«نيويورك تايمز»: وفيات فيضانات الصين تعكس مخاطر تغير المناخ
لقي ما لا يقل عن أربعة أشخاص مصرعهم في نفق طريق سريع بوسط الصين غمرته مياه الفيضانات في نفس الوقت الذي سقط فيه نفق لمترو الأنفاق بعد هطول ثماني بوصات من الأمطار في ساعة واحدة، الكارثة التي اعتبرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تدق ناقوس الخطر فيما يخص بخطورة تغير المناخ على البنية التحتية للطرق السريعة.
وأفادت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني) أن أكثر من 200 سيارة علقت في نفق طريق سريع يوم أمس الأول بوسط الصين عندما غمرت الأمطار المنطقة بشكل قياسي. وتدفقت السيول من المياه في مداخل النفق، كادت تملأه حتى السقف.
وأضافت: من المحتمل أن يكون عدد القتلى في ذلك اليوم أعلى لو لم يكن لقوات الكوماندوز الخاصة الذين سبحوا ذهابًا وإيابًا بين المركبات المتمايلة والمتصادمة لإنقاذ السائقين الغارقين دوراً مهما بينما امتلأت سياراتهم بالمياه وغرقت. ولا تزال السلطات تستكشف ضحايا جدد داخل النفق وقالت إن أربعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم.
وفي البداية، أوضحت الصحيفة أن الاهتمام الدولي بمخاطر سلامة النقل الناجمة عن الأحوال الجوية القاسية ركز على حادث غرق نفق مترو أنفاق مدينة تشنجتشو بمقاطعة خنان بوسط الصين. فيما أكد خبراء في مجال سلامة النقل، في تصريحات خاصة للصحيفة: أن الوفيات الناجمة عن الفيضانات على الطرق السريعة والنفق تسلط الضوء على المخاطر التي يمكن أن يشكلها تغير المناخ على سائقي السيارات.
وقالت كارا إم كوكلمان، أستاذة هندسة النقل في جامعة تكساس الأمريكية: إن الوفيات تؤكد أن مهندسي الطرق، مثل مصممي أنظمة مترو الأنفاق، سيحتاجون إلى التعامل مع أزمات هطول الأمطار الشديد المرتبط بتغير المناخ. وأضافت: أن نفق الطريق السريع "يمكن أن يمتلئ كحوض الاستحمام في بعض هذه العواصف المطيرة، وسيزداد الأمر سوءًا بسبب كارثة المناخ".
وفي عام 2011، نشرت مجموعة من الخبراء الصينيين ورقة تقنية أشارت إلى أن نفق تشنجتشو، الذي كان لا يزال قيد الإنشاء، يقع في منطقة منخفضة حيث تتشكل برك المياه الراكدة بشكل متكرر في الشوارع. غير أنه تم افتتاح النفق في عام 2012.
وتم بناؤه بنظام ضخ مصمم للتعامل مع أكبر كمية من الأمطار قد تسقط مرة واحدة كل 50 عامًا. لكن السلطات وصفت طوفان يوم الثلاثاء بأنه، من الناحية النظرية، حدث يحدث مرة واحدة على الأقل منذ 1000 عام.
وبينما جفت أشعة الشمس الساطعة في صباح اليوم شوارع مدينة تشنجتشو، استمرت العديد من البلدات في مقاطعة خنان الشمالية في مواجهة ارتفاع منسوب المياه. وقال قوه هواجي، كبير مهندسي فيلق حريق وإنقاذ خنان في مؤتمر صحفي حكومي انعقد في الصباح، أن هناك العديد من القرى تحاصرها الفيضانات وتحتاج إلى إجلاء عدد كبير من الناس //بحسب الصحيفة//.