القادري يشدد على أهمية خلق الأمانة
خلال «ليالي الوصال».. منير القادري يوضح أهمية خلق الأمانة في البناء الحضاري للأمم
تناول الدكتور منير القادري، خلال مداخلته في الليلة الرقمية الرابعة والستين ضمن فعاليات «ليالي الوصال الرقمية»، التي تنظمها مشيخة الطريقة «القادرية البودشيشية»، ومؤسسة «الملتقى»، بالتعاون مع مؤسسة «الجمال»، عدة محاور أبرزها: «خلق الأمانة ومكانتها الرفيعة في الإسلام، وبيان أهمية التربية عليه، وإبراز دورها المحوري في البناء الحضاري للأمم، وعلاقته بالتنمية».
واستهل القادري كلمته بالإشارة إلى أن الإسلام أمر بخُلق الأمانة وبيّن أهميته وفضله وأثره في الحياة الدنيا والآخرة، مستدلا في سبيل ذلك بنصوص من الوحيين وأقوال الصحابة الكرام.
وأوضح القادري أن الأخلاق ثابتة لا تتغير ولا تتبدل لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها، وأن الأمانة تبقى أعظمها أهميةً وأثراً في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب، وتابع أنه بفقدها فسدت الحياة، وساءت العلاقات بين البشر، وضعف الإنتاج ودُمرت دول ومجتمعات.
ونوه إلى أن الإسلام نهى عن الخيانة ولو مع الخصم الخائن، مستشهدا بحديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «أدِّ الأمانةَ إلى منِ ائتمنَكَ ولا تَخُن من خانَكَ».
وحذر رئيس مؤسسة الملتقى من أن الأمانة في عصرنا الحالي أصبحت عملة نادرة بسبب الغفلة عن الآخرة، وحب الدنيا والبعد عن الدين وتعاليمه، وكذا عدم إدراك خطورة ضياعها في حياة الناس.
وتابع القادري أن الأمانة خُلق شامل لكل مظاهر الحياة وقال: «فالشعب أمانة في يد زعمائه، والدين أمانة في يد العلماء، والعدل أمانة في يد القضاة، والوطن أمانة في عنق الجميع»، وقال تعالى:(فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ) [البقرة: 283].
وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى الوظائف أمانات، وأنه نصح الضعفاء بعدم طلبها والتعرُّض لها، موردا قوله صلى الله عليه وسلم حين سأله أبو ذر -رضي الله عنه- أن يستعمِلَه فضرب بيده على منكبه وقال: (يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا).
وعن قرب الاستحقاقات الانتخابية، حذر القادري من إطلاق الوعود والعهود والالتزامات من المترشحين دون الوفاء بها، مشيرا إلى أن البعض منهم بعد أن ينال ثقة الناخبين ويتحصل على الكرسي يتنكر لما التزم به، ويستهين بمصائر العباد و الوطن.
وأكد أن أمانة تولية المسؤولية واجبة لمن هو أهل لها من أهل الخير والصلاح والاستقامة، ومن المشهود لهم بحسن السيرة والإخلاص في العمل، حتى تتهيأ فرص الإنتاج المثلى التي يستفيد منها الفرد والمجتمع.
وأكمل أن من أسباب التفريط في الأمانة ضعف الوازع الديني لدى كثير من الناس في عالم يعيش أزمة في منظومة القيم، موضحا «أزمة غابت فيها قيم العُمران الحضاري وتمكنت فيها النزعة الفردية وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة»، مرجعا سبب ذلك إلى غياب دور التربية الأخلاقية على القيم ومكارم الأخلاق.
وأشار إلى دور التصوف الذي هو «مقام الإحسان في تأهيل الإنسان بالتشبع بهذه القيم و ممارستها خدمة للبلاد والعباد حتى تسير سلوكا وممارسة».
وزاد القادري أن القيم الاخلاقية هي روح الأعمال والضامنة لنجاحها من أجل ازدهار الوطن وأمنه وأمانه.