كيف أعادت «حياة كريمة» الروح إلى القرى الأكثر فقرًا؟
أطلقت الدولة المبادرة الرئاسية حياة كريمة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تمثل طفرة غير مسبوقة في تاريخ تطوير قرى الريف، بعد أن تم حصر احتياجات القرى المستهدفة على أرض الواقع.
تستهدف المبادرة لتطوير القرى تنفيذ عدة مشروعات في 9 قطاعات تشمل سكن كريم، تطوير خدمات الكهرباء والطرق والخدمات الزراعية والطب البيطري، والصحة والإسعاف، والتضامن، والمجمعات الخدمية، والشباب والرياضة.
وتعرض "الدستور" للقراء نموذج لقرية يتم العمل فيها على قدم وساق لتلبية احتياجات المواطنين بها، وكيف يسهم هذا التطوير في حياتهم من خلال خبير تنمية محلية.
توصيل مياه الشرب والصرف الصحي
الحياة تعود إلى قرية كومير بالأقصر من قرية كومير، التابعة لمركز إسنا بالأقصر تحدث معنا عبد النعيم مدني، رئيس القرية عن التطوير الذي تشهده القرية، موضحًا أن العمل يجري بشكل سريع في العددي من المجالات ومنها، تطوير وتركيب وصلات الصرف الصحي لجميع منازل القرية، وكذلك تبطين وتأهيل الترع، ورصف الإسفلت في الشوارع.
أوضح رئيس القرية، لـ"الدستور"، أن العمل في مواقع الصرف الصحي بدائرة الوحدة المحلية بكومير يتم على قدم وساق بماكينات التجفيف بموقع الصرف بترعة ناصر ضمن أعمال مبادرة حياة كريمة، مضيفًا أنه تم وضع خطة النظافة اليومية ورفع الإشغالات لرفع كفاءة شوارع المدينة والقرى ورفع الحاويات، وتمهيد الطريق ما أدى لاستحسان المواطن لتلبية لتحقيق مستوى النظافة العامة.
وأضاف أنه تم تحديد أماكن المحولات الجديدة بالمنطقة الغربية المحرومة من الإنارة بقرية حاجر كومير لتوصيل الكهرباء إليها ضمن أعمال المبادرة، والاهتمام بإنارة الشوارع العامة ودور العبادة، وعمل صيانة وتغيير الكشافات غير المضيئة فيها.
أشار إلى عمل الوحدة المحلية بالقرية على الاهتمام بمستوى الخدمات العامة، وتذليل العقبات داخل القرى، بالعمل على توصيل مياه الشرب النظيفة لمنازل القرى المحرومة منها، ضمن أهداف مبادرة حياة كريمة التي أعادت الحياة للمواطنين ولبت احتياجاتهم من أساسيات الحياة البسيط، التي كانوا محرومين منها خاصة في قرى الصعيد.
الجندي: تطوير الريف يحدث لأول مرة منذ 100 عام
أما عن أهمية هذه المبادرة والعائد المرجو منها وما تلبيه للمواطنين، يجيب صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، قائلًا إن مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف تعيد صياغته، لأنه لأول مرة في تاريخ مصر منذ أكثر من 100 أن يتم عمل خطة شاملة لصياغة العمران في الريف وتطويره جذريًا وليس تطوير شكلي.
طرق ممهدة وتطوير خدمات كل قرية
وأوضح المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، لـ "الدستور"، أن الريف المصري سيشهد الطرق الممهدة الأسفلتية وليس الطرق الرملية غير الممهدة أو الطينية الزراعية، ولأول مرة سيتم إعادة تطوير الوحدات الحكومية الموجودة في الريف من وحدات صحية ومدارس ومكاتب البريد والتليفونات ونقاط الشرط، بالتالي ضمان أن المواطن الذي يعيش في الريف لن يحتاج كثيرًا إلى المدينة، لأنه سيتوفر له كل ما يحتاجه من خدمات حكومية داخل القرية أو القرى المجاورة، ولن يضطر اللجوء إلى المدينة من أجل قضاء مصالحه الحكومية أو الشخصية وتحميله تكلفه مالية مرتفعة، وكذلك حدوث زحام وتكدس بسبب كثرة المطالبين بهذه الخدمات للوافدين من كل القرى على مكان واحد.
تطوير الإنسان من خلال المشروعات الصغيرة
أضاف أن مشروع تطوير الريف لا يقوم بتطوير المنازل فحسب، أو الطرق بل له دور في تطوير الإنسان بمعنى أنه سيساعده على الاعتماد على مشروع معين سواء متوسط أو صغير أو متناهي الصغر كي يستطع أن يحيا منه، موضحًا أن هذه المشروعات ستساعد في التقليل من الهجرة إلى المدينة، بحثًا عن فرص العمل وعند توافره في قريته سيكون بجوار أسرته وقريته وأولاده.
تبطين وتأهيل الترع للحفاظ على المياه
وعن المزايا الأخرى التي يشملها تطوير قرى الريف المصري، أوضح الجندي أن تطوير وتبطين الترع وتأهيلها للحفاظ على المياه وتقليل استهلاكها في الري وبالتالي نواجه مشكلة نقص المياه التي تتعرض لها مصر نتيجة الظروف الحالية.
تطوير الصناعات
ولفت إلى أن أهم جانب يشمله تطوير قرى الريف المصرية، سيكون لها دور في تطوير الصناعات الموجود في الريف والتي تشتهر كل قرية بصناعة خاصة بها سواء صناعة الألبان أو الجلود أو الحرف اليدوية والتراثية، من خلال عمل إعادة تدريب للمواطنين الممارسين لها وإمدادهم بالخامات وبالتالي يزيد إنتاجه وزيادة دخلهم.
التحول الرقمي وتقوية الشبكات بالقرى
أشار إلى أن تطوير قرى الريف المصري سيكون له نصيب من التحول الرقمي الذي يشهد اهتمام كبير من مؤسسات الدولة كافة، من خلال الدفع بالتكنولوجيا لها ووسائل التواصل الاجتماعي نتيجة تقوية وتعزيز الشبكات بها وتطوير مكاتب الاتصالات فيها، مضيفًا أن كل هذه الأمور ترفع من جودة الحياة في الريف ويسمح بتطوير البيئة.