كارثة لأسر فى الإسكندرية ولا أحد يستمع لهم
لا شك أن انهيار عمارة هو كارثة لساكنيها من جميع النواحى، ولا أتصور أن يترك مواطنون مصريون من قبل المسئولين، أو من قبل من هم فى الحكومة بدون أن يتحرك أحد لمحاسبة المخطئين، أو لتعويض المتضررين من هذه الكارثة المروعة.
أقول هذا لأنه فور انهيار عمارة سيدى جابر بالإسكندرية فى شهر أغسطس الماضى توقع الجميع أن تتحرك المحافظة لإيواء الأسر المنكوبة، وإنقاذهم من مأساتهم الفجائية.
لكن للأسف لم يتحرك أحد حتى الآن من محافظة الإسكندرية لإنقاذ أسر انهارت عمارتهم وضاعت ممتلكاتهم، ووجدوا أنفسهم بلا مأوى، وبلا نقود، وبلا متاع، وبلا رعاية من مسئول حكومى، وتقول السيناريست سامية جمال وهى ربة أسرة كانت تقطن العقار المنهار بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية، إنه كان يجرى بناء عمارة لصيقة بهم، ولكن كان هناك خطأ فى دق الخوازيق والأساسات، ورغم شكوى السكان من خطورة ما يجرى، إلا أن مالكى العقار الذى كان يتم بناؤه تجاهلوا كل الشكاوى والتحذيرات، مما أدى إلى انهيار العمارة.
إن سامية جمال لديها ابنتان وابن وزوج، أى أسرة بأكملها الآن بلا مأوى وبلا نقود، كل ما تم صرفه لها إعانة حكومية هزيلة لا تتناسب مع حجم الكارثة المروعة، إذ صرفت محافظة الإسكندرية لكل أسرة مبلغ ١٠٠٠ جنيه مصرى كإعانة عاجلة، وتم تحديد موعد لها للقاء المحافظ اللواء طارق المهدى فى يوم ٧ من الشهر المقبل.
وإذا كنا بصدد بناء مصر جديدة على أسس سليمة، فلا يصح أن نحول انتماء أسرة بأكملها لهذا الوطن إلى حالة من المرارة أمام تجاهل المحافظة لإيجاد مخرج بإيوائهم مكانًا يتناسب معهم هم وغيرهم من المتضررين.
لهذا فإننى أتساءل، أليس من الواجب أن يتم الالتفات إلى هذه الأسر السكندرية التى تعيش بلا مأوى منذ شهرين وأكثر؟
إننى أطالب اللواء طارق المهدى بسرعة إيجاد مساكن مناسبة لهذه الأسر السكندرية، ويمكن أن يكون ذلك من خلال اتصال مع المهندس ابراهيم محلب وزير الإسكان لإيجاد حل سريع وعاجل لإنقاذ ١٣ أسرة من الانهيار والضياع، أما من يملكون العقار الذى أسفر عن انهيار عقار هم، فلم تنلهم يد المحاسبة، ولم يتقدموا لتعويض الأسر المتضررة، إن على الدولة أن تعطيهم حقهم، وإلا فيكف نطالب الأسر من الطبقة المتوسطة المتعلمة بأن تشارك فى بناء الوطن، وأن تهم بالعمل والإنتاج، بينما هم يواجهون التجاهل لحقوقهم من الحكومة كمواطنين شرفاء؟
إن هناك حالة من التراخى من قبل بعض أعضاء الحكومة الحالية، وهذا الأمر يحسه المواطن العادى فى كثير من المجالات، ولا شك أن يد الدولة لابد أن تمتد لتحنو على المواطنين الذين أنهكتهم الفوضى، وأنهكتهم البطالة وفقدان الأمن والتباطؤ فى الخدمات وخاصة فى الخدمات المباشرة فى أحياء مصر، إننا فى حاجة إلى صحوة من المسئولين، والإحساس بأن الحكومة تعمل فى خدمة الوطن والمواطن، ويا د. ببلاوى نريد توجيهات للمحافظين والوزراء للاهتمام بالمواطنين لأن هذا واجبهم وهذا دورهم كحكومة انتقالية.
هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.