السيسي: الآلية الإفريقية لا تخضع لتدخلات من داخل أو خارج القارة
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، إن الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء تتمتع باستقلالية في عملها ولا تخضع لتدخلات من داخل أو خارج القارة، الأمر الذي يؤكد العزيمة الصادقة لشعوب وقادة القارة بالدفع نحو عملية الإصلاح الذاتي وتعزيز قيم الديمقراطية وسيادة القانون واحترام المواطن وحقوقه.
وأضاف السيسي، في كلمته أمام قمة منتدى الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء بأديس أبابا، أن الآلية تتعامل بكل جدية مع التحديات التي تواجه دولنا لتفسح المجال أمام قدرات أبنائها لتشييد مستقبل أفضل لأنفسهم يستند في الأساس إلى قدراتهم الذاتية، بمساندة الأصدقاء الذين يتطلعون للتعاون مع دول القارة على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة والتفهم الكامل لخصوصية مسيرة الدول الإفريقية نحو التقدم والرخاء.
وتابع السيسي، في نص كلمته بافتتاح قمة منتدى الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء: "إنه ليسعدني ويشرفني أن أتواجد اليوم في هذا المحفل الجليل لمواصلة حلقة جديدة من عملنا الإفريقي المشترك نحو توطيد التزامنا بمبادئ الاتحاد الإفريقي ذات الصلة بالحوكمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلًا عن تطوير الأدوات المناسبة لتقييم أداء ودعم برامج الدول الإفريقية في هذا المجال، الأمر الذي يدعم بلا شك جهود تحقيق تطلعات شعوبنا ويعزز ثقتها في الخطوات التي نتخذها نحو مستقبل أفضل تنعم فيه شعوبنا بالسلام وعوائد التنمية المستدامة والرخاء والاستقرار".
واستطرد: "كما أود في هذه المناسبة أن أشيد بالقيادة الحكيمة لأخي فخامة الرئيس إدريس ديبي لمنتدى الدول الأعضاء بالآلية الإفريقية لمراجعة النظراء، والجهود التي بذلها فخامته في إطار دور المنتدى لتسهيل وتيسير تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين دولنا لتعزيز استقرار حالة الأمن والسلم، وتحقيق التنمية من خلال ترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة في مختلف المجالات، وبهذه المناسبة يهمني أيضًا أن أنوه بدور أخي فخامة الرئيس أوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا في إعادة تنشيط الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء".
وأضاف: "لقد تأسست الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء على إرادة إفريقية خالصة تجسد مبدأنا الراسخ (الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية)، فهي تتمتع باستقلالية في عملها، ولا تخضع لتدخلات من داخل أو خارج القارة، الأمر الذي يؤكد العزيمة الصادقة لشعوب وقادة القارة بالدفع نحو عملية الإصلاح الذاتي وتعزيز قيم الديمقراطية، وسيادة القانون واحترام المواطن وحقوقه، كما تتعامل الآلية بكل جدية مع التحديات التي تواجه دولنا لتفسح المجال أمام قدرات أبنائها لتشييد مستقبل أفضل لأنفسهم يستند في الأساس إلى قدراتهم الذاتية، وذلك بمساندة الأصدقاء الذين يتطلعون للتعاون مع دول القارة على أسس الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة والتفهم الكامل لخصوصية مسيرة الدول الإفريقية نحو التقدم والرخاء، وفي هذا الإطار، يأتي دمج الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء ضمن أجهزة الاتحاد الإفريقي بشكل مؤسسي انطلاقًا من إيماننا بأهمية تقوية دور الآلية ومساهمتها في تحقيق تطلعات شعوبنا في شتى المجالات، ولهذا فقد حرصنا على تسخير كافة السبل لضمان استفادة الدول الأعضاء مما تتيحه الآلية من مجال لتبادل الخبرات فيما بين الدول الأعضاء".
وجاء بكلمة الرئيس: "إن التزام الدول الأعضاء في الآلية بإتمام عمليات المراجعة، ما هو إلا دليل على صدق الجهود لتعميق عملية الإصلاح الشامل في القارة الإفريقية، وعلى حرصنا على والالتزام بتنفيذ ما تضمنته أجندتنا التنموية من أهداف، والتي لن تتحقق إلا من خلال إرساء مبادئ الحوكمة الرشيدة التي تمثل عنصرًا ضروريًا لبناء دولة وطنية قوية، كما أن إتمام عمليات المراجعة الطوعية للدول الأعضاء في الآلية بما يتضمنه من إنجازات في مختلف مجالات التقييم ستشجع دون شك الدول الأخرى غير الأعضاء بالآلية للانضمام لها للاستفادة من هذه التجربة الإفريقية الناجحة على الصعيدين الوطني والقاري، وأود الإشارة إلى أن اجتماعنا اليوم يمثل فرصة هامة للتذكير بما استطعنا تحقيقه، كما أنه يضع نصب أعيننا التحديات التي لا نزال نواجهها، الأمر الذي يتطلب تضافر جهودنا جميعًا من أجل تحقيق المصلحة الإفريقية المشتركة، وترسيخ ثقافة التعاون بين دول الجنوب والاستفادة المتبادلة من خبرات الأشقاء سعيًا للارتقاء بقارتنا ووضعها في المكانة التي تستحقها ونسعى إليها بين الأمم".
واستكمل: "أنتهز هذه المناسبة لكي أجدد الدعوة لكافة