الكنيسة الكلدانية تحتفل بذكرى الأسقف سهدونا
تحتفل الكنيسة الكلدانية في مصر برئاسة مار افائيل الاول، ساكو بطريرك الكلدان، بذكرى الأسقف سهدونا.
و قال الأب بولس ساتي المُدبر البطريركي للكلدان في مصر، إن اسم سهدونا أو مارطوريس (تصغير لفظة الشهيد)، معروف في تاريخ كنيسة المشرق، بسبب ما تركه من مؤلفات في الأدب الروحي، ويَذكر في كتابه “السيرة الكاملة”: انه ابن أرملة مؤمنة وتقية، استطاعت ان تغرس الإيمان في قلبه، وان تقوده الى الحياة الديرية منذ شبابه، واستمر في التردد إليها حتى بعد ذلك قائلا: "أمي التي كانت تُكرِم الله، ومن أجله رذلت العالم وعدَّته نفاية، كانت تقول لي دوما يا بُني خيرٌ لي أن أموت من أن أحيا، إذا رأيتك، لا سمح الله، أسير محبة العالم كبقية الناس"، ثم عرف ناسكة اسمها شيرين امتدحها كثيرًا، كان يتردد إليها للإسترشاد وكان عمرها ثمانين سنة: "اني كنت أذهب اليها مرارًا لأنال منها البركات".
وأضاف الأب بولس ساتي، المتحدث الرسمي للكنيسة الكلدانية، في بيان رسمي له، نُشر عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الأسقف سهدونا ولد في قرية هَلمون أو حلمون على بعد 40 كم غربي مدينة العمادية، أيام الملك كسرى الثاني برويز (590-628)، وتلقى تعليمه الأول في دير مار إيثالاها في مدينة دهوك، وواصل تحصيله العلمي العالي في مدرسة نصيبين الشهيرة، وبعد ذلك قصد دير بيت عابي (عقرة) وترهَّب على يد مؤسسه يعقوب نفسه.
وفي سنة 629-630 اُختير اُسقفًا لأبرشية (ماحوزي داريون) التابعة لمطرانية كركوك. ونشاهده في عداد الوفد فوق العادة الذي أرسله الفرس عام 630، برئاسة البطريرك ايشوعياب الثاني، لعقد معاهدة السلام مع الرومان.، وما أن عاد الاُسقف الجديد الى كرسيّه حتى راح يُعلن جهارًا اتجاهه اللاهوتي المسيحي، مما أثار سُخط البطريرك مار اَمه (646-649)، فعزله من أبرشيتِهِ، عندها قصد سهدونا الرها، حيث عاش زاهدًا وحدانيًا ثم عاد الى المنطقة حيث قضى سني حياته في النسك والكتابة.