تحذير.. أطباء: المضادات الحيوية لا تقضي على كورونا بل تضعف المناعة
حذرت هيئة الدواء المصرية من خطر المضادات الحيوية والمسكنات، مشددة على ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي دواء للحفاظ على الصحة العامة والكلى، خاصة وأن المضادات الحيوية يُساء استخدامها من قبل المواطنين حتى تصل إلى مرحلة فقد فعاليتها وتأثيرها بل وتكون ذات ضرر أكبر. في ذلك السياق تواصلت "الدستور" مع خبراء وأطباء ليوضحون أضرار الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.
- كثرة المضادات الحيوية تجعل الشخص فريسة سهلة للإصابة بكورونا
في البداية يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة بالمعهد القومي للكبد الأمراض المعدية، إن هناك مفهوم خاطئ منتشر وبكثرة أن المضادات الحيوية يمكن استخدامها لعلاج أي مرض، فهناك من يأخذها لعلاج نزلات البرد أو التعرض لأمراض الباطنة وغيرها من المفاهيم الخاطئة، مضيفًا أنها يمكن أن تسبب الحساسية والتحسس، وكذلك من الممكن أن تُحدث تأثير سلبي على جهاز المناعة.
وأوضح عز العرب أن التحذيرات المستمرة من المضادات الحيوية واستخدامها المفرط يرجع لتأثيرها السلبي على المناعة، والتي تجعل الشخص الذي يتناولها فريسة سهلة للإصابة بفيروس كورونا المستجد في هذا الوقت بالتحديد، لذا تستمر حملات التحذير حتى لا يكون الشخص متخذ كافة الإجراءات الاحترازية الوقائية من ارتداء للكمامة وغيرها من الاحتياطات في حين يتناول المضادات الحيوية "فاكر أنه بيحمي نفسه" في حين أنها يمكن أن تسبب له الضرر.
وأضاف عز العرب أن الاستخدام المفرط والخاطئ للمضادات يتسبب في مضاعفات عديدة فبعض أنواعها يحدث إفرازها عن طريق الكلى ما يسبب اختلال في وظائف الكلى، وهناك مضادات أخرى يتم إفرازها والتخلص منها عن طريق الكبد فتسبب خطر على مرضى الكبد، متابعًا أن لكل مرض جرعات محددة من المضادات الحيوية لا يجب تخطيها.
إعادة تدوير المضادات الحيوية تسبب بكتيريا جامبو
وقال الدكتور عبداللطيف المر، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة الزقازيق، إن التحذيرات العديدة من خطر استخدام المضادات الحيوية أن تؤثر بشدة في الجهاز المناعي للجسم في الوقت الذي يجب أن يحافظ كل شخص على مناعته حتى لا يكون معرض للإصابة بفيروس كورونا المستجد، كما أن ظهور ظاهرة غير قانونية وخطيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تقوم فيها تطبيقات إلكترونية وعدة صفحات غير معلومة المصدر والهوية لشراء وبيع الأدوية ومنها المضادات الحيوية يمثل خطر بالغ.
وأوضح المر أنه من هذه المخاطر والتي تُعد الأكثر ضررًا أن يتم إعادة تدوير المضادات الحيوية والتي تؤدي سوء استخدامها إلى ظهور ما يعرف باسم البكتيريا الجامبو؛ وهي مضادة للمضادات الحيوية، حيث تقاوم فعل المضادات الحيوية، وبالتالي لن تفيد الإنسان ومن الممكن أن تضره وهي ظاهرة تحذر منها منظمة الصحة العالمية.
وحذر المُر من اللجوء إلى شراء الأدوية من مواقع التواصل الاجتماعي ودون إشراف طبي وخاصة المضادات الحيوية "لأنه لا يكون معلوم محتواها ولا تاريخ الصلاحية وإذا كانت سليمة أم لا"، ومن الممكن أن تكون غير فعالة وغير سليمة أو منتهية الصلاحية بعد إعادة تدويرها مما يسبب أضرار صحية جسيمة، حيث يتم وضعها في العبوات المشابهة الأدوية الحقيقية ويتم التزوير فيها ويتم بيعها على أنها جديدة.
المضادات الحيوية لا تقضي على فيروس كورونا
وأوضحت الدكتورة ابتهال الدمرادش، رئيس قسم الأدوية والسموم بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس، أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية من أحد الممارسات الخاطئة في مجتمعنا المصري، حيث يعقدون أنها تحميهم من الإصابة بفيروس كورونا في حين أن الأبحاث أثبتت فعالية مضاد مثل الازيثروميسين فقط ضد الفيروس ولا يثبت غيرها ولا يعني هذا أن تستخدم بشكل مفرط ودون إشراف طبي ولغرض محدد.
وقالت الدمرادش إن المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات، ولكن يتم استخدامها عند الإصابة بالكتيريا أو الإصابة ببكتيريا ومعها فيروس ما، وفي حالة الإصابة بفيروس كورونا لا تكون كل المضادات الحيوية فعالة ولا يتم الاعتماد عليها الا بموافقة الطبيب الذي يصرفها لشفاء عرض معين، ويجب الالتزام بكورس العلاج كاملًا في مدته المحددة سواء خمس أيام أو سبع أيام، لأن عدم اكماله يمكن أن يجعل البكتيريا تتفاقم أو المرض المصاب به الشخص وإذا عاد لتناول العلاج من جديد لن يصبح ذا فعالية لأنه فقد تأثيره عليه.