صحيفة إثيوبية: آبى أحمد فشل فى الوفاء بوعده لشعبه بتحقيق الديمقراطية
قالت صحيفة "ذا ريبورتر" الإثيوبية، إن "إثيوبيا الآن تواجه جميع أنواع الكوارث السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فضلًا عن الأزمات الإنسانية"، بسبب سياسات رئيس الوزراء، آبي أحمد، معتبرة أنه لم يف بوعده لشعبه بتحقيق الديمقراطية وخلق نظام سياسي ديمقراطي وشامل.
وذكرت الصحيفة، أن الانتخابات التشريعية الأخيرة لم تسر بشكل سيئ فحسب، بل ألقت بظلالها على الأزمات التي تعيشها إثيوبيا تحت حكم أبي أحمد، مضيفا أن فوز الحزب الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بأغلبية واسعة يعكس ضعف "إمكانية خلق مستقبل سياسي مشترك للبلاد".
آبي أحمد فشل في تحقيق الديمقراطية
ونوهت إلى أن الانتقال الحالي للسلطة بموجب نتيجة الانتخابات، يؤكد أن آبي أحمد فشل في أخذ رغبة شعبه في تحقيق الديمقراطية على محمل الجد، موضحة أن الهيئة التشريعية في الديمقراطيات البرلمانية يجب أن تعبر عن إرادة الشعب، وليس الحزب الحاكم.
وأضافت أن إثيوبيا أجرت انتخابات عامة مرتين سيطر فيها حزب واحد على جميع مقاعد البرلمان تقريبًا، مشيرة إلى أن تمثيل المعارضة لا يزال قليلًا وغير كافٍ.
اضطرابات سياسية
وتابعت: تسبب هذا في نهاية المطاف في اضطراب سياسي داخل القيادة العليا للجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية (EPRDF) التي كانت تشغل المنصب آنذاك، والآن بعد مرور أسابيع قليلة منذ إجراء الانتخابات العامة السادسة في البلاد يوم 21 يونيو 2021، لم تحقق ما كان يرجوه الإثيوبيين.
واستنكرت الصحيفة ما وصفه المحللون والسياسيون الموالين للحكومة بأن تلك الانتخابات ستكون "الأولى" من نوعها في إثيوبيا من حيث النزاهة والشفافية.
شعور الناس بالحزن لضياع فرصة للانتقال إلى الديمقراطية
وأشارت إلى أنه كان من المتوقع أن تؤدي الانتخابات إلى توسيع الحيز السياسي وبناء نظام سياسي ديمقراطي شامل من قبل أصحاب المصلحة، ولكن النتائج التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي وما تردد عن فوز الحزب الحاكم بزعامة أبى أحمد بأغلبية المقاعد قضت على تلك التوقعات والآمال، مضيفة "شعر العديد من الناس بالحزن لضياع فرصة أخرى للانتقال إلى الديمقراطية".
التحقيق في مخالفات العملية الانتخابية
ولفتت إلى أنه بين مقاعد المجالس الإقليمية التي كانت مطروحة للانتخابات خلال انتخابات 21 يونيو ، لم يتم إدراج 9 مقاعد في النتيجة بسبب عمليات إعادة الفرز الجارية بينما ينتظر 7 آخرون إعادة انتخابهم بعد المخالفات التي حقق فيها المجلس الوطني للانتخابات في إثيوبيا، في العملية الانتخابية.
ونقلت الصحيفة عن زميل كلية لندن للاقتصاد (LSE) ، مبراتو كيليتشا ، في مقالته بعنوان، "انتخابات إثيوبيا وتتويج أبي أحمد"، قوله "يوضح الانتقال الحالي أن القيادة السياسية قد فشلت في أخذ رغبة الإثيوبيين في الديمقراطية على محمل الجد ، وبالتالي ، فهي غير قادرة على بث الحياة في النظام السياسي".
فيما قال محاضر متمرس في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة أديس أبابا ،لم تشر الصحيفة إلى اسمه حيث طلب عدم الكشف عن هويته ، أنه" بالنظر إلى مستوى النشوة والترقب من قبل المواطنين وأعضاء المعارضة خلال الأيام الأولى لرئيس الوزراء ، كانت نتيجة الانتخابات تخريب للوعود والتوقعات التي قطعتها الحكومة".
وأضاف المحاضر: "إذا قمنا بقياس وعود رئيس الوزراء بناءً على نتائج الانتخابات ، فإن رئيس الوزراء قد فشل بالتأكيد".
وتابع" إذا كانت إثيوبيا تريد المضي قدمًا لتوسيع المساحة السياسية وبناء نظام سياسي ديمقراطي ، فإن الحزب الحاكم يحتاج إلى تغيير نفسه والشروع في سياسة الدمج دون تأخير حتى يتمكن السياسيون من العودة إلى بناء بيت ديمقراطي مشترك".