عودة الندل
عاد الداعشي و معه حفنة من الدواعش ليعلنوا عن أنفسهم من جديد بدور أخير لهم في مسلسل رديء أود تسميته (حلاوة الروح) فقد اعتزلت داعش دورها وأعلنت عن ذلك وتوقفت عن ارتكاب المهازل والمساخر والمذابح التي كانوا يمارسونها في البلاد وعلى رءوس العباد بعد أن انهت تلك الجماعة دورها الخسيس وانتفى سبب وجودها وأوقف الممولون سريان الدم لا رحمة منهم و لا رأفة، بل اعترافاً منهم بالفشل الذريع وإهدارهم لمالهم العزيز عليهم سدىً، فهم الفقراء الذين لا حيلة لهم سوا المال فأهدروه.
أما الدواعش فقد قاموا الآن بأداء آخر رقصة لهم.
في مسلسلهم الهزلي الركيك (رقصة الدم) المفضلة لديهم ومشهد الذبح الذي رادوهم من جديد في عملية جديدة من عمليات الذئاب وابضباع المنفردة وذلك بعد نجاح مسلسل الاختيار ٢.
إذ أحدث لهم ذلك العمل الفني الدرامي المتقن والممزوج بصور حقيقية من واقع أليم عاشته البلاد وشهد عليهم المواطنون زلزلة وصدمة وإفاقة فأفرغوا رصاصاتهم الخسيسة بخسة يحسدون عليها لرأس وصدر رجل مسن لا حول له و لا قوة هو ومن معه من مواطنينا في العريش، وفعلوا ذلك في الشهر الحرام ! في الشهر الذي نزل فيه القرآن!
فمن يعتقدون أنهم (الفرقة الناجية) يخرقون دوماً شرع الله ويقتلون الناس جميعا في نهار رمضان للفت الأنظار وكأنهم أبطال في الواقع يتوقون للنجومية وأن يصبحوا نجوماً كنجوم الشاشة الفضية.
وتستهويهم الكاميرات والتصوير وأجواؤه كما اعتادوا ودأبوا وسعوا لتحقيق أعلى نسب مشاهدة، ولكن العمل الصادق المتقن تفوق و أخفقوا هم.
وعلى الرغم من ذلك يحرمون هؤلاء الفن والرقص! تماما كما يحرمون الحياة
ويكرهونها ويكرهون كل جميل، بل ويكرهون أنفسهم والناس جميعًا.
الفن الهادف الذي يعتمد على وقائع وقصص حقيقية وصور حقيقية عايشناها وكنا شهوداً عليها ما هو إلا مقاومة نعم الفن مقاومة
الفن سلاح فتاك فتك بالدواعش فخرجوا من جحورهم واستقووا برصاصاتهم فقتلوا رجلًا مسنًا ومواطنين..
ذهبوا لربهم الحنون أما أوغاد القتل وفشلة التمثيل
فظهروا كالغربان في فيديو قبيح ملطخ بالدماء
ليجاروا وينافسوا به- في ظنهم- أبطال فن حقيقيين قضوا عمراً في تعلم رسالة الفن الحقيقة، فالفن رسالة وأداة من أدوات التغيير الفكري والمنهجي، بل وأداة من أدوات التغيير والحراك المجتمعي .
الفن حياة كاملة متكاملة وهم مجرد كومبارس فشلة فشلوا في حب الحياة وتعلمها ولا علاقة تربطهم بتقنيات التصوير سوا حب الظهور واستعراض القوة البغيضة والتي هي في حقيقة الأمر ضعف وقلة حيلة..
فالقوة نبل أما الضعيف فهو دوماً طاغية ومصيره الانتحار او الهلاك أو النفوق.
وهؤلاء الأوغاد الأندال القتلة ما هم إلا حفنة من تراب عفن يسير على الأرض ويتغذى على الدم كالضباع سيئة الطباع التي تلتهم أي فريسة وبلا تمييز.
