صحيفة: مُعارضون بارزون وصحفيون يفرون من حملة قمع متصاعدة في نيكاراجوا
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت: أن هناك تصاعدًا في فرار قادة المُعارضة والصحفيين وأعضاء المجتمع المدني من نيكاراجوا، حيث يشن نظام الرئيس دانيال أورتيجا أكبر حملة قمع في تاريخ البلاد، قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.
وقالت الصحيفة - في نسختها الالكترونية: إن العديد من منتقدي نظام أورتيجا "الأكثر نفوذًا" فروا خلال الأسبوع الماضي إلى خارج البلاد، مقتنعين بأنهم سيُعتقلون إذا قرروا البقاء. وجُرد صحفيو المطبوعات السائدة من جوازات سفرهم، لكنهم قرروا المغادرة بأي حال.
وأضافت الصحيفة أنه حتى بعض كبار رفاق أورتيجا السابقين من الجبهة الساندينية للتحرير الوطني يبحثون عن ملاذ في الخارج مشيرة إلى أن عواقب البقاء في البلاد قد تكون وخيمة إذ تم سجن ما لا يقل عن 16 شخصية معارضة خلال الأشهر الماضية.
وقال كارلوس تشامورو، ناشر صحيفة (كونفيدنشال) الرقمية البارزة، الذي فر من البلاد هذا الشهر: "إنهم يفرضون حالة من الخوف في البلاد لشل حركة البلاد بأكملها والقضاء على المنافسة السياسية في الانتخابات المقبلة".
وغادر تشامارو بعد أن داهمت الشرطة منزله واعتقلت شقيقته المرشحة للرئاسة. وكانت الشرطة قد داهمت مكاتب صحيفته في السابق.
وقالت واشنطن بوست إن صحفيين تعرضوا للتهديد في الأسابيع الأخيرة. واعتُقل الصحفي المخضرم ميجيل ميندوزا في 21 يونيو عندما اقتحمت الشرطة منزله.
وأوضحت الصحيفة أن خوليو لوبيز، وهو صحفي بارز آخر، جرد من جواز سفره الأسبوع الماضي. وقرر في ذلك الوقت أن يطلب اللجوء في كوستاريكا. وكتب في تدوينة بعد عبوره الحدود "كان المنفى هو البديل الأخير للحفاظ على حياتي وحريتي.. لقد حانت تلك اللحظة.. لقد كان اتخاذ هذا القرار محزنًا ؛ لقد فعلت ذلك من أجل هدوء عائلتي ، رغم أنني أعلم أن الحزن يغمرهم ".
وفر سيرجيو مارين، مقدم برنامج سياسي نيكاراجوي يُدعى "المائدة المستديرة" إلى كوستاريكا يوم الإثنين الماضي بعد أن حذرته مصادره من أن نظام أورتيجا يحاول العثور عليه، متهمًا إياه بأنه عضو معارضة.
وقال مارين "الصحفيون الذين ليسوا إلى جانب أورتيجا وغير الموالين للحكومة يتم اعتبارهم مدبري انقلاب وتم شراؤهم بأموال من حكومة الولايات المتحدة".
وقالت الصحيفة الأمريكية إن كمية المداهمات والاعتقالات التي طالت قادة المعارضة والصحفيين تشير إلى أن نظام أورتيجا لا يهتم كثيرًا بالحفاظ على مظهر الانتخابات الديمقراطية. ومن بين الذين نزحوا إلى المنفى هذا الشهر وزير التعليم السابق أومبرتو بيلي.
وفي بيان، وصف بيلي مداهمتين لمنزله هذا الشهر، نفذها رجال يحملون بنادق، وغطوا وجوههم بأقنعة تزلج وقال إن زوجته سمعت أحد الرجال يقول "اقتلوهم الآن.. اقتلوهم الآن" لكن الرجال غادروا وهربت الأسرة من البلاد.
وقالت الصحيفة إن وضع أقارب المعتقلين من قبل النظام مأساوي إذ كان الشعور بالقمع أكثر حدة كون الحكومة لم تقدم أي معلومات تقريبًا حول صحتهم أو مكان وجودهم.
وقالت فيكتوريا كارديناس، زوجة المرشح الرئاسي خوان سيباستيان تشامورو، إنها لم تتمكن من زيارة زوجها مضيفة "لا أعرف مكان زوجي ولا كيف هو .. نحن يائسون.. لا حول لنا ولا قوة".