رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تعظيم سلام».. حكايات من سجلات أسرة الشهيد مصطفى عبيدو (فيديو)

أسرة الشهيد مصطفى
أسرة الشهيد مصطفى عبيدو

وقف الرئيس مُنتصبًا كوقفته العسكرية وهو يرتدي زيًا رسميًا للقوات المسلحة، رافعًا يده بتحية عسكرية لـ«سيف» نجل الشهيد العميد أركان حرب مصطفى عبيدو، بينما كان الابن بالملابس العسكرية التي حملت على أكتافها شارات لرتبة العميد.. بادله الطفل تحيته في ثبات؛ كما لو كانت روح والده حاضرة في جسده.

«إيد ربنا بتسبق إيدي في تربيتهم».. من خلف هذا الطفل أم تحمّلت المسئولية بعد زوجها البطل الشهيد.. هكذا تقول عن طفليها سيف وبيسان، موضحة أنها كانت تسمع عن هذه الكلمات عن أطفال الشهداء، وكيف أنهم يكونون في رعاية الله قبل أسرهم، لكنها عاشته واقعًا بعد استشهاد زوجها.

اللحظة التاريخية في الندوة التثقيفية الثالثة والثلاثين للقوات المسحلة واحتفال يوم الشهيد، التي تلقى فيها «سيف» تحية عسكرية من رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ربما جاءت تقديرًا لشهداء مصر جميعهم.. كان ابن الشهيد بطلًا للمشهد في هذه الأثناء.. بطل ابن بطل.

«لم يكن أبيهم يتدخل في أي مشاكل يتعرضون لها في مدرستهم.. كان يُخبرني أنه يُريدهم أن يعتمدوا على أنفسهم، ويحلوا مشاكلهم بنفسهم.. مضيفًا: ربما غدًا لن أكون معهم».. تروي السيدة أمل زوجة البطل، بعد ساعات من تكريمها، خلال استضافتها في برنامج «تحت الشمس» على فضائية الشمس.

مُقدم البرنامج الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، حاول جاهدًا أن يُبعد الزوجة عن ذكريات تؤلمها، لكن دموعها كانت تروي قصصًا مؤثرة من ذكريات رجل كان لها «الزوج والأب والأخ والحبيب».. متذكّرة لحظات الرعب التي كانت ـ كأي زوجة بطل مقاتل ـ حين يظهر رقمًا غريبًا يُهاتفها.. أو تُحاول الاتصال بزوجها فتجِد هاتفه مُغلقًا.. كان البطل يُطمئنها قائلًا: هل تعتقدين أنه إذا حدث لي شيء؛ فلن تعرفين!.. سيُخبركِ الكثيرون وقتها.. لا تجعلي خوفك من الغد يُفقدكِ سعادة اليوم».

سيف الذي تلقى التحية العسكرية من رئيس مصر، يؤمن بأن «لولاهم ما كنا هُنا» قاصدًا شهداء الوطن، مؤكدًا أن كل رجال الجيش يعتبرهم أباه، والصغار منهم كإخوته، وأنه كان يحلم بوقفته هذه أمام الرئيس بالزي العسكري، ليكتب على ملابسه اسمه تابعًا به اسم أبيه البطل مصطفى عبيدو.

«لا يُمكن وصف المكانة التي وضعنا فيها أبي.. جعلنا مرفوعي الرأس».. تقول بيسان ابنة البطل، معبرة عن فخرها وعزتها بأبيها الشهيد.