الخسة والندالة كانتا عنوانا كبيرا لمسلسل داعش الهزلي الأخير.
اما الدراما الحقيقية فعنوانها (الاختيار )
وهؤلاء القتلة عبيد مسيرون والعبد لا يختار،
لا خيارات لهم ومصيرهم الحتمي هو القتل فمن قتل يقتل والقصاص حياة تلك هي كلمات الإله الواحد الأحد منذ عهد الفراعنة وقوانين الماعت الـ٤٢ التي صكوها لتكون دستوراً في كتاب الموتى ولا يفوز بالنعيم إلا من أتى الله بقلب سليم أما من هو آثم قلبه فهو ملعون على الأرض وطريد الفردوس يوم الحشر.
موكب المومياوات المبهر ومسلسل (الاختيار ٢ ) ومسلسل (القاهرة كابول) ثلاث صفعات متتالية هزت كيان الدواعش الضعيف فقتلوا الأبرياء كعهدهم دوماً بقتل الأبرياء كمحاولة لهز هيبة الدولة وسيادة القانون وترويع الآمنين ولكن هيهات.
فرئيس البلاد حرك طائرات بلاده والناس نيام منذ سنوات وسدد ضربة موجعة لمعاقل داعش في ليبيا بعد استشهاد مواطنين مصريين على حدود البلد الشقيق، وأصبحت مصر اليوم وبعد مرور تلك السنوات بوابة لإفريقيا بلا جدال وأزمة السد في طريقها للحل وبالتالي فنحن أمام سلسلة من النجاحات تحققها الدولة والأمة المصرية على أكثر من صعيد، بل وعلى كل الأصعدة
توازيها إخفاقات وذبول وخفوت وانكسار للإسلام السياسي في كل بقعة استعمرها بغبائه المعهود وفي عمر التاريخ لم تنتصر جماعة على دولة، ولن تنتصر و لا يفل السلاح إلا السلاح والسلاح المقنن المملوك للدولة يواجه دوماً السلاح العشوائي في دولة القانون والمواطنة التي آن الأوان لها أن تعدل المادة الثانية من دستور بلادها.. تلك المادة التي يتكيء عليها كل متاجر بالدين كي يذبح ويعتدي. ومصر حتماً دولة قانون ومواطنة والدول ليس لها دين للأغلبية.. الدول كأفراد ومؤسسات متنوعون وليسوا قطعان كقطيع الإسلام السياسي الدولة تمتاز دوماً بالتعددية و الرحابة و الثراء و لا يمكن اختزال ذلك في دين واحد فيستقوي أفراده ويعتدون
الدولة دورها الاأكيد هو سيادة القانون ولا شيء سوى القانون وتقف على مسافة واحدة من كافة الاديان و المعتقدات هكذا هي الدولة المصرية دولة المواطنة الرحيبة التي سددت ضربات موجعة للإسلام السياسي واستأصلت الخلايا السرطانية من اعتصامي رابعة والنهضة وحررت كرداسة وسيناء من فلول الإرهابيين وأسقطت حكم المرشد في ٣٠ يونيو لينتهي وللأبد عهد الدولة الدينية و الدولة اللا دينية التي تحترم كل الأديان وتعلي من شأن المواطنة لا يجب أن يكون في دستورها مادة تتحدث عن دين واحد أعلى للدولة كي لا يتذرع من في قلبه مرض بتلك المادة ليعتدي وينشر سمومه وفكره الشيطاني ويخرب عقول الشباب في الدروس الدينية وبرامج الفضائيات التي أعطت نجومية لدعاة يريدون عودة الدولة الدينية ولا يؤمنون حقاً بدولة المواطنة وإن ادعوا عكس ذلك ووضعوا السم في العسل.
لا نريد ذلك العسل الأسود الضار نريد دولة مواطنة وسيادة وهيبة يحكمها القانون لا الدين.
فالأديان محلها القلب والسلوك لا كرسي الحكم.
أما الحكم الرشيد فيحققه الدستور والقانون.