المفتى: «كورونا» لفتت أنظارنا إلى تحول المؤسسات الإفتائية إلى الرقمنة
قدم الدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية أبرك التهاني إلى العلماء والمفتين المشاركين في هذا المؤتمر العالمي على عودة هذا المؤتمر الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بصورة مباشرة بعد التوقف الطارئ الذي فرضته الإجراءات الاحترازية العالمية لتجنب مخاطر انتشار فيروس (كوفيد 19) المعروف بـ(كورونا).
وأضاف قائلًا: برغم شدة الأضرار الناجمة عن هذا الوباء، فإننا قد استفدنا أيضًا الكثير من التجارب والخبرات التي تكونت وتراكمت نتيجة العمل الدءوب والتعاون والتكاتف العالمي لمواجهة هذا الوباء. ونحن إذ نقدم هذه التهنئة بعودة المؤتمر للانعقاد المباشر، نرحب أيضًا بالسادة الوزراء والمفتين والعلماء المشاركين من خارج مصر في وطنهم الثاني مصر، ونرجو لهم إقامة سعيدة ومشاركة ناجحة موفقة، ونسأل الله أن يعيننا جميعًا على تحقيق الغاية السامية التي اجتمعنا لأجلها، وهي دفع صناعة الإفتاء في العالم كله إلى مزيد من التقدم والتجديد والتعاون من أجل نفع البشرية.
ولفت المفتي النظر إلى أن ظروف "وباء كورونا" الاستثنائية الطارئة ألهمتنا فتح آفاق جديدة وولوج مسارات متطورة في مجال الإفتاء، ولكن بطريقة جديدة مبتكرة، ولفتت أنظارنا إلى أهمية تحول المؤسسات الإفتائية نحو التطوير والرقمنة. ونحن نتفق جميعًا على أن العصر الذي نحيا فيه الآن ذو طبيعة شديدة التغير والتعقيد والتطوير، خاصة في مجال الأفكار الذي يؤثر تأثيرًا كبيرًا في مجريات الأحداث.
وأشار إلى أنه لمن أسس التجديد الهامة في مجال الفقه والإفتاء التي تحقق مقاصد الشريعة الغراء؛ التجديد في استعمال وسائل التوصيل المناسبة. ومن ثم برزت فكرة السعي إلى تكوين مؤسسات إفتائية رقمية باستعمال وسائل التقنية الحديثة على أفضل وأتقن ما يكون، ومن هنا جاءت فكرة عقد هذا المؤتمر العالمي الجامع تحت شعار (نحو مؤسسات إفتائية رقمية). راجيًا فضيلته من الله تعالى أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول إيجابي في مسيرة تجديد العمل الإفتائي.
وتوجه المفتي إلى العلماء الأجلاء قائلًا: تأتي هذه الخطوة التجديدية المهمة في مسيرة العمل الإفتائي استكمالًا لجهود تجديدية سابقة، تشاركنا فيها وتعاونا عليها، وعملنا بجد وإخلاص معًا تحت راية مؤسستكم الواعدة؛ وهي الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وقمنا بالتعاون من أجل إعادة صورة الإسلام السمحة إلى وعي العالم كله، بعدما قامت جماعات التطرف والإرهاب بتشويهها. ولقد كان لجهودكم المباركة في السنوات الماضية أثرٌ قويٌّ في جمع كلمة المؤسسات الإفتائية تحت راية واحدة، وتوحيد الجهود لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي ألحق الضرر الكبير بالعالم، وعمل على غزو عقول الشباب والانجراف بهم نحو هاوية الأفكار الخبيثة.
وتابع: ولقد كان من فضل الله علينا أن وقفت مؤسساتنا الدينية الوطنية الوسطية في مصر والعالم وقفة قوية صادقة لله تعالى، لا تخشى في الحق لومة لائم، وكان جهادنا في سبيل الله تعالى بالجهر بكلمة الحق المؤيدة بالحجة القاطعة وبالعمل الدءوب الذي أخرج العديد من الأعمال العلمية المتقنة، ومنها الأعمال الموسوعية الكبيرة التي كشفت زيف الأسس الفكرية التي أقامت عليها تلك الجماعات صروح إرهابها وبنيان ضلالها. ولقد قمنا بفضل الله تعالى بإطلاق المنصات الرقمية وعقدنا برامج التدريب المستمرة، وحولنا جميع التوصيات التي كان ينتهي إليها مؤتمركم الكريم إلى مناهج وبرامج ومشروعات قوانين تشريعية، وغير ذلك من الجهود المباركة.
وأضاف المفتي: ولا شك أن ردة فعل الأبواق الإعلامية الكاذبة لهذه الجماعات التي تمثلت في نشر الأكاذيب وتشويه صورة العلماء العاملين في دار الإفتاء المصرية، والعلماء المشاركين في الأمانة العامة، ليؤكد لنا أننا نمضي قدمًا في سبيل الله تعالى نحو الطريق الصحيح.