وفد الفيوم يعقد ندوة عن «سد النهضة وسيناريوهات العبور من الأزمة»
عقدت اللجنة العامة لحزب الوفد بالفيوم برئاسة الدكتور صابر عطا رئيس اللجنة العامة للحزب المحافظة، في نادي محافظة الفيوم تحت عنوان " سد النهضة وسيناريوهات العبور من الأزمة ".
حاضر فيها الدكتور عدلى سعداوى، أستاذ الاقتصاد الزراعي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية وعضو الشراكة الدولية للمياه وعضو المجلس العربي للمياه وعضو الفريق الأكاديمي الخاص بالشئون الخارجية بوزارة الخارجية المصرية وعميد معهد البحوث والدراسات الإستراتيجية لدول حوض النيل السابق ولفيف من قيادات الحزب فى المحافظة وأدار الندوة الدكتور احمد برعي القيادي بالوفد والمتحدث الرسمي للحزب المحافظة.
وقام بالإعداد للندوة والإشراف على تنظيمها إبراهيم صالح نائب رئيس اللجنة، كما شارك فيها عدد من قيادات الأحزاب فى الفيوم.
في بداية الندوة، أشار الدكتور صابر عطا الى ان مصر تعيش خلال هذه الفترة لحظات فارقة فى تاريخها ونحن أمام ازمة نواجهها لاول مرة؛ وان علينا ان نقف خلف قيادتنا حتى نعبرها لان المياة مسألة حياة او موت ولا بد ان نتكاتف جميعا شعب وجيش وقيادة سياسية لعبور هذه الازمة.
وتحدث الدكتور عدلى سعداوى، قائلا: "انه منذ ان قامت اثيوبيا بالاعلان عن انشاء سد النهضة بقرار منفرد عام 2011 مستغلة اوضاعنا الداخلية ودون اى تشاور مع دولتى المصب "مصر والسودان " وحتى توقيع رؤساء الدول الثلاث على وثيقة اعلان المبادئ فى مارس 2015 تبنت مصر نهجا يتصف بالنوايا الايجابية والمرونة.
وأضاف سعداوي، أن هذا السد كان فى البداية مقررا له ان يحجز 12 مليار متر مكعب من المياة ولكن الحلم الاثيوبى رفعها الى 74 مليار متر مكعب واصبح هناك احاديث عن احقيتهم فى المياة بل وبيع المياه، مشيرًا إلي نهر النيل بالنسبة لهم ليس النهر الخالد بل يطلقون عليه "النهر الخائن" لانه يحمل المياه الى خارج ارضهم ويعلنون احقيتهم فى المياة خاصة وان اتفاق وثيقة المبادئ لم تتطرق الى تقاسم المياة بين دول حوض النيل التى تبلغ 11 دولة.
وأكد الدكتور عدلى سعداوى، أن اثيوبيا ليست فى حاجة الى مياة لانه يتساقط عليها سنويا 99 مليار متر مكعب من المياة وبها 21 نهر والمنطقة التى تم اقامة السد بها غير قابلة للزراعة وحتى الكهرباء التى سينتجها لن تستفيد بها اثيوبيا ولن تستخدم فى الداخل خاصة اذا علمنا ان موقع السد يبعد عن اديس ابابا 900 كيلو متر ونحن رغم ذلك لسنا ضد التنمية فى اثيوبيا ولكن دون ان تؤثر على حياة المصريين بل اننا قدمنا اقتراحات بمشروعات تنهض بالبلدان الثلاثة "مصر والسودان واثيوبيا" وتزيد من موادرها المالية بشكل كبير.
وتابع: "لايمكن لمصر ان تتنازل عن حقها فى المياه وأن سد النهضة حلم أثيوبى قديم للسيطرة على مياه النيل وان هناك دول تحاول "خنق" مصر بمنع المياة عنها واثيوبيا من خلال وجود منظمة الدول الافريقية فى اديس ابابا والتى تعطيها سلطة معنوية تحاول الضغط وفرض سطوتها على الدول الافريقية ".
وأكد أن مصر بدأت بعد وثيقة المبادئ فى عام 2015 جولات من المفاوضات وتم الاتفاق على مكاتب استشارية دولية وبالطبع راوغت اثيوبيا مرات عديدة محاولة منها لكسب الوقت متعللة بانها لم توقع على اتفاقية 1959.
وأضاف سعداوى، أن مصر تقع بين بلدان العالم الصحراوية ونظام الموارد المائية فيها مغلق وان مصر اعلنت اعتمادا على مبدأ الشفافية على شرح موقفها المائى والذى تجاوز من حيث الندرة حد الفقر المائى حيث تحصل مصر على حصتها المحددة باتفاقية 1959 بينها وبين السودان على 55.5 مليار متر مكعب والتى لم تتغير من اكثر من نصف قرن وخلالها زاد عدد السكان من 20 الى 100 مليون حتى ان العجز المائى الذى تعانيه مصر حاليا يبلغ 22 مليار متر مكعب سنويا وهو مايمثل 40% من حصتها المقررة بالاضافة الى ان المنتجات الغذائية المستوردة تتضمن مياة افتراضية تقدر بنحو 33 مليار متر مكعب وبذلك يصبح اجمالى العجز المائى 55 مليار متر مكعب وهو مايعادل حصة مصر من مياة النيل.
واختتمت الندوة بإصدار بيان ينص علي أنه في ضوء استمرار التعنت الإثيوبي ورفضها الدائم لأية حلول مقبولة، فأننا نؤكد دعمنا المطلق لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتفويضه مجددًا لحفظ حقوق مصر المائية من الطامعين والعابثين بمقدرات الشعوب.