العودة الآمنة.. كيف يمكن فتح دور الحضانة من جديد فى عصر «كورونا»؟
قالت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، إنه من الوارد فتح دور الحضانة المرخصة بعد نحو أسبوعين، فى حال «إيجاد وتنفيذ السبل الاحترازية والنظافة اللازمة».
ورغم أن تصريحات وزيرة التضامن الاجتماعى تأتى اتساقًا مع اتجاه الدولة لإعادة العمل فى الكثير من القطاعات مرة أخرى، فى إطار خطة كاملة للتعايش مع فيروس «كورونا المستجد» بعد توقف دام شهورًا، أثار الأمر تساؤلًا حول مدى جاهزية الحضانات لتلك العودة.
«الدستور» تلتقى فيما يلى مجموعة من أصحاب الحضانات والعاملين بها والأمهات والأطباء المتخصصين، لرصد آرائهم حول عودة الحضانات للعمل من جديد.
مُلاكها: الرجوع ينهى ملل الأطفال بسبب الحظر.. ونعد بتطبيق كل الإجراءات الاحترازية
رحب مصطفى أحمد صالح، صاحب إحدى دور الحضانات فى حى إمبابة بالجيزة، بإعلان وزارة التضامن الاجتماعى احتمالية عودة دور الحضانة للعمل قريبًا، بشرط اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من «كورونا».
وقال «صالح»: «القرار صائب جدًا من وجهة نظرى، خاصة أن الأطفال وصلوا لمرحلة الملل والاكتئاب نتيجة عدم خروجهم من المنازل لفترات طويلة، فى ظل انتشار الفيروس، وهو أمر يخالف طبيعة الطفل الذى يحب الخروج واللعب وتغيير الأماكن بشكل دائم».
وأضاف: «طول فترة الجلوس فى المنازل دفع الكثير من الأطفال للخروج واللعب فى الشارع، واختراق ساعات الحظر، ما يزيد من خطر تعرضهم للإصابة بالفيروس، لذا من الأفضل إعادة فتح الحضانات المرخصة، لأنها يمكن السيطرة عليها وإلزامها بتطبيق الإجراءات واستخدام وسائل حماية الأطفال، مع توفير اللعب والمتعة والمكان الآمن أيضًا».
ووعد بأن يلتزم فى الحضانة التى يملكها باتباع إجراءات السلامة، مع التعقيم الدورى لكل الغرف والأدوات، والحرص على نظافة الأطفال، والتزام العاملين بارتداء الكمامات، حرصًا على سلامة الجميع، خاصة أن الأطفال يمكنهم أن ينقلوا العدوى للكبار.
واتفقت حسيبة هلال أحمد، إحدى مشرفات الحضانة ذاتها، على أن عودة الحضانات للعمل تعتبر قرارًا فى مصلحة الجميع، سواء الأسر والأطفال أو أصحاب الحضانات والعاملين فيها بالتأكيد، بعد أن فقد الكثير من الأسر مصدر دخلها بغلق هذه الحضانات، معتبرة أن القرار يتماشى مع خطة الدولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها، والتعايش مع «كورونا»، بشرط التزام جميع المواطنين بتطبيق الإجراءات الوقائية لمنع انتشار عدوى الوباء.
وأوضحت: «فى حال عودة الأمهات للعمل فلا بد من عودة الحضانات، فمن الذى سيهتم بالأطفال عندما يذهب الأب والأم للعمل؟.. لا يوجد مكان آمن للأطفال أكثر من الحضانات، وكل أسرة قادرة على اختيار الحضانة حسنة السمعة والأكثر نظافة والقريبة من المنزل بدلًا من التنقل بالأطفال عبر المواصلات العامة، أو تركهم مع أحد الأقارب، الأمر الذى قد ينشر عدوى كورونا».
وشددت على ضرورة أن يلتزم جميع العاملين فى الحضانات بالإجراءات الوقائية حال عودتها للعمل، حرصًا على سلامتهم وسلامة الأطفال، مضيفة: «إحنا بنشتغل فى الحضانة ولازم نخاف على صحتنا إحنا كمان».
