«دبلومات»: الدين والدعم الصحي أدوات تركيا للتوغل بآسيا الوسطى
قالت مجلة «The diplomat» في تقرير لها، أن تركيا حاولت باستمرار التأثير على آسيا الوسطى من خلال الوسائل التقليدية لكنها لم تنجح، فتحولت تركيا إلى دبلوماسية «القوة الناعمة» من أجل تعزيز سمعتها في آسيا الوسطى، مضيفة تسعى تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان لاستغلال عامل الدين للسيطرة على جميع دول آسيا الوسطى، فمعظم هذه الدول ودول القوقاز هي دول ذات أغلبية مسلمة، يتحدث معظمهم اللغات التركية ولديهم روابط ثقافية وثيقة بتركيا.
وأوضحت المجلة أن تركيا استخدمت هذه الورقة لصالحها، وذلك من خلال مشاريع لبناء مساجد في كازاخستان وأذربيجان، بينما تتحدث أيضًا بشكل متكرر عن «أخوة تركية» مشتركة تمتد عبر بحر قزوين إلى قلب آسيا الوسطى.
وأتاحت جائحة فيروس كورونا المستجد - التي تسببت في اضطراب اقتصادي وسياسي كبير في جميع أنحاء العالم وفي المنطقة- الفرصة لتركيا لتعزيز سمعتها في آسيا الوسطى، وذلك من خلال استخدام دبلوماسية في مجال الرعاية الصحية في آسيا الوسطى، مما يوضح الكثير عن أهداف تركيا في المنطقة، ولماذا تحتاج إلى الاستمرار في توفير المساعدات الطبية وغيرها في المستقبل المنظور.
وأشارت «The diplomat» إلى أن تركيا لم تستخدم ورقة الرعاية الصحية مع آسيا الوسطى فقط، بل أرسلت أيضًا الإمدادات الطبية إلى الصومال وبلغاريا، كما ترسم دبلوماسية الرعاية الصحية أيضًا صورة أوسع للأهداف التركية في آسيا الوسطى، ومنها قرار تركيا بنشر حزم مساعداتها لكازاخستان هو آداة أردوغان للتغلغل في آسيا الوسطى، وعززت تركيا نفوذها في المنطقة، لا سيما في كازاخستان وأذربيجان، ومع ذلك، تواصل تركيا إرسال المساعدة الطبية للمنطقة من أجل مواجهة التأثيرات الصينية والروسية.
يذكر أن أنقرة أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر، أنها سترسل مساعدات طبية إلى قرغيزستان، وكازاخستان، وأذربيجان، تشمل أحدث الأطقم الطبية، وسيارات الإسعاف، وأجهزة التهوية، ومجموعات الاختبار، والعديد من الإمدادات الأخرى؛ للمساعدة في السيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد في المنطقة.
وأعلنت كذلك في وقت لاحق أن هذه الخطوة تأتي كبادرة صداقة وحسن نية، مما يوضح رغبة «أردوغان» في استخدام دبلوماسية الرعاية الصحية لتعزيز سمعة تركيا في المنطقة.