«المشاط»: التعاون يتيح تبادل الخبرات وتصميم سياسات وطنية بناءة
شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، فى حوار نظمته أكاديمية الدبلوماسيين الشباب الأوروبية في بولندا تحت عنوان "الأوبئة.. إحياء التعاون متعدد الأطراف وتعزيز التنسيق"، بحضور 80 طالبا بالأكاديمية، وذلك لإطلاع الشباب على الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وضمان ألا يؤثر ذلك على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقالت الوزيرة إنه لا يمكن لأي دولة أن تبقى معزولة بنفسها وهذا أكثر وضوحا اليوم فى ظل أزمة فيروس كورونا، حيث نرى تكاتف جميع المجتمعات فى مواجهة معضلة مشتركة وهى الوباء بغض النظر عن البعد الجغرافي، ولطالما كنت من أشد المدافعين عن التعاون متعدد الأطراف، لأنه يتيح الفرص لتبادل الخبرات المشتركة، والتعلم من التجارب الناجحة والإخفاقات ايضًا، وهذا بدوره يسهم في تصميم سياسة عامة وطنية بناءة تستوعب مصالح جميع الأطراف ذات الصلة لتعظيم المصلحة الوطنية، ويجب مواصلة العمل معا للاستجابة لهذا التحدي العالمي وإعادة البناء من أجل التنمية الاقتصادية الشاملة.
وأوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن الوزارة تدرك أن فيروس كورونا لا يجب أن يؤثر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لذلك أطلقت وزارة التعاون الدولي، رؤية جديدة لسرد المشاركات الدولية لجهود مكافحة تفشي فيروس كورونا، تتركز على 3 محاور رئيسية هي "المواطن محور الاهتمام"، والمشروعات الجارية"، و"الهدف هو القوة الدافعة" من أجل تسليط الضوء على الشراكة التنموية بما يحقق التنمية المستدامة التي تمثل أولوية على مستوى جميع القطاعات.
وإبراز قصص النجاح بين مصر وشركائها فى التنمية فى مختلف المشروعات التنموية، والتى ساعدت على تعزيز النمو الشامل بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وردا على سؤال حول الجهود التى تقوم بها مصر لمواجهة فيروس كورونا، أشارت الوزيرة إلى أن أزمة فيروس كورونا تدفع بالتعجيل بالإصلاحات الهيكلية العامة المتعلقة بالحماية الاجتماعية، والعمالة غير المنتظمة، وتفعيل الشمول المالي، والانتقال من القطاع غير الرسمي إلى القطاع الرسمي.
وردا على سؤال حول تأثيرات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على العالم، قالت الوزيرة، إن الشيء الإيجابي هو إثبات المواطنين والطلاب القدرة على العمل والدراسة من المنزل، وهو ما أدى إلى عدم إهدار الوقت والجهد أثناء انتقالهم من منزلهم إلى أماكن عملهم، وانعكس ليصبح الكثيرون منتجين أكثر من قبل، كما أن أزمة الفيروس ألقت الضوء على أهمية زيادة الإنتاج المحلي والاعتماد على سلاسل التوريدات المحلية والإقليمية بدل من سلاسل الإنتاج والتوريدات العالمية.
وتحدثت الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط عن التحديات التى تواجه القارة الإفريقية مع أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19)، مشيرة إلى دور الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى فى مساندة الدول الإفريقية للتغلب على هذه التحديات، موضحة أن مصر أثناء توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي حتى فبراير الماضي، طالبت المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بتخفيف أزمة الديون عن الدول الإفريقية النامية.
وحول مساعدة اللاجئين داخل مصر على التعامل مع أزمة "كورونا"، أوضحت الوزيرة، أن مصر لا تطلق عليهم لاجئين فهناك 5 ملايين شخص من عدة دول عربية، وهم يعيشون بجانب المصريين ويتقاسمون معهم سبل المعيشة.
وردا على سؤال حول عوامل النجاح بالنسبة للوزيرة بصفتها من القيادات الشابة حول العالم، قالت الدكتورة رانيا المشاط، أنها تؤمن باربع مبادئ وهى أولها التخصص والكفاءة، ثانيا الاتصال والتواصل مع مختلف الشخصيات والمستويات بالعمل حيث يكون للتواصل مردود إيجابي على الفرد، ثالثا الثقة فى النفس من خلال اكتساب الخبرة، ورابعًا الشخصية الجذابة أو الإلهام وجذب الانتباه فلكل مقام مقال، وبالتالي سيكون للفرد التأثير المرجو منه على الجميع، موضحة أنها تحرص دائمًا على تطبيق هذه المبادئ وتعليمها.
ودعت الوزيرة شباب الأكاديمية لأن يكونوا متفائلين بقدرتهم على النجاح، ويفكرون دائما فى تحقيق طموحاتهم وأحلامهم مهما كانت التحديات.