وبينت أن من بين الإجراءات الواجب اتباعها فى الحضانات: تقليص عدد الأطفال المقبولين بها إلى حد يسمح باتباع سياسة «التباعد الاجتماعى» بينهم، وتقليص الأنشطة الترفيهية التى تحتاج إلى تجمعهم، والاقتصار على الألعاب الفردية، منعًا لاحتمالية انتشار الوباء، إضافة إلى التطهير المستمر للحضانة من الداخل، خاصة دورات المياه بها، وأيضًا إلزام جميع العاملين بارتداء الكمامة طوال فترات العمل، مع التهوية الجيدة للحضانة».
فى المقابل، تحفظت ابتسام عامر، صاحبة إحدى دور الحضانات فى مدينة ٦ أكتوبر بالجيزة، على إعادة فتح الحضانات، معتبرة أن «أولياء الأمور لن يغامروا بصحة أطفالهم عبر إرسالهم إلى دور الحضانة فى الوقت الراهن».
وقالت «ابتسام»: «كمديرة ومالكة للحضانة سأجرى أعمال التطهير والتعقيم بشكل أكبر مما كان قبل، فى ظل ظروف الوباء، لكن ذلك يزيد من التكلفة والأعباء المالية، كما أنه من غير المضمون استقبال نفس عدد الأطفال الذين كنا نستقبلهم من قبل، ما يعنى أنه أصبح من الصعب تغطية مصاريف الحضانة والإيجار ورواتب العاملين وغيرها من المصروفات».
وأضافت: «فى ظل الزيادة الكبيرة فى أعداد الإصابات اليومية وكثرة الوفيات، سيكون من الصعب على كثير من الأمهات إرسال أبنائهن إلى الحضانة، خاصة أن كثيرًا من القطاعات أتاحت الفرصة للأمهات للبقاء بالمنازل، لذا ففتح الحضانات لن يكون قرارًا صحيحًا فى ظل هذه الظروف».
الأمهات العاملات: بعضنا مضطر.. ونطالب بتحقيق أعلى مستوى النظافة
وعن رأى أمهات الأطفال فى عودة الحضانات، قالت دعاء حسين السيد، ربة منزل وأم، إنه من الصعب حاليًا أن تأمن الأمهات على عودة الأطفال مرة أخرى إلى الحضانات، لأن فرصة تعرضهم للإصابة بفيروس «كورونا» ستبقى قائمة، خاصة فى ظل صعوبة السيطرة عليهم، وتوجيههم باتباع قواعد الحماية من ارتداء كمامات وغيره نظرًا لصغر سنهم.
لكنها أشارت إلى «اضطرار» بعض الأمهات العاملات مع عودتهم لأعمالهن إلى ترك أطفالهن فى الحضانات، نظرًا لصعوبة توفير أماكن، وفى هذه الحالة فإن الأمر يحتاج لاختيار حضانات على أعلى مستوى من الاهتمام بالنظافة ورعاية الأطفال.
ورفضت رحاب مصطفى، مدرسة لغة فرنسية، خروج أطفالها من المنزل فى ظل جائحة «كورونا»، قائلة: «أنا أخاف على نفسى وأطفالى، ومعظم الشعب المصرى أصبح خائفًا حتى من أسرته، لذا من واجبى أن أحمى نفسى وأحمى غيرى، وأبعد عن أماكن التجمعات، خاصة الأطفال لأن مناعتهم ضعيفة».
أطباء: غالبيتها «غير مطابقة للمواصفات» بسبب ضيق المساحة وضعف التهوية
لا يرى الدكتور على بيومى، رئيس قسم الأطفال بمستشفى «مصر للطيران»، خطورة فى عودة الأطفال إلى الحضانات، لكن بشرط اتباع جميع الإجراءات الوقائية لحمايتهم، منوهًا بأن الأطفال هم الأقل عرضة للإصابة بالفيروس نتيجة التطعيمات التحصينية التى يحصلون عليها، الأمر الذى يلزم الاهتمام بصحة البالغين المحاطين بهؤلاء الأطفال نظرًا لأنهم أكثر عرضة للعدوى بالفيروس.
