ظاهرة التسريبات
ومن المعروف أن وزير الثقافة فى ذلك الوقت طالب وزارة الداخلية بأن تنقل تلك الوثائق إلى دار الكتب القومية، باعتبارها وثائق قومية تاريخية. ولا نعرف ما ذا تم فى هذا الشأن
انتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة إذاعة المكالمات التليفونية لبعض نشطاء الثورة، بعض تلك المكالمات فيها إيحاء بالخيانة والتآمر. والغريب أنه لم يتم تقديم أى من الذين تمت تسجيل مكالماتهم إلى القضاء. أو حتى مجرد تقديمهم للنيابة العامة، للتحقيق فى تلك الاتهامات العلنية بالتخابر والتآمر والرشوة.
وعلى الجانب الآخر، لم يتقدم أى من هؤلاء، الذين تمت إذاعة وإعلان تسجيلات بأصواتهم، والتنويه عن شخصياتهم علنا، بما لا ينفى الجهالة، ببلاغات للقضاء أو للنيابة، ضد المحطات التليفزيونية التى أذاعت تلك التسجيلات، باعتبار أن ما أذاعته تلك القنوات يشكل جريمة سب وقذف فى حقهم، وتعرضهم فى ذات الوقت للاحتقار والازدراء أمام الرأى العام.
الواقع أنه مع بداية ثورة 25 يناير 2011، وفى الأيام الأولى للثورة خلال شهر فبراير، بدأت تتكشف بعض الحقائق المذهلة، حول الدور التآمرى، الذى قام به بعض ممن شاركوا فى تلك الثورة.فقد استضاف برنامج تليفزيونى شهير تقدمه الإعلامية هناء السمرى، صحفية اسمها نجاة عبد الرحمن. وقالت إنه هناك مؤامرة، وهناك من سافروا للخارج وتدربوا وتعلموا وعادوا، وأن هناك من قبض آلاف الدولارات. ولم يصدقها أحد، وانزوت المذيعة، وتركت العمل الإعلامى. بعد أن تهجم عليها الصغار من هؤلاء الذين قبضوا، ووصفوها بالخيانة.الآن تحقق ما قالته المذيعة، وظهرت الأدلة، وأذاعتها معظم القنوات الفضائية والصحف، عبر تسجيلات تليفونية وفيديوهات تم تسجيلها لهؤلاء الثوارحدث أيضا فى أعقاب ثورة يناير 2011، أن أذاعت محطة تليفزيونية يديرها الإعلامى توفيق عكاشة، تسجيلات مصورة، لعمليات اقتحام السجون المصرية، ومراكز الشرطة وأقسامها، ومديريات الأمن، وتسجيلات لاجتماعات يظهر أشخاص وهم يتآمرون على الوطنواللافت للنظر أن القنوات التى أذاعت تلك التسجيلات لم تعلن عن مصدر تلك التسجيلات، ومن المؤكد أن بعض ضيوف تلك البرامج، قدموا تلك التسجيلات للقنوات التليفزيونية، وقام هؤلاء الضيوف بالتعليق عليها.
وليس غريبا أن بعض الأجهزة، قد قامت بتسريب بعض المستندات التى لديها، لبعض الأشخاص، ليتولى إذاعتها نظير أن يتحمل هذا الشخص نيابة عن تلك الأجهزة، كل النتائج التى قد تترتب على إعلان تلك التسجيلات.وقد يكون هذا الأمر بمثابة نوع من العقاب، بتشويه سمعة بعض الناشطين السياسيين. أو حتى بعض الناشطين فى مجال حقوق الإنسان، أو طبقا لخطط وتوجهات سياسية معينة، يقصد بها توصيل رسالة إلى فصيل سياسى آخر، ينتظر لحظة الوثوب أو الدخول لمعترك السياسة.وبالطبع بعد اقتحام جميع مقرات أمن الدولة، فى جميع أنحاء الجمهورية، فى وقت واحد , فى 16 مارس 2011، وبعض المقار الأمنية الأخرى، وحالة التسيب التى انتابت الدولة كلها فى أعقاب انهيار نظام مبارك، فإنه قد حدثت عمليات سطو على تلك المقار، وحصل بعض الأشخاص، سواء كانوا من الناشطين أو المقتحمين، على تسجيلات ووثائق كانت تخص آخرين، وكانت موجودة بتلك المقار التى هوجمت.
.
■ خبير امنى