والد الطفلة آكلة الزجاج بالأقصر: شقيقاتها مثلها وشقيقها يأكل الطوب (فيديو)
لم تكن الأطعمة المفضلة لديها كغيرها من الأطفال منذ نعومة أظافرها، ولكنها كانت تشتهي شيء غريب وهو أكل الزجاج بطريقة مرعبة لكل من يراها، ومع مرور السنوات أصبح وجبه أساسية التغذي على زجاجات العصائر الفارغة، وخاصة أثناء استذكار دروسها، والغريب في الأمر أن شقيقاتها اتبعوا نفس النهج في صغرهم وعند سن معين امتنعوا عن ذلك، والذي يعتبر بمثابة ظاهرة نادرة وفريدة من نوعها في جنوب صعيد مصر.
وتداول العديد من رواد ''فيسبوك''، خلال الساعات الماضية فيديو لطفلة من صعيد مصر، تحديدًا محافظة الأقصر تتناول الزجاج كوسيله للتسلية أثناء استذكار دروسها، الأمر الذي ساهم في إثارة حالة من الدهشة والتعجب لدى الأهالي، فمنهم من وصفها بالمرض النفسي ولابد من علاجها، وآخرون اتخذوها على محمل الفكاهة وكانت تعبيراتهم توحي بقوة الفتيات في الصعيد.
'' الدستور'' تحاور والد الطفلة حبيبة، البالغة من العمر 8 سنوات، التي أدهشت عدد كبير من رواد موقع التواصل الاجتماعي بطريقة تناولها للزجاج دون أن تتأذى.
تعيش الطفلة حبيبة برفقة أسرتها البسيطة المكونة من 8 أفراد وهم والديها و4 شقيقات فتيات وولدين، بقرية ساحل الجرس بمركز أرمنت بمحافظة الأقصر.
والد حبيبة: بدأت تناول الزجاج بعمر 3 سنوات
يقول منتصر سيد محمد، البالغ من العمر 47 عامًا، إنه بلغ سن المعاش مبكرًا نظرًا لأنه حالته الصحية لا تسمح بالعمل، لأن لدية مشاكل في الكلى، وأن حالتهم الاجتماعية بسيطة جدًا ''محدودي الدخل''، وأنه اكتشف أن نجلته حبيبة تفضل تناول الزجاج كطعام للتسلية وهي في عمر 3 سنوات، وعرف بالأمر أثناء زيارة صديقه عندما كانت إحدى المؤسسات الخيرية تعيد بناء منزله.
وأضاف لـ'' الدستور'' أنه عند زيارة صديقه ليساعده في أعمال هدم الحائط بمنزله تركه للحظات حتى يحضر له واجب الضيافة وعندما عاد إليه وجده يظهر عليه مشاعر الخوف والقلق والارتباك، وعند سؤاله عند ذلك أخبره أن نجلته تأكل الزجاج، ووقتها انتابته حال من الفزع حيال الموقف، قائلاً: "ندهت أمها قولتلها على أن بنتها بتاكل الزجاج قالتلي إنها تأكله من بدري بس احنا خوفنا نقولك''.
شقيقاتها يتناولن الزجاج
وأوضح والد الطفلة أنها لم تكن الطفلة الأولى من أطفاله التي تفضل تناول الزجاج، ولكن 2 من شقيقاتها مرتا بنفس المرحلة في صغرهن، وخاصة خلال فترة استذكار دروسهن، إلا أنهن عندما كبرن وأصبحت أعمارهن تتراوح ما بين ١٦ و١٧ عامًا وبعد الانتهاء من المراحل الدراسية وحصولهن على الدبلومات في التعليم الفني، توقفن منذ فترة بسيطة حوالي سنة عن تناوله نهائيًا بعد محاولات عديدة منه ووالدتهم أيضًا.
وتابع: ''أنا شوفت ناس بتاكل زجاج بس المشكلة عيالي مختلفين عنهم خالص، بياكلوه بطريقة غير عادية زي العيش كدة بالظبط''، مضيفًا يفضلون تناول الزجاج تحديدًا وقت المذاكرة، وأنه حاول أن يشتري لهم حلوى السمسمية والحمصية أو الشيبسي ليتناولوها بديلاً لذلك ولكنهم رفضوا قائلاً: ''يحبوا يجرشوا إزاز".
وتابع أنه عندما تواصل مع أحد الأطباء داخل قريته، قال إن حالة ابنته أنها نادرة ولابد من علاجها بسرعة من تناول الزجاج قبل أن يؤثر ذلك على حالتها الصحية ويؤدي إلى ترسيب على الكلي.
طفلة بعمر سنتين تجرب أكل الزجاج
واستكمل، أن بناته يتناولن زجاج الزجاجات الفارغة من العصائر، والمصابيح التالفة، مشيرا إلى أنهم علموا بتناولهن كميات كبيرة من الزجاج، من خلال أنه بعد تجميعه ووالدته لكمية من زجاجات العصائر الفارغة ووضعوها بجوار الفرن الفلاحي بمنزلهم، لم يجدوها بعد ذلك وعلموا أن الفتيات أكلنها، مستطردا: "أمهم لقيت البنت الصغيرة لسه سنتين ماسكه إزازه بتعض بيها شلتها منها علشان متبقاش زي اخواتها''.
واختتم حديثه بمناشدة الأطباء لمساعدته وتقديم العلاج لابنته أو صرفه لها، لأنه لا يعرف حالتها أو ما تعاني منه، قائلاً: ''أنا دلوقتي مش عاوز حاجة غير دكتور علشان يتابع حالتها حتى لو يقولي أعمل أي ويشوف أي ده و يقول ده علاجها كذا وخلاص علشان الحق بنتي''.