هل يعيد بايدن آمال المهاجرين لأمريكا؟
يتبنى الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن نهجا يتسم بقدر أكبر من الإنسانية في التعامل مع ملف الهجرة، على النقيض من سياسات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب المتشددة.
ولكن بعد ممارسات ترامب المتشددة ضد المهاجرين غير الشرعيين، هل يعيد بايدن آمالهم وأحلامهم بشكل قانونى يسمح لهم بالعيش حياة مستقرة في "أرض الأحلام"؟
- بايدن يتعهد بحل ملف الهجرة
ويعتزم بايدن مطالبة الكونجرس على الفور بإضفاء الصبغة القانونية على نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون داخل الولايات المتحدة لتمهيد الطريق أمام منحهم المواطنة.
وركزت حملة بايدن على إصلاح ملف الهجرة، خاصة لمن لا يتمتعون بوضع قانوني داخل البلاد، ولكن حتى الآن لم يتضح مدى السرعة التي ستتحرك بها إدارة بايدن في هذا الملف.
- بايدن يتعهد بإلغاء القيود المفروضة على العمال والطلاب
كما تعهد بايدن بإلغاء القيود المفروضة على العمال المؤقتين، وتخفيف قيود التأشيرة على الطلاب الدوليين، ووقف بناء الجدار الحدودي، وإنهاء مراكز احتجاز المهاجرين الخاصة، إضافة إلى رفع قيود السفر عن رعايا 13 دولة.
وتعد خطة بايدن على النقيض من سياسة سلفه ترامب، حيث استندت حملته الرئاسية عام 2016 جزئيا على كبح أو وقف الهجرة غير الشرعية.
- أحلام منذ عهد أوباما
وما زال يدور فى أذهان الحالمين بالهجرة تعهدات المرشح الرئاسي باراك أوباما عام 2009، الذي وعد بتصويب أوضاع المهاجرين في الداخل الأمريكي، إلا أنها لم تلق أي اهتمام حتى توليه الفترة الرئاسية الثانية.
- مسئولة أمريكية: خطوة بايدن تاريخية
ووصفت ماريلينا هينكابي، المديرة التنفيذية لهيئة الهجرة الوطنية، هذه الخطوة بالتحول التاريخي من أجندة ترامب المناهضة للهجرة، والتي تقر بأن جميع المهاجرين غير الشرعيين الموجودين حاليا في الولايات المتحدة يجب أن يوضعوا على طريق الحصول على المواطنة.
وأضافت أن التشريع المقترح لن يحتوي على أي أحكام تربط بشكل مباشر توسيع الهجرة مع تدابير الإنفاذ والأمن المتصاعدة، في تحول كبير عن العديد من مشاريع قوانين الهجرة السابقة التي تم تمريرها في ظل كل من الإدارات الديمقراطية والجمهورية السابقة.
وأشارت هينكابي إلى أن قرار بايدن بعدم إعطاء الأولوية لإجراءات الإنفاذ الإضافية كان نتيجة الدروس المستفادة من محاولة إدارة أوباما الفاشلة لاسترضاء الجمهوريين من خلال دعم إنفاذ قوانين الهجرة بشكل أكثر صرامة.
وتابعت هينكابى: "هذه الفكرة المتعلقة بإنفاذ قوانين الهجرة وإعطاء الجمهوريين كل ما يطلبونه كانت معيبة منذ البداية".
ووفقا لخطة بايدن، سيصبح المهاجرون مؤهلين للحصول على الإقامة الدائمة القانونية بعد خمس سنوات وللحصول على الجنسية الأمريكية بعد 3 سنوات إضافية، وهو مسار أسرع للحصول على الجنسية مقارنة بقوانين الهجرة السابقة.
- جدل سياسي وتخوف من ملف الهجرة
وتثير خطة بايدن الجدل داخل الأروقة السياسية، سواء بين الديمقراطيين أو الجمهوريين، معبرين عن قلقهم من احتمال تزايد أعداد المهاجرين الساعين لدخول الولايات المتحدة في الأيام الأولى من إدارته.
ومن المحتمل أن يواجه مشروع القانون شهورا من الجدل السياسي في الكونجرس ومعارضة من الناخبين المحافظين والمتشددين في ملف الهجرة.