عام الثورة وعام الأحلام
لقد شهد العالم أكبر ثورة فى التاريخ يوم 30 يونيو 2013، إنها ثورة مصر الحقيقية والتى لا تحتوى على مخططات دولية، ولا نشطاء تدربوا فى صربيا و قطر، والتى شارك فيها أكثر من 40 مليون وطنى من شعب مصر المخلص لترابها.
تطل علينا سنة 2014 فى ثانى أيامها حاملة معها أحلاماً لكل منا، نعم لقد بدأت أحلم بعد أن استطعنا إزاحة كابوس الإخوان وحكمهم الفاشى، وبعد أن تمكنت مصر من وضع دستور جديد شكلاً ومضموناً كخطوة أولى نحو تأسيس دولة مصر الجديدة، وإذا كنا جميعاً قد تمنينا أن ينتهى عام 2013 بأحزانه وحوادثه وجرائم دموية من عصابة كانت تنهش فى جسد الوطن الغالى، وتقتل الأطفال والشباب والمسلمين والمسيحيين، وتنتهك أعراض النساء ويظهر الخائن والعميل والفاسد والمفجر لنفسه، والأكثر من هذا أننا وجدنا فصيلاً كارهاً للشعب كله، يرفع رايات سوداء فى مواجهة الشعب الذى عاش على هذه الأرض الطاهرة، التى كلم فيها الله نبيه موسى، والتى احتضنت كل الثقافات فاجتمعت فيها، وأضفت عليها ما جعل الهوية المصرية ذات طبيعة خاصة، أعتقد أنها أثبتت للعالم أنها تصنع المعجزات، وتقهر الصعاب، وتسقط مخططات القوى الدولية مهما كانت عناصر قوتها وسطوة جبروتها.
نعم نستطيع الآن أن نقول إن إزاحة حكم الإخوان المتأسلمين كان أشبه بالمعجزة، لأنه كان وراءه تكتل دولى لمخطط جبار وضعته أمريكا ومعها ويساندها فى تنفيذه دول لها مصالح متعددة وهى قطر وتركيا وإسرائيل .
نعم أراد الشعب المصرى الحرية، وحصل عليها، لكنها جاءت مصحوبة بجرائم خسيسة ضد السيادة الوطنية، وضد الأمن القومى لمصر واستشهد مئات من الشعب المصرى ممن أرادوا الخلاص من الإخوان المتأسلمين من الأهالى العزل ومن الشرطة والجيش، رحم الله كل شهيد وأسكنه فسيح جناته .
لم تتكشف فقط الحقائق الخفية حول الإخوان و جرائمهم الكبرى فى السطو على 25 يناير2011، وفى قتل المصريين فى ميدان التحرير، بل أيضاً قبل نهاية السنة سقطت الأقنعة عن كثير ممن تصدروا المشهد السياسى الجديد بعد تنحى مبارك، وممن أسموا أنفسهم نشطاء سياسيين، وتبين أنهم كانوا ينفذون مخططات مشبوهة تحت دعاوى الثورية، ودخلت جيوبهم ملايين الدولارات ممن أرادوا تركيع مصر المحروسة، لقد كان هذا فصياً آخر كارهاً للشعب المصرى، يحمل كماً كبيراً من القدرة على بيع الوطن لصالح دول أخرى بلا وازع من ضمير أو لحظة إحساس بالندم، وساعد هؤلاء البائعين للوطن بأبسط ثمن طابور من الإعلاميين والعلاميات أفسحوا لهم الشاشات ليتحدثوا بالساعات عن آرائهم الهدامة، وتلوين سمعة من يشاؤون، والويلات لمن يتجرأ بمعارضه آرائهم أو حتى يحاول الظهور برأى مختلف ولو همساً.
أتمنى حياة رغدة وصحية لكل طفل، وكرامة لكل معوق، واحتراماً لحقوق المرأة، وتقديراً لكل مبدع أصيل وفنان راق.
أتمنى أن تتم الانتخابات الرئاسية بعد الاستفتاء على الدستور، وأن يرشح الفريق السيسى نفسه لننتخبه رئيساً، لنعبر بمصر الى بر الأمان والخلاص والتقدم، يكفينا فخراً أن جيشنا قد وقف لحماية ثورة الشعب فى 30 يونيو، ومعه وقفت الشرطة، ومازال جيشنا مستمراً فى الصمود بشجاعة و بكل حزم، لحماية الأرض المصرية فى سيناء بعد أن صارت مع وجود الإخوان وقبل يونيو المجيد مأوى للإرهاب.
إننى أدعو كل مصرية ومصرى بأن يتحمل مسئوليته الوطنية، وأن يستمع لصوت ضميره وأن يذهب ليقول «نعم» للدستور، ولحظتها فقط سيقف العالم إجلالاً لأصوات المصريين الهادرة فى رغبتهم للتقدم للأمام، ثم بعد ذلك الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانة، إنها ثورة بناء دولة المؤسسات وتطهير كل المواقع والمؤسسات الحكومية والقومية من إخوان الشيطان، ثم نبدأ فى التقدم بأقصى سرعة فى تحسن أحوال شعب 30 يونيو. ودفع مصر لتكون أعظم الأمم وأكثرها عدلاً وديمقراطية وحرية.
هذه بعض أحلامى وأفكار قفزت لوجدانى مع بداية العام الجديد، ولا أظن أنها مستحيلة لو أردنا ذلك وقررنا أن نتعاون كشعب عريق على تحقيقها. ...وكل عام وأنتم بخير