الأمم المتحدة: الحرارة ترتفع 1.5 درجة مئوية قبل عشر سنوات مما كان متوقعًا
يتوقع أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، وفقا للتقرير الجديد الصادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة.
وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة، أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس، بحلول العام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات الدفيئة، وفق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
وقال خبراء المناخ في الأمم المتحدة، الاثنين، إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى "غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين".
وبغض النظر عن معدل انبعاثات الغازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع "لقرون بل لآلاف السنين"، خصوصا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية وفقا للتقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي يقدر بأن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.
وقد قال النائب عن حزب العمال البريطاني، إد ميليباند، إن أكبر عدو لنا لم يعد إنكار التغيرات المناخية، ولكن الذين يرفضون التصرف بالسرعة التي يتطلبها العالم من أجل التغلب على هذا التغير.
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية: إن ما نقوم به في السنوات القليلة المقبلة سيكون له آثار لمئات السنين، وما لم يخفض العالم انبعاثاته إلى النصف في هذا العقد، فمن المحتمل أن نفقد فرصة تجنب ارتفاع درجة حرارة أعلى بكثير من 1.5 درجة مئوية المنصوص عليها في اتفاقية باريس لعام 2015.
وتابع: "لقد رأينا الآثار الكارثية لعالم دافئ بمقدار 1.2 درجة مئوية فقط، ماذا يحدث إذا وصلنا إلى 2.5 أو 3 درجات مئوية؟، بحلول ذلك الوقت، سننظر إلى فصول الصيف الأخيرة على أنها ليست الأكثر سخونة التي شهدناها على الإطلاق، ولكن في جميع الاحتمالات، سنقول إنها كانت الأفضل بالنسبة لنا على الإطلاق".
وأشار إلى الآثار التي خلفتها التغيرات المناخية، حيث شهدت بريطانيا موجات الحر والفيضانات، ودرجات الحرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية في باكستان، ووفاة المئات في موجة الحر في أنحاء أخرى من العالم، والفيضانات المميتة في ألمانيا والصين، كل ذلك في غضون شهر واحد، لافتا إلى أهمية التحذير الأخير لمكتب الأرصاد الجوية بأن عصر الطقس المتغير بدأ على الفور الوصول لدرجات يصعب العمل على تغييرها.
واختتم مقاله قائلاً: "يجب أن نتصرف الآن، ليس فقط لأننا يجب أن نجنب الأجيال القادمة التي ستعيش في كارثة محققة من الآن، ولكن لأن إعادة كتابة السيناريو يمكن أن تنتج عالماً أفضل، فالتخلص من الكربون بسرعة أمر حتمي، ولكن يمكننا القيام بذلك بطريقة تعمل على إصلاح عدم المساواة الموجودة في نظامنا الاقتصادي الحالي".