بخط يده.. نص رسالة شهيد سيناء الرائد سعيد حمدي قبل لقاء ربه
"منسي جديد".. هذا هو الاسم الذي أطلقه أهالي الشهيد الرائد سعيد حمدي سعيد، الذي استشهد في بئر العبد في 30 أغسطس الماضي، تاركًا ابنه الذي يبلغ من العمر عامين، راحلًا إلى جنة الخلد بعدما أدى واجبه تجاه دينه ووطنه، بشجاعة مقاتل ظلّ وطنه أمامه حتى الموت، وقبل أن يلقى ربه، ترك رسالة بخط يده لزوجته ووالدته ووالده.
يقول طارق ممدوح، ابن خالة الشهيد، إن الرائد سعيد حمدي كتب هذه الرسالة وتركها في شنطته التي يأخذها معه في المعسكر بسيناء، حيث كتبها قبل استشهاده بفترة قليلة وأبلغ زوجته بأنه حين يستشهد ستصلها رسالة تركها لها بخط يده.
وتنشر "الدستور" نص الرسالة التي تركها الشهيد الرائد سعيد حمدي سعيد، شهيد بئر العبد.
("ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا، بل أحياء عند ربهم يرزقون"، لأعزائي وأحبابي وأهلي وأصدقائي أنا لم أمت.. أنا أخترت الرحيل كي أعيش حيا في تاريخ وطني مصر.. أنا حي في تاريخ شهداء مصر وفي تاريخ العطاء والتضحية للوطن....أنا حي وأسمي مخلد بين أسماء شهداء رجال القوات المسلحة الذين دفعوا حياتهم فداء لمصر..... أخترت أن أشرف أسمك يا أبي وأخترت أن أجعلك يا أمي من نساء أهل الجنة وأخترت أن أكون شفيعا بشهادتي لكم يا أهلي، فالشهيد كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام " يشفع في سبعين من أقاربه".
وتابع: "يابني رحلت عنك وقد لا تتذكرني وتعرفني.. ستمضي بك السنوات وقد تغفل ملامحي وملامح صوتي ووجهي ولكنني حي بينكم.. أسمي سيظل مرافقا لك وسيزيدك شرفا وعزة فأنت إبن شهيد الوطن.. ستمر بين الناس ويشار أليك أنك إبن من فدى مصر بروحه ودمه.. ستظل روحي ترفرف معك طول حياتك العلمية والعملية".
واستطرد: "أخترت أن يزهر الوطن بدمي ويستمر.... كي يعيش وطني وتتشرف به صفحات التاريخ لابد أن نقدم دماءنا فداه...أرواحنا التي دفعناه لأجل أن تبقى مصر بلد شامخ... لم يكن من الممكن أن نقبل أن تختطف مننا أرضنا التي نشأنا عليها وتسلب.... لم نكن لنرضى أن تمر بنا مثل هذه الأيام وقد فقدنا بهجة أعيادنا الوطنية وفقدنا معها الأمن والأمان والإستقرار.... ولم نكن لنقبل أيضا أن تسقط سيناء في يد أعداء السلام والعرب....هذا واجبنا عند الله قبل أن يكون واجبنا للوطن عندما رحلنا إلى أرضها للدفاع عنها ونحن ندرك أننا قد لا نعود لكم فقد إخترنا أن نرحل إلى الله".
وقال:" أبي يا من مازلت تبكيني..... أمي يا من دموعك لاتزال تذرف شوقا وحنينا إلي... زوجتي يا من أوجعك فراقي وغيابي عنك.... أبني يا من تفتقد وجودي... أريدكم أن تفتخروا بي... أريدكم أن تعتزو بطريقة إستشهادي لا أن تحزنوا.... لقد أخترت درب الشهادة والشجاعة.... وهل هناك أفضل من الإستشهاد في سبيل الله والوطن... وهل هناك مرتبة عالية وتكريم كمرتبة الشهيد في الإسلام؟؟ إخترت أن أسبقكم إلى الجنة... أختارني الله قبلكم لألتقيكم هناك".
وأضاف: "وإن قالت عني دكاكين حقوق الإنسان والمنظمات المشبوهة إن قتل الجنود المصريين عقاب الدنيا فأن حقي يوم الحساب عند رب العالمين والعدل لن يضيع... أنا الشهيد المصري الذي تحتفي به مصر كلها اليوم وأريدكم أن تحتفوا بي فخرا وعزة وشرف... أنا الشهيد المصري الذي تشهد أرض سيناء بأن دمي نزف هناك لأجل أن تستمر بلاد العرب عربية".
واحتتم: "رحيلي ليس قصة حزن في حياتكم إنما تشريف وقصة الفوز الأعظم بالفردوس الأعلى... أود أن تبقى مصر كما عاهدتنا في حياتي بلد الحب والعطاء والخير لأنها بالنسبة للعرب هي القلب وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب حياة).