طارق لطفى: «القاهرة- كابول» محاولة لفهم طبيعة التطرف بعيدًا عن «الإرهابى الكِشرى»
قال الفنان طارق لطفى إن مسلسل «القاهرة- كابول»، الذى يعرض حاليًا فى السباق الدرامى الرمضانى، يمثل محاولة لفهم طبيعة التطرف والإرهاب، والوعى بأسباب تحول بعض الأشخاص إلى هذا الاتجاه، بعيدًا عن شخصية الإرهابى التقليدى الذى يتحدث بتجهم وصوت عالٍ.
وكشف بطل مسلسل «القاهرة- كابول»، فى حواره مع «الدستور»، عن أن شخصية «الشيخ رمزى»، التى يجسدها فى العمل، هى مزيج من ٤ شخصيات حقيقية، مشيرًا إلى أنه قرر إطلاق لحيته لمدة ١٤ شهرًا لتظهر ملامحه بشكل طبيعى، كما تدرب كثيرًا على نبرة الصوت وتقطيع الجمل لتتناسب مع طريقته فى الإلقاء.
وأشار إلى أن فريق العمل عثر على مناطق مشابهة لكهوف وجبال أفغانستان بالقرب من مدينة الغردقة بالبحر الأحمر، مع الاستعانة بالسفارة المصرية فى كابول لتوفير ملابس حقيقية تشبه ما ترتديه الشخصيات التى يجسدها العمل، موجهًا الشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على جهدها الهائل فى توفير كل احتياجات فريق العمل، ليخرج المسلسل بالصورة التى تليق بحجم التطور الفنى الذى تشهده مصر مؤخرًا.
■ بداية.. كيف استقبلت ردود أفعال الجمهور على برومو المسلسل وتعليقاته على جملة «اكتب فى مذكراتك إنك شربت سيجارة مع الخليفة» ثم أولى حلقات العمل؟
- الحمد لله كثيرًا على ردود الأفعال هذه واستقبال الجمهور المسلسل بهذه الحفاوة من أول عرض للبرومو وبوستر العمل، فما حدث كان أكبر بكثير مما كنا نتوقع أو نتمنى، ونرجو أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور، ويحظى بنفس رد الفعل، فى ظل المجهود الذى بذله كل طاقم العمل من أجل الوصول لهذا المستوى.
أما عن جملة «سيجارة مع الخليفة» التى أصبحت «إيفيه»، فقد كتبها الأستاذ عبدالرحيم كمال، مؤلف العمل، فى السيناريو، وأديتها بالطريقة التى شاهدها الجمهور، وكانت سعادتى كبيرة للغاية، لأن جملة صغيرة جذبت الجمهور بهذا الشكل قبل عرض العمل، خاصة أن السيناريو مميز جدًا والجمل فيه موضوعة فى أماكنها.
■ ما الأسباب التى جعلتك تقدم على المشاركة فى هذا العمل؟
- منذ قرأت المشاهد الأولى من مسلسل «القاهرة- كابول» تحمست تمامًا للعمل، لأن السيناريو الذى كتبه المؤلف عبدالرحيم كمال كان متميزًا جدًا، والشخصية التى قدمتها كنت أراها حية على الورق، ما أغرانى بتقديمها رغم كل تحدياتها، ومنذ هذه اللحظة بدأت الإعداد للعمل مع كل الأساتذة فى التأليف والإخراج وكل الزملاء المشاركين فى المسلسل.
■ من «الشيخ رمزى» الذى تجسده على مدار حلقات المسلسل؟
- «الشيخ رمزى» ليس شخصية واحدة بل هو مزيج من نحو ٤ شخصيات مختلفة، كلها من أقطاب الجماعات الإرهابية، والأستاذ عبدالرحيم كمال استطاع بكل براعة أن يمزجها جميعًا فى شخصية واحدة، ودرسناها جميعًا وبدأنا التحضير للشخصية بكل تفاصيلها لتخرج على الشاشة كما لو كانت حقيقية.
■ كيف بدأت التحضير لهذه الشخصية؟
- فى البداية، وفور تسلم السيناريو، بدأت فى دراسة الشخصيات التى خرجت منها شخصية «الشيخ رمزى» وأحاديثها وأبرز ما قيل عنها، لتحديد الصفات الرئيسية لكل شخصية، وطريقة الكلام والملابس وغيرها.
وبدأت شخصية «الشيخ رمزى» فى التكون، وكنت أنظر لنفسى ولحيتى تطول وأرى معها ملامح الشخصية تظهر ومعها طريقته فى الحديث والمشى والنظرات وغيرها.
ورغم الطبيعة الخاصة لتصوير المسلسل الذى استمر العمل به فترات طويلة، خاصة بعد تأجيله من العام الماضى، فإن «الشيخ رمزى» ظل معى وكنت أتعايش مع شخصيته يومًا بعد يوم ولا أنساه أبدًا، حتى خلال فترة الإجازات من التصوير التى وصلت ذات مرة إلى ٣ أشهر متواصلة.
■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتك فى تجسيد الشخصية؟
- الصعوبة الأكبر كانت الوصول لنبرة صوت «الشيخ رمزى»، وطريقته فى النطق، لأنها احتاجت لمجهود كبير حتى تخرج بشكل طبيعى، وتطلبت تدريبًا للأحبال الصوتية وتقطيعًا للجمل بشكل معين، بالإضافة إلى الحفاظ على طريقة محددة فى الإلقاء، لذا لجأنا لاستبدال الجمل الحوارية الطويلة بأخرى قصيرة للحفاظ على نبرة الصوت.
وبالإضافة إلى ذلك، كان الوصول للملابس الحقيقية للشخصية صعبًا، وأحب أن أوجه الشكر للسفير المصرى فى أفغانستان، الذى ساعدنا فى الحصول على ملابس الشخصيات من هناك، لصعوبة إيجادها بنفس تفاصيلها فى مصر، ما ساعدنا كثيرًا أثناء العمل وجعلنا نندمج فى الأداء.
ولا أنسى هنا أن أوجه الشكر لمن كان لهم الفضل فى ظهور «الشيخ رمزى» بشكل لائق، وعلى رأسهم الماكيير محمد عبدالحميد والاستايلست ليلى.
■ لماذا قررت إطلاق اللحية الحقيقية بدلًا من ارتداء أخرى مستعارة؟
- استخدام لحية مستعارة كان الأسهل طبعًا، فمن السهل تركيبها وخلعها بعد التصوير، لكنى رأيت أن الشخصية تحتاج إلى لحية حقيقية لتظهر بشكل طبيعى، فأطلقتها فعلًا، وتعايشت معها ١٤ شهرًا، وساعدتنى فى التعايش مع الشخصية، كما جعلت الملامح طبيعية.
ومن الطريف أن شقيقتى حين كانت ترانى مندمجًا فى الشخصية مع لحيتى الطويلة كانت تقول لى إنها تشعر بأن أسامة بن لادن كان أطيب منى، وهو ما كان يضحكنى كثيرًا ويجعلنى أثق بأنى فى طريقى لإتقانها.
■ يُظهر المسلسل شخصية الإرهابى بصورة مغايرة عما اعتدناه فى أعمال أخرى.. فكيف ترى ذلك؟
- كان هذا مقصودًا، وحرص فريق العمل على تحقيقه طيلة حلقات المسلسل، فهذا الشخص «الإرهابى» هو أولًا وأخيرًا إنسان، قادته عدة عوامل للاتجاه نحو التطرف، و«الشيخ رمزى» كانت لديه حياة طبيعية قبل أن يتحول للتطرف والإرهاب.
وفى إطار التحول نحو خطاب ينمى الوعى فإن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المنتجة للمسلسل، جعلته محاولة لفهم طبيعة الشخصيات التى تتجه إلى الإرهاب، وطريقة لإلقاء الضوء على أسباب التطرف.
وأحب أن أوجه التحية إلى المؤلف عبدالرحيم كمال الذى صنع شخصيات من لحم ودم، نجد معها الإرهابى وهو يلقى الأشعار الرومانسية ويُكن مشاعر حب حقيقية تجاه زوجته وأبنائه، كما نجده أيضًا فى تناقضاته وتطرفه، دون الاكتفاء بتقديم شخصية الإرهابى المتجهم طيلة الوقت، والذى لا يتحدث إلا بالصوت العالى.
■ كيف استطعتم محاكاة الجبال والكهوف فى أفغانستان؟
- أوجه كل التحية إلى المخرج حسام على الذى بحث كثيرًا عن مواقع تصوير تصلح لمحاكاة طبيعة أفغانستان الصعبة، ويمكن التصوير فيها، والغريب أنه وجدها فى قرية مهجورة بسلسلة جبال البحر الأحمر بالقرب من الغردقة، وكان بها ما نحتاجه من مغارات وكهوف، وشخصيًا لم أكن أعرف أن لدينا مثل هذه المناطق المتميزة فى مصر.
كما أوجه كل الشكر للزملاء وأبطال العمل، فكلهم أساتذة ونجوم كبار، وقدموا جهدًا جبارًا ليخرج المسلسل بهذا الشكل، محملًا برسائله المهمة، وحتى الوجوه الشابة التى قدمها المخرج فى هذا العمل أدوا بشكل رائع، وأتوقع لهم مستقبلًا باهرًا خلال السنوات القليلة المقبلة.
وكذلك أوجه التحية للشركة المنتجة التى وافقت على كل طلباتنا التى كانت كثيرة جدًا، ووفرت كل ما احتاجه المخرج وفريق العمل ومواقع التصوير، ولم تبخل علينا بأى صورة من صور الدعم، ما جعل كل العناصر تبذل كل جهدها لتقدم أفضل ما لديها، حتى يخرج المسلسل بهذه الصورة ويليق بالتطور الفنى الكبير الذى شهدته مصر فى السنوات الماضية.