بكين تدحض اتهامات أمريكية بشأن شفافية ترسانتها النووية
دحضت الصين، اليوم الثلاثاء، اتهامات وزارة الخارجية الأمريكية بأن الترسانة النووية الصينية تفتقر إلى الشفافية، منتقدة في الوقت نفسه ما وصفته بتعاطي الولايات المتحدة حيال قضية الأسلحة النووية وعدم الوفاء بمسئولياتها الخاصة فيما يتعلق بنزع السلاح النووي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون يينغ"- في تصريح اليوم الثلاثاء: "إن الولايات المتحدة تعتبر أكبر دول العالم من حيث حجم الترسانة النووية، وتمتلك أكثرها تقدمًا على المستوى الدولي، وإن الجانب الأمريكي لم ينتهك الإجماع الدولي في قضية الأسلحة النووية فحسب، بل يرفض أيضًا الوفاء بمسئولياته الخاصة ذات الأولوية فيما يتعلق بنزع السلاح النووي، ما يضر بشكل خطير بالأمن والاستقرار الاستراتيجيين على الصعيد العالمي".
وأضافت يينغ أن "الصين تلتزم دائمًا بسياسة وطنية دفاعية، وتحافظ على قوتها النووية عند المستوى الأدنى الضروري للأمن القومي، وتتبع على الدوام سياسة عدم المبادرة باستخدام الأسلحة النووية في أي وقت وتحت أي ظرف من الظروف، ووعدت دون أي قيد أو شرط بعدم استخدام أو التهديد باستخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير الحائزة للأسلحة النووية والمناطق الخالية من السلاح النووي"، لافتة إلى أنه من بين القوى النووية الخمس، تعد الصين الدولة الوحيدة التي تنتهج سياسة عدم المبادرة باستخدام الأسلحة النووية، ولن تغير هذه السياسة في المستقبل.
وحول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بشأن تهديد الصين لتنمية منطقة القطب الشمالي، اعتبرت يينغ أن ما وصفته بـ"مبالغة" بومبيو في تهديد الصين لأمن القطب الشمالي غير مبررة وليس لها أي أساس من الصحة، وتتعارض مع الاتجاه العام لتعزيز التعاون لتنمية المنطقة في المجتمع الدولي في الوقت الراهن.
وأشارت يينغ إلى أن الصين هى إحدى الدول القريبة من القطب الشمالي، وهي مرتبطة بشكل وثيق بالقضايا الإقليمية والدولية الخاصة بالمنطقة، وأن الحكومة الصينية تولي اهتمامًا للسيادية والولاية القضائية للبلدان ذات الصلة، وتستعد لتقديم مساهمات إيجابية لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقة القطب الشمالي.
وحول العلاقات الصينية- الأمريكية، أعربت يينغ عن أملها فى أن تتبع الولايات المتحدة اتجاه العصر وتدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى التطور الطبيعي في أقرب وقت ممكن.
وقالت يينغ إن "موقف الصين واضح للغاية. نعتقد أن الصين والولايات المتحدة، كدولتين رئيسيتين، لديهما مصالح مشتركة واسعة في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين وتعزيز التنمية والازدهار العالميين، ويمكن تحقيق التعاون بين الطرفين.
وفي ظل الوضع الحالي، تتمتع الصين والولايات المتحدة بمساحة كبيرة للتعاون في مجالات مثل مكافحة الوباء، والانتعاش الاقتصادي، وتغير المناخ".
وبالنسبة لإعلان بورصة نيويورك أنها لن تطلب شطب ثلاث شركات (اتصالات) صينية من قائمتها، دعت يينغ الجانب الأمريكي إلى ما وصفته بـ"احترام" القانون والسوق وبذل المزيد من الجهود لحماية نظام السوق المالي العالمي والحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين، ما يؤدي إلى تنمية مستقرة للاقتصاد العالمي.
وتابعت يينغ أن مكانة الولايات المتحدة كمركز مالي دولي تعتمد على ثقة الشركات والمستثمرين العالميين في شمولية ويقين قواعدها، ولكن تأثير أفعال ما وصفته بـ"القمع" على الشركات الصينية محدود، وسيضر بالمصالح الوطنية للولايات المتحدة وصورتها، إضافة إلى إلحاق ضرر بمكانة أسواق رأس المال الأمريكية.