مسلسل اغتيال رجال الأمن «1-2»

عمليات الرصد من الشارع لمبنى مخابراتى أو أمنى سهلة جدا، لأن تلك المبانى والمقار معروفة للجميع، وبالتالى يسهل لمن يجلس على مقهى قريب أو فى المواجهة، رصد كل الداخلين للمبنى أو المقر والخارجين منه.

العلاقة بين جهاز مباحث أمن الدولة سابقا، أو الأمن الوطنى حاليا، وجماعات الإخوان والجماعات الإسلامية، علاقة غامضة وملتبسة. فعندما توفى اللواء أحمد رأفت -نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة فى أغسطس 2010- نعته الجماعات الإسلامية وجماعة الإخوان بالكثير من الحزن والألم.

وعندما سمعنا أحد قادة الجهاز، وكان قد أشيع ارتباطه بجماعة الإخوان، وهو يتحدث فى برنامج حوارى تليفزيونى، عن علاقته برجال الجماعة، أحسسنا أنه يتحكم فيهم ويقودهم ويوجههم ويستدعيهم لمكتبه متى أراد. وفى أحيان كثيرة كانوا يستعينون به لقضاء بعض حوائجهم، أو تسهيل تعاملاتهم مع الدولة.

وعلى النقيض تماما شاهدنا حالة الغل الرهيبة فى اقتحام مقار أمن الدولة فى منتصف عام 2011 بعد الثورة، أو مشهد تعذيب رجال الأمن فى كرداسة، أو الاغتيالات السياسية التى تشهدها سيناء ثم امتدت إلى الوادى.

مسلسل اغتيال رجال الشرطة طويل، وهو أسلوب الجماعة الإسلامية الذى مارسته مع مطلع التسعينيات. ونعتقد أن كل الاغتيالات التى تمت لرجال الأمن الوطنى، سواء تلك التى تمت فى سيناء، أو فى الوادى، وهو الأسلوب نفسه الذى يتبعونه منذ التسعينيات. وحتى اغتيال ضباط الأمن الوطنى فى سيناء، وأيضا اغتيال المقدم محمد مبروك.

كلها عمليات متشابهة، وتتخذ السيناريو نفسه.

فى يوليو 1992.. تعرض مأمور سجن الاستقبال السياسى بليمان طرة لمحاولة اغتيال عندما أطلق عليه مجهولون الرصاص من سيارة بيجو ستيشن صفراء اللون كانوا يستقلونها، وقد أصيب الضابط فى كتفه وذلك عند قرية المعصرة، وقد تعرض الضابط نفسه لثلاث محاولات اغتيال من قبل.

فى عام 1993 تم اغتيال اللواء محمد عبد اللطيف الشيمى -مساعد مدير أمن أسيوط لفرقة الجنوب- أمام الساحة الشعبية بمدينة أبو تبج. وفى التوقيت نفسه قتل المقدم أبو بكر عزمى بمباحث أمن الدولة ومساعد الشرطة سيد أحمد سيوفى وعدد من المواطنين.

وفى أغسطس 1993 تربصت مجموعة إرهابية باللواء محمد عبد الحميد غبارة -مساعد مدير أمن قنا- وحارسه وقائد سيارته أمام مجمع الألمونيوم بنجع حمادى، وذلك عقب خروج اللواء من استراحته مودعا زوجته التى كانت تراقبه من النافذة وأطلقوا عليه وابلا من النيران، فماتوا على الفور. وفى 28 أكتوبر 1993.. قامت مجموعة ترتدى ملابس السيدات المنتقبات، وأخفوا داخل الملابس الأسلحة الآلية برصد تحركات العميد محمود صالح الديب -مفتش الداخلية بمديرية أمن قنا- وقد أصيب معه سائقه المساعد فتحى محمد على، وحارسه المجند حمادة عبد العال، وأمطروهم بوابل من النيران فقتله العميد الديب على الفور. فى 16 أبريل 1994 اغتيل اللواء عبد الرءوف خيرت -وكيل الإدارة العامة لمباحث أمن الدولة- فى الساعة العاشرة أمام منزله، ويعد اللواء خيرت -المسئول الأول عن مكافحة التطرف الدين فى جهاز مباحث أمن الدولة - والحقيقة أن عملية تأمين رجال الأمن الوطنى، من العمليات المعقدة. وهى عملية فى غاية الصعوبة. ونرى أن الدولة لم توفر الحماية الكافية لرجالها، سواء بتأمين أجهزته الأمنية، أو تأمين مقراتها، أو حتى تأمين الشهود فى القضايا الكبرى. وللحديث بقية

■ خبير أمنى