الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس.. القصيدة في إيقاع المطر
حين قرأ الشاعر الفرنسي الكبير لويس أراغون للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس والذي تحل اليوم ذكرى ميلاده تسائل "من أين يأتي هذا الشعر؟ من أين يأتي حس الرعشة هذا؟"، ولم يلبث أراغون صاحب مجموعة "مجنون إلسا" أن يجيب عن سؤاله فإذا به يصف ريتسوس بأنه "أحد الكبار النادرين بين شعراء اليوم".
أما الشاعر سعدي يوسف فقد عمل على ترجمة عدد كبير من قصائد ريتسوس إلى العربية ويقول عنه: "لقد أحسست دائماً وأنا أقرأ ريتسوس أن وراء قصيدته جهداً عظيماً وروحاً مصفاة، أوصلت قصيدة الحياة لديه، إلى هذه القطعة الغريبة من البلور".
ولد يانيس ريتسوس لعائلة إقطاعية في مدينة مونوفاسيا باليونان، ونشر أولى قصائده في العام 1924، وفي العام التالي استقر في أثينا، وأصيب في 1926 بداء السل الذي سبق أن حصد حياة أخيه الأكبر قبل ذلك بنحو خمس سنوات، في أثينا عمل ريتسوس في الطباعة ونسخ العقود، وعمل كذلك راقصاً ومصححاً ومراجعاً للنصوص.
في مايو 1936 أوحى له القمع الدموي لمظاهرة عمال مصانع الدخان المضربين بقصيدة "المراثي" ثم جاءت مرحلة الشعر الغنائي والتي بدأها ريتسوس تحديداً في 1937 متأثراً بمرض أخته "لولا" النفسي، فكتب قصيدة "أختي" وفي العام 1938 جاءته قصيدة "اتفاق ربيعي" لتعالج الجروح أمام معجزة الحب الأول، وفي عام 1940 كتب "في مسيرة المحيط" عن حلم السفر الكبير الذي يتغذى بذكريات صخرة مونوفاسيا.
أما في العام 1943، فقد كتب قصيدة "إيقاع المطر" ونفي ريتسوس في العام 1948 إلى جزيرة ليمنوس، وعاش بعدها بعام واحد في 1949 في ماكرونيس، وفي العام التالي في ستراتيس حتى أطلق سراحه في عام 1952.
وقد ترجم له عن اليونانية وقدمه لنا المترجم المصري خالد رؤوف وصدرت الترجمة تحت عنوان "جيران العالم" مختارات من شعر يانيس ريتسوس، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في عام 2019 الماضي لتواكب مرور 110 أعوام على مولده، و28 عاماً على رحيله.