وشدد الدكتور محمود عبدالمجيد، المدير الأسبق لمستشفى الصدر بالعباسية، على ضرورة اتباع إجراءات وقائية شديدة على الحضانات فى حال عودتها إلى العمل، نظرًا لما يحمله القرار من خطورة انتشار العدوى بين الأطفال، الذين لا يملكون الوعى الكافى للحفاظ على «التباعد الاجتماعى» وعدم الاقتراب من الآخرين، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة.
وأوضح «عبدالمجيد» أن الأطفال المصابين بـ«الإنفلونزا العادية» تزداد أعدادهم مع بدء الموسم الدراسى، نتيجة الاختلاط الكبير الذى يحدث خلال اليوم الدراسى فى المدارس، ما يعطى مؤشرًا واضحًا لخطورة احتمالية زيادة حالات الإصابة بفيروس «كورونا» جراء فتح حضانات الأطفال، الذين قد يصابون بالفيروس نتيجة الاختلاط مع مشرفى الحضانات والأطفال الآخرين، لافتًا إلى أن الخطورة تكمن فى احتمالية نقل العدوى بعد العودة من الحضانة لجميع من فى المنزل، بمن فيهم كبار السن من جدود هؤلاء الأطفال.
واعتبر أن غالبية الحضانات الموجودة بالفعل «غير مطابقة للمواصفات»، وليست بها تهوية جيدة، فضلًا عن مساحتها الصغيرة، الأمر الذى سيؤدى إلى ازدحام الأطفال فى غرفة واحدة أو اثنتين على الأكثر.
لذلك رأت الدكتورة نهى أبوالوفا، استشارى طب الأطفال، أن قرار عودة الحضانات مرة أخرى للعمل قد يكون قرارًا متسرعًا، خاصة مع انتشار الفيروس، معقبة: «لكن فى حال اضطررنا إلى ذلك فعلينا اتباع كل الأساليب الوقائية للحفاظ على هؤلاء الأطفال والمخالطين لهم».
وشددت على ضرورة أن يلتزم جميع العاملين فى الحضانات بالإجراءات الوقائية حال عودتها للعمل، حرصًا على سلامتهم وسلامة الأطفال، مضيفة: «إحنا بنشتغل فى الحضانة ولازم نخاف على صحتنا إحنا كمان».
وبينت أن من بين الإجراءات الواجب اتباعها فى الحضانات: تقليص عدد الأطفال المقبولين بها إلى حد يسمح باتباع سياسة «التباعد الاجتماعى» بينهم، وتقليص الأنشطة الترفيهية التى تحتاج إلى تجمعهم، والاقتصار على الألعاب الفردية، منعًا لاحتمالية انتشار الوباء، إضافة إلى التطهير المستمر للحضانة من الداخل، خاصة دورات المياه بها، وأيضًا إلزام جميع العاملين بارتداء الكمامة طوال فترات العمل، مع التهوية الجيدة للحضانة».
فى المقابل، تحفظت ابتسام عامر، صاحبة إحدى دور الحضانات فى مدينة ٦ أكتوبر بالجيزة، على إعادة فتح الحضانات، معتبرة أن «أولياء الأمور لن يغامروا بصحة أطفالهم عبر إرسالهم إلى دور الحضانة فى الوقت الراهن».
وقالت «ابتسام»: «كمديرة ومالكة للحضانة سأجرى أعمال التطهير والتعقيم بشكل أكبر مما كان قبل، فى ظل ظروف الوباء، لكن ذلك يزيد من التكلفة والأعباء المالية، كما أنه من غير المضمون استقبال نفس عدد الأطفال الذين كنا نستقبلهم من قبل، ما يعنى أنه أصبح من الصعب تغطية مصاريف الحضانة والإيجار ورواتب العاملين وغيرها من المصروفات».
وأضافت: «فى ظل الزيادة الكبيرة فى أعداد الإصابات اليومية وكثرة الوفيات، سيكون من الصعب على كثير من الأمهات إرسال أبنائهن إلى الحضانة، خاصة أن كثيرًا من القطاعات أتاحت الفرصة للأمهات للبقاء بالمنازل، لذا ففتح الحضانات لن يكون قرارًا صحيحًا فى ظل هذه الظروف».
