كيف ستكون شكل العلاقات التركية- الأمريكية فى عهد بايدن؟
يشكّل فوز الديمقراطي جو بايدن بانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية قلقًا كبيرًا لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظرًا لمواقف بايدن وتصريحاته تجاه أنقرة، حيث أشارت عدة تقارير إعلامية إلى أن أردوغان سيواجه صعوبات في التأثير على القرار الأمريكي في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، على عكس الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
ومع محاولة تركيا تلطيف حدة الاستقطاب في سلوكها مع أمريكا قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن بشكل رسمي، لفتت تلك التقارير إلى أن هذه المحاولات سوف تبوء بالفشل في نهاية الأمر.
- الرئيس المنتخب لن يكون متساهلًا في ملفات أردوغان الخاصة بحقوق الإنسان
وقالت صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية والتي تصدر باللغة الإنجليزية، أن فريق إدارة بايدن يشكل "تحديًا صعبًا" بالنسبة لأردوغان، الذي قام تحت إشراف ترامب بتوسيع دور أنقرة الإقليمي والمثير للجدل، خاصة في ليبيا التي مزقتها الحرب، موضحة أن سجل أردوغان الفاضح في مجال حقوق الإنسان سيخضع للتمحيص بشكل عميق من قبل إدارة بايدن.
وأضافت الصحيفة أن قائمة العقوبات القاسية التي يستعد الاتحاد الأوروبي فرضها على أردوغان بسبب النزاع في شرق المتوسط مع اليونان وقبرص، ستجعل واشنطن بالتأكيد أقل تعاطفًا مع أنقرة، مؤكدة أنه ستكون هناك إعادة تقويم للسياسة الأمريكية تجاه تركيا في عهد بايدن.
وتابعت "جلف نيوز" إنه سيتعين على بايدن وفريقه استعادة الثقة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة والتزامات واشنطن بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، الذي تم انتهاكها بشكل ما في ظل نهج ترامب، حيث توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بسبب التجارة وحلف الناتو، إلى جانب التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي على خلفية ممارستها العدائية في شرق المتوسط.
- أردوغان يستعد لـ4 سنوات عجاف مليئة بالتحديات في عهد بايدن
في ذات السياق، قال موقع The Media Line الأمريكي، إن التوترات القديمة بين بايدن وأردوغان سوف تلقي بظلالها على العلاقات المستقبلية بين أنقرة وواشنطن، فبعد "صداقة" الزعيم التركي مع ترامب، أصبح "عدم اليقين" هو النظام السائد اليوم فيما يخص العلاقات التركية- الأمريكية.
وأكد الموقع في تقريره أنه في حين أن العديد من قادة العالم يتنفسون الصعداء لأن دونالد ترامب سيغادر البيت الأبيض قريبًا، فإن قلة قليلة منهم، وأبرزهم رجب طيب أردوغان، يستعدون لأربع سنوات عجاف تحت إدارة بايدن.
وأضاف التقرير أن تركيا تحت حكم أردوغان تشهد حكمًا استبداديًا، مثل ذلك التي عانته أمريكا تحت إدارة ترامب، ولكن مع الإدارة الأمريكية الجديدة، فإن التركيز الأقوى سيكون على سيادة القانون والحقوق والحريات الأساسية من جانب، وهو ما سيخلق حالة من عدم الارتياح على الجانب التركي.
- أردوغان وبايدن..تاريخ قديم من الانتقادات والتصريحات العدائية
وأشار التقرير إلى العلاقة المتوترة بين بايدن وأردوغان في الماضي، والتصريحات القاسية التي كان يوجهها بايدن للرئيس التركي، حيث قال لصحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من هذا العام إن واشنطن يجب أن تدعم المعارضة التركية، "لتكون قادرة على مواجهة أردوغان في صناديق الاقتراع"، هذا إلى جانب أن بايدن كان قد وصف أردوغان من قبل بـ"المستبد" مما أثار غضبًا شديدًا في أنقرة.
ولفت إلى أن علاقة العداء بين أردوغان ببايدن كان السبب وراء تباطؤ أنقرة في تهنئة الرئيس المنتخب بايدن بفوزه في الانتخابات، حيث امتنع مكتب أردوغان عن التعليق على فوز بايدن وأرسل بيانًا في وقت متأخر أعرب فيه عن عزم تركيا العمل بشكل وثيق مع الإدارة الجديدة.