«الصفقة الحرام».. لماذا لن تساعد الـ15 مليار دولار القطرية الاقتصاد التركي؟
أكد البنك المركزي التركي وصول 15 مليار دولار من الدوحة اليوم الجمعة، والتي جاءت على خلفية صفقة بين أمير قطر تميم بن حامد والرئيس رجب طيب أردوغان ضمن حلول تلجأ لها أنقرة لإنقاذها اقتصادها من أزمة ديون، ولكن أكد الكثير من الخبراء أن تلك الصفقة الحرام التي يستقطعها الأول من قوت شعبه، ويلقيها في جيوب الثاني، لن تساعد كثيرا في تخفيف الصدمات الاقتصادية الناتجة عن وباء فيروس كورونا في تركيا.
ويرصد "الدستور" في سياق السطور الآتية لماذا لن تنفع الـ 15 مليار دولار الاقتصاد التركي؟
-خبراء الاقتصاد غير متفائلون بالصفقة
أكد خبراء اقتصاد في تصريحات لموقع "المونيتور" الأمريكي أن رفع قيمة صفقة المقايضة المالية التي عقدها البنك المركزي التركي مع الحكومة القطرية إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه لتصل إلى 15 مليار دولار، لن يفيد كثيرا المشكلة الاقتصادية التي تعاني منها تركيا.
ونقل الموقع عن سيلفا ديميرالب، أستاذ الاقتصاد في جامعة كوك ومدير منتدى البحوث الاقتصادية بجامعة كوك-توسياد، قوله "إن الصفقة يمكن أن توازن الزيادة في المعروض من النقود المحلية بالعملة الأجنبية، وتساعد في وقف انخفاض قيمة الليرة، لكنها لن تقلل من الصعوبات التي يواجهها البنك المركزي التركي في تحفيز الاقتصاد وسط الانكماش العالمي".
وأضاف في حديثه مع "المونيتور"، أن الوضع يعد الأكثر تحديًا في الأسواق الناشئة لأن دعم التبادل التجاري بالعملات الوطنية، يمكن أن يأتي على حساب التداول بالدولار، ما يهدد بتحويل السياسات الداعمة للنمو لسبب يغذي الطلب على الدولار.
كما عبر وولف بيكولي، الرئيس المشارك ومحلل المخاطر السياسية في Teneo Intelligence عن عدم تفاؤله بالصفقة، قائلًا إن المسؤولين الأتراك "عادوا إلى الحيل المعتادة"، وأنه يتوقع الإعلان عن قطع سعر الفائدة الجديد من البنك المركزي التركي، الذي خفض أسعار الفائدة الرئيسية ثماني مرات في العام الماضي للحفاظ على تدفق الائتمان.
- تعمل على كسب الوقت فقط وليس حل الأزمة
وأضاف " بيكولي" لـ "المونيتور": "قد يسمح زيادة خطوط مقايضة العملة لتركيا بكسب الوقت، لكنه بالتأكيد ليس حلًا"، مؤكدا أنه "كالعادة، تفضل السلطات التركية الهروب على التعامل مع المشاكل الهيكلية الحقيقية".
وأشار الموقع الأمريكي إلى أنه لا تزال هناك تساؤلات حول مدى الدعم الأجنبي الذي سيطلبه المسؤولون الأتراك وسط تزايد تفشي الوباء في البلاد، حيث لا تزال مفاوضات القادة السياسيون المفاوضات مع صندوق النقد الدولي على الطاولة.
واختتم الموقع تقريره بنقله عن سنان أولجن، رئيس المركز التركي المقيم في إسطنبول، قوله إنه على الرغم من أن الصفقة القطرية قد تساعد في وقف الضغط التضخمي على الليرة التركية على المدى القصير، لكن من الواضح أن الدعم سيأتي بشروط ليست الحكومة مستعدة لقبولها، وهو ما يجعل الحكومة تواصل البحث عن سبل لعكس التباطؤ الاقتصادي في الأشهر المقبلة.
-صفقة تعكس الوجه الحقيقي للعلاقة بين تميم وأردوغان
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "آراب ويكلي" البريطانية إن صفقة المقايضة المالية التي عقدها البنك المركزي التركي مع الحكومة القطرية بالحصول على 15 مليار دولار، ضمن حلول تلجأ لها أنقرة لإنعاش الاقتصاد التركي والحفاظ على الليرة التركية من الانهيار، تعكس مدى اعتماد أردوغان المتزايد على الدوحة في الحماية الاقتصادية وتمويل تحركاته العسكرية في سوريا وليبيا وخدمة أجندة الإخوان في المنطقة.
- تمويل أجندات الإخوان
وأوضح التقرير، أنه في السنوات الأخيرة، وجد القطريون أردوغان شريكًا موثوقًا به في تعزيز أجندتهم الإسلامية من خلال دعمه لشبكة واسعة من فروع جماعة الإخوان الإرهابية في جميع أنحاء العالم، مؤكدا أن هدف قطر والإخوان يعد واحدا، ألا وهو استهداف أمن واستقرار الدول العربية من خلال حملات عدائية أو تدخلات عسكرية مباشرة، كما هو الحال في سوريا وليبيا.