الأمهات العاملات: بعضنا مضطر.. ونطالب بتحقيق أعلى مستوى النظافة
وعن رأى أمهات الأطفال فى عودة الحضانات، قالت دعاء حسين السيد، ربة منزل وأم، إنه من الصعب حاليًا أن تأمن الأمهات على عودة الأطفال مرة أخرى إلى الحضانات، لأن فرصة تعرضهم للإصابة بفيروس «كورونا» ستبقى قائمة، خاصة فى ظل صعوبة السيطرة عليهم، وتوجيههم باتباع قواعد الحماية من ارتداء كمامات وغيره نظرًا لصغر سنهم.
لكنها أشارت إلى «اضطرار» بعض الأمهات العاملات مع عودتهم لأعمالهن إلى ترك أطفالهن فى الحضانات، نظرًا لصعوبة توفير أماكن، وفى هذه الحالة فإن الأمر يحتاج لاختيار حضانات على أعلى مستوى من الاهتمام بالنظافة ورعاية الأطفال.
ورفضت رحاب مصطفى، مدرسة لغة فرنسية، خروج أطفالها من المنزل فى ظل جائحة «كورونا»، قائلة: «أنا أخاف على نفسى وأطفالى، ومعظم الشعب المصرى أصبح خائفًا حتى من أسرته، لذا من واجبى أن أحمى نفسى وأحمى غيرى، وأبعد عن أماكن التجمعات، خاصة الأطفال لأن مناعتهم ضعيفة».
أطباء: غالبيتها «غير مطابقة للمواصفات» بسبب ضيق المساحة وضعف التهوية
لا يرى الدكتور على بيومى، رئيس قسم الأطفال بمستشفى «مصر للطيران»، خطورة فى عودة الأطفال إلى الحضانات، لكن بشرط اتباع جميع الإجراءات الوقائية لحمايتهم، منوهًا بأن الأطفال هم الأقل عرضة للإصابة بالفيروس نتيجة التطعيمات التحصينية التى يحصلون عليها، الأمر الذى يلزم الاهتمام بصحة البالغين المحاطين بهؤلاء الأطفال نظرًا لأنهم أكثر عرضة للعدوى بالفيروس.
وشدد الدكتور محمود عبدالمجيد، المدير الأسبق لمستشفى الصدر بالعباسية، على ضرورة اتباع إجراءات وقائية شديدة على الحضانات فى حال عودتها إلى العمل، نظرًا لما يحمله القرار من خطورة انتشار العدوى بين الأطفال، الذين لا يملكون الوعى الكافى للحفاظ على «التباعد الاجتماعى» وعدم الاقتراب من الآخرين، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة.
وأوضح «عبدالمجيد» أن الأطفال المصابين بـ«الإنفلونزا العادية» تزداد أعدادهم مع بدء الموسم الدراسى، نتيجة الاختلاط الكبير الذى يحدث خلال اليوم الدراسى فى المدارس، ما يعطى مؤشرًا واضحًا لخطورة احتمالية زيادة حالات الإصابة بفيروس «كورونا» جراء فتح حضانات الأطفال، الذين قد يصابون بالفيروس نتيجة الاختلاط مع مشرفى الحضانات والأطفال الآخرين، لافتًا إلى أن الخطورة تكمن فى احتمالية نقل العدوى بعد العودة من الحضانة لجميع من فى المنزل، بمن فيهم كبار السن من جدود هؤلاء الأطفال.
واعتبر أن غالبية الحضانات الموجودة بالفعل «غير مطابقة للمواصفات»، وليست بها تهوية جيدة، فضلًا عن مساحتها الصغيرة، الأمر الذى سيؤدى إلى ازدحام الأطفال فى غرفة واحدة أو اثنتين على الأكثر.
لذلك رأت الدكتورة نهى أبوالوفا، استشارى طب الأطفال، أن قرار عودة الحضانات مرة أخرى للعمل قد يكون قرارًا متسرعًا، خاصة مع انتشار الفيروس، معقبة: «لكن فى حال اضطررنا إلى ذلك فعلينا اتباع كل الأساليب الوقائية للحفاظ على هؤلاء الأطفال والمخالطين لهم».