خلال قداس أحد السعف
رئيس الأسقفية: نبدأ أسبوع الآلام الذي تحققت فيه خطة خلاص البشرية
ترأس الدكتور منير حنا أنيس رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأنجليكانية اليوم قداس أحد الشعانين المعروف باسم أحد السعف وذلك بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك.
وقال حنا في عظة القداس : نحتفل بأحد السعف وهو اليوم الذى دخل فيه السيد المسيح أورشليم، وهو أيضاً بداية أسبوع الآلام الذى يشمل أحداث صلب المسيح ثم قيامته من الأموات.
ونحن نعرف أن هذا الأسبوع تحققت فيه الخطة الإلهية لخلاص البشرية من خلال موت السيد المسيح فداءاً للبشرية
واستكمل المطران في عظته: لقد جاء دخول السيد المسيح لأورشليم تحقيقاً لنبوءات العهد القديم فلقد كتب النبى زكريا هذه الكلمات"اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ." (زك9 :9)
وأوضح حنا إن الكتاب المقدس يشير إشارة واضحة أن ملك اسرائيل سيدخل راكباً على حمار كما دخل المسيح، ولابد أن الشعب كان يعرف هذه النبؤة جيداً لذلك نجدهم يهتفون بكلمات مزمور 118 قائلين "مبارك الملك الآتى باسم الرب".
واستشهد حنا بقول القدبس مرقس حين ذكر إن الشعب كانوا يصرخون قائلين "وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!»." (مر11 :9ب-10).
وفسر المطران ذلك قائلا: وهذا يعنى أن الشعب رأى أن شخص يسوع المسيح هو الملك المنتظر الذى يأتى حسب النبؤات من عائلة الملك داود، وتطلع الشعب إلى الخلاص الذى سيحققه يسوع المسيح من بطش وذل الاستعمار الرومانى.
وأكد حنا إن المسيح كان يعرف جيداً أن دخوله إلى أورشليم يعنى موته على الصليب، فلقد كرر ذلك لتلاميذه عدة مرات فى قوله " هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ»." (مر10 :33-34) .
واستطرد حنا: كان الرب يسوع يعرف جيداً أنه سيتوج ملكاً فى أورشليم لكن ليس ملكاً أرضياً ولكن ملكاً سماوياً ، مضيفا: لقد تيقن الرب يسوع المسيح أن دخوله إلى أورشليم وتطهيره للهيكل من الباعه والفاسدين سوف يثير الكهنة اليهود وهذا سيقوده إلى الموت صلبًا لكنه كان أيضاً متيقناً أنه جاء ليقدم نفسه ذبيحة حية لفداء كل البشر.
واختتم المطران: احتفالنا بأحد السعف يجعلنا نتسائل : هل نهتف فى هذا اليوم "أوصنا" أى خلصنا لملك أرضى نتبعه لكى يحقق أحلامنا فى هذه الحياة، أم أننا نهتف "أوصنا" للملك الذى نريده يملك على حياتنا ونثق أنه سيأخذنا معه إلى ملكوته؟