رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أيا صوفيا» والختمة السريعة.. كيف يتاجر أردوغان بالدين لتحقيق أطماعه السياسية؟

أردوغان
أردوغان

قال موقع المونيتور الأمريكي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مازال يلتف على الدين لتحقيق أغراضه وطموحاته السياسية، فهو يواصل اللعب بين نشر دعايا وأنباء تفيد بتحويل متحف أيا صوفيا لمسجد وبين نشر مقاطع فيديو له وهو يرتل القرآن الكريم.

• تغريدة صوفيا
ونشر رئيس الاتصالات الرئاسية، فاهرتين ألتون، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، في 10 مايو الجاري يقول فيها إنه يلزم القليل من الوقت من أجل تحويل متحف أيا صوفيا لمسجد.

يذكر أن متحف آيا صوفيا كان كنيسة خلال العصر البيزنطي في 537 وظل كنيسة لمدة 916 سنة قبل غزو العثمانيين اسطنبول في 29 مايو 1453، حيث تم تحويله لمسجد في نفس اليوم، لكن بعد نصف الألفية تقريبًا، وتحديدًا في 24 نوفمبر 1934، أصبح آيا صوفيا متحفًا بموجب مرسوم صادر عن مجلس الوزراء في ظل الجمهورية التركية الحديثة.

وبالتالي، فإن إعادة آيا صوفيا إلى مسجد كان بمثابة شحذ لهمم الجماعات الإسلامية، لاسيما وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يتبع جماعة الإخوان الإرهابية.

• أردوغان يتلو القرآن
وتابع الموقع الأمريكي رصده بأنه بعد يوم واحد من تغريدة ألتون، تم نشر مقطع فيديو للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يقرأ القرآن حيث أظهر أردوغان جالسًا على مكتب وهو يختم القرآن الكريم بصوت عال باللغة العربية في شهر رمضان، بينما تعجب رواد مواقع التواصل كيف يصل أردوغان للجزء الخامس والعشرين من القرآن الكريم في اليوم الثامن عشر من رمضان.

وقال المونيتور إن الفيديو يعتبر مثال صارخ على كيفية استغلال الدين في السياسة في تركيا، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تم فيها تصوير أردوغان وهو يقرأ القرآن، إلاّ أن مقطع الفيديو اكتسب أهمية أكبر بالتزامن مع تغريدة التون عن آيا صوفيا.

• مواقف سابقة استغل فيها أردوغان الدين

وقال المونيتور إن أردوغان دائم استغلال الدين في السياسة، ففي تجمع حاشد في 16 مارس 2019، عرض الرئيس التركي على شاشة عملاقة من لقطات من مذابح المسجد في كرايستشيرش، نيوزيلندا، والتي قام المهاجم نفسه ببثها في اليوم السابق.

وفي خطاب ألقاه في اسطنبول، في 26 مارس 2019، أكد أردوغان عزمه على "إعادة آيا صوفيا إلى مسجد.

مع ذلك، فقد رشح أردوغان لمنصب عمدة أسطنبول، ليقتنص بينالي يلدريم السباق بفوز ساحق وبفارق 18 ألف صوت، بينما رفض أردوغان الاعتراف بالهزيمة، ما أجبر على إعادة التصويت في 23 يونيو، وارتفع هامش فوز المعارضة إلى أكثر من 800 ألف صوت هذه المرة، ما حول خسارة أردوغان لإسطنبول إلى كارثة كاملة.

لماذا يلعب أردوغان بالدين الآن؟

وقال المونيتور إن أردوغان يحاول، الآن، اللعب بالدين من أجل تحقيق منفعته السياسية لعدة أسباب منها إسكات المسلمين الرافضين لفكرة غلق المساجد في الوقت الذي تم فيه فتح مراكز التسوق، وقد يرجع استغلال أردوغان الآن للدين إلى أن الحكومة تحاول استخدام الدين لقمع التذمر في قاعدة الناخبين لاسيما مع تفاقم الوباء والاضطراب الاقتصادي في تركيا.

وقد يكون استغلال أردوغان للدين بمثابة تمهيد لإجراء انتخابات مبكرة، والتي يود الاحتفاظ بها كخيار للطوارئ على استعداد للاحتفاظ بقبضته على السلطة؟