السودان يؤكد ضرورة التوصل لاتفاق قانوني مُلزم بشأن سد النهضة
التقى أنطونيو روتا رئيس مجلس العموم الكندي (البرلمان) بمجموعة سُفراء جامعة الدُوّل العربية المعتمدين لدى كندا، وذلك لبحث العلاقات البرلمانية بين كندا والبلدان العربية والاستماع للسُفراء العرب بشأن مُستجِدات الأوضاع في دُولهم.
وتحدّث في مُستهل اللقاء السفير جمال عبد الله السلّال رئيس مجموعة السُفراء العرب وسفير اليمن لدى أوتاوا، حيثُ رحّب برئيس مجلس العُموم الكندي، وعبّر عن سعادته وأشار لتطلُّعه لترقية وتمتين العلاقات بين الدُوّل العربية وكندا في كل المجالات، وتقوية الأواصر البرلمانية والصداقة مع البرلمان الكندي.
وتحدَّث السفير طارق أبوصالح سفير السودان لدى كندا معرباََ عن تقدير السُّودان للدعم الذي ظلَّ يلقاه من كندا بعد سُقوط نِظام الإنقاذ، مشيراً للمُساعدات التي قدَّمتها كندا لمجابهة جائحة كوفيد- 19 وآخرها الدعم المُقدَّر للمدارس من خِلال المشروع التعليميّ لليونيسف في شرق السُّودان بتمويل من الحكومة الكندية، وذلك في ستين تجمّع محليّ ضمن 15 محلية في كل من ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر، والبالغ قيمته 10 ملايين دولار كندي، أي ما يعادل 7.9 مليون دولار أمريكي.
وأوضح لرئيس مجلس العُموم الكندي أنَّه لا يُوجد برلمان حالياً في السُّودان نسبةً لأنَّ البلاد تمر بفترة انتقالية تقود إلى انتخابات في نهايتها لإرساء نظام ديمقراطي مُستدام، وذكر له أنَّه من المُؤمّل تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي قريباً، مُعرباً عن أمله في التعاون بين مجلس العُموم الكندي والمجلس التشريعي الانتقالي المُزمع إنشاؤه بالسُّودان.
وقدَّم السفير تنويراً لمُستجِدات الأوضاع بالسُّودان، حيثُ أشار لانطلاق المُفاوضات الرسمية المباشرة بين حكومة السُّودان والحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال بقيادة عبد العزيز الحلو في جوبا الأسبوع الماضي. وأكَّد له أنَّ جميع الأطراف مُتحمسة للتوّصُل إلى اتفاق سلام، وأنَّ الجميع مُتفائلون بالتوّصُلِ إلى سلامٍ دائم في القريب العاجل.
وبالنسبة لقضية مشروع سد النهضة الإثيوبي أكَّد السفير طارق أبوصالح أنَّ موقف السُّودان من هذه القضية واضح ولم يتزحزح، وأنَّ السُّودان حريص على الحل الأفريقي، وفي هذا الإطار ذكر أنَّ السيِّدة وزيرة الخارجية د. مريم الصادق المهدي فرغت للتو من جولة إفريقية في إطار الجهود المبذولة لحثِ القادة الأفارقة للتأثير على الحكومة الإثيوبية لقبول اتفاق للملء الثاني الذي أعلنت إثيوبيا القيام به خلال شهر يونيو الجاري، وأشار إلى أنَّ السُّودان وجد تضامناً وتجاوباً كبيرين من قبل عدد من الرؤساء الأفارقة بشأنِ موقفه من سد النهضة.
وشدَّد على أنَّ لدى السُّودان إرادة سياسية قوَّية مع التأكيد على رغبته للتوّصُل لاتفاق قانوني مُلزم عبر التفاوض لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بما لا يُلحِق الضرر بالسُّودان وبما يُحقِّق مصالح الأطراف الثلاثة ويحفظ حقوقهم، وذلك تحت قيادة الاتحاد الأفريقي والضامنين الدوليين.
وفيما يلي قضية الحدود بين السُّودان وإثيوبيا أشار السفير طارق أبوصالح إلى أنَّ هذه الحدود تُعتبر من أوضح الحدود في العالم وتحميها الاتفاقيات المُعترف بها لعامي 1902 و 1903م والمُوّقِعة عليها إثيوبيا، مُشيراً الى سعي السُّودان ودعوته للجانب الإثيوبي لضرورة احترام مُعاهدات واتفاقيات الحُدود المُوّقعة والقانون الدولي. وأكَّد على أنَّ الجيش السُّوداني لم يعبر الحدود إلى الأراضي الإثيوبية ولم يعتدِ على إثيوبيا وإنما هي التي اعتدت، وأنَّ ما قام به السُّودان هو نشر قُوَّاته فقط على أراضيه وبسط سيادته عليها.
إلى ذلك أعرب رئيس مجلس العُموم الكندي عن شُكرِه لحديث السفير طارق أبوصالح، وعبَّر عن سعادته البالغة للتطوّرات الإيجابية التي يشهدها السُّودان، معرباََ عن أمله في تشكيل المجلس التشريعي الانتقالي قريباً وتطلُّعِه للتعاون معه بعد تشكيله.
وأضاف رئيس البرلمان الكندي أنَّه سيكرِّس قُصارى جهده لدفع وتقوية التعاون مع كُل الدُوّل العربية في جميعِ المجالات بما فيها التعاون الاقتصادي، كما سيولي اهتماما أكبر للعلاقات والصداقة مع الشُعوب العربية. وأكَّد على أهمية تواصُل لقاءات السُفراء العرب مع مجلس العُموم ولجانه المُختلفة وعلى وجه الخُصوص لجنة العلاقات الخارجية في المجلس.