متطوعون في خدمة الإنسانية.. يقضون العيد لمساعدة المحتاجين وتوزيع لحوم الأضاحي
لم يشأ هاني ورفاقه أن يمر العام دون أن يتذوقوا مُتعة العمل التطوعي من أجل الأسر الأكثر احتياجًا.. عامان مرا منذ أن سلك الرفاق هذا الطريق لأجل أبناء مناطق حلوان بالقاهرة، ففي عيد الأضحى الماضي كانت سيارات السلع الغذائية بجانبها اللحوم، لا تتوقف عن نقل البضائع لتوصيلها للمحتاجين، وعادوا هذا العام ليستمر نهر الخير نابعًا.
في دار لخدمة أهالي المنطقة في منشية جمال عبد الناصر بحلوان، يقف هاني نوح، رجب عبد الله، أبو زيد عبد الله، ومحمد مسعد، إبراهيم نادي، حازم طه، وكامل مصطفى، قاضين عيد الأضحى ومن قبله ليلة العيد، لتوزيع اللحوم على أسر فقيرة، كانوا قد أعدوا حصرًا بأسمائهم منذ فترة طويلة، ليتكنوا من الوصول لهم في حال توفرت لديهم أي مساعدات.
- نقل وتوزيع لحوم تبرع بها فاعلو الخير
كلًا من الرفاق يتولى أمر منطقة بعينها، ويملك قائمة الأسماء التي تضم عناوين كل واحدًا منهم، فينقل المساعدات من أجل الوصول بها إلى منازلهم، وكانت المهمة ثقيلة ليلة العيد، وأول أيامه، من أجل نقل اللحوم لهم ليسعدوا هم وأسرهم كغيرهم في عيد الأضحى وأجواء ذبح الأضاحي التي تدور من حولهم.
هذا العام كان الخير جيدًا، فبعض فاعلي الخير (رفضوا الإفصاح عن هويتهم) تحملوا تكلفة أُضحيتين من العجول، وجرى ذبحها وتوزيع لحومها للمحتاجين الليلة الماضية، على أن تمر بأعضاء الفريق كلًا منهم في منطقته من أجل الوصول بها إلى مستحقيها ممن يحمل بياناتهم في الأوراق التي بحوزته.
ذبيحة أخرى من الماشية وصلت المنطقة في صباح اليوم الأول للعيد، تبرعت بها جمعية بيت المستقبل، والدكتور محمد توفيق، والذي قدم كمية كبيرة من المساعدات من اللحوم والسلع الغذائية لمواطني مناطق حلوان في العام الماضي، وجرى توزيعها على الأسر الفقيرة.
- التطوع احتفال من نوع آخر في العيد
ساعات طويلة يقضيها هاني ورفاقه في الشارع بعيدًا عن الاحتفالات الأسرية بالأعياد، لكن احتفالًا آخر يشعرون به في كل مرة يصلون فيها بالمساعدات من مُقدميها للأشخاص الذين يحتاجون لها، سعادة تُخفف على الفريق التطوعي مشقة ما يقومون به في لحظات تتسارع فيها الأيادي لتجهيز الحقائب ووضع اللحوم داخلها من أجل أن تصل لمن ينتظرنها، ليشعروا بعيد الأضحى كغيرهم من المقتدرين.