًّا شديدًا ويحوطه بالعطف والرعاية، وكان يجتهد في ألَّا يشعر حفيده باليتم والحرمان، ولكن شاءت الأقدار أن يفقد سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم جده كذلك، فقد أصبح شيخًا كبيرًا فلم يعمر كثيرًا ليكمل مسيرته في تربية حفيده والعناية به، فقد توفي عبد المطلب بعد السيدة آمنة بعامين فقط وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يزل طفلًا في الثامنة من عمره، وحزن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حزنًا شديدًا على موت جده الذي عوضه حنان أبيه وأمه جميعًا.
وأضاف في رده على سؤال ورد إله يقول: كيف كانت حياة النبي وهو في كنف جده وعمه أبي طالب؟ أنه بعد وفاة عبد المطلب كفله عمه أبو طالب الذي ضمه على أولاده، ونهض بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وقدمه على أولاده، وخصه بفضل احترام وتقدير، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.
وأشار الطيب إلى أنه درج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في بيت أبي طالب، والسن تمضي به قدمًا إلى الوعي العميق بما حوله، وأصر على أن يُشارك عمه هموم العيش، إذ كان أبو طالب على كثرة عياله قليل المال، ولما بلغ سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الثانية عشرة من عمره أراد عمه أن يذهب في رحلة تجارية إلى الشام لعل الله يفتح عليه ببعض المال الذي ييسر عليه حياته، وأصر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على مُصاحبة عمه في هذه الرحلة، وتروي بعض المصادر أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم التقى في هذه الرحلة بـ"بُحَيْرا" الراهب النصراني، فرأى الراهب فيه علامات النبوة التي كان يعرفها من قراءاته في الكتب المقدسة، ونصح عمَّه بالرجوع إلى مكة، وحذره من اليهود على ابن أخيه.
واستكمل: وعندما عاد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة مع عمه لم يشأ أن يكون عبئًا ثقيلًا على عمه، وأراد أن يكون له عمل يكسب منه قوته، ويعول نفسه، واشتغل برعي الغنم وظل يرعى الغنم حتى أصبح شابًّا فتيًّا، فقام بالتجارة في أموال السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ونجح سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في تجارته، وكان من ثمار ذلك أن أتم الله زواجه صلى الله عليه وآله وسلم بالسيدة خديجة رضي الله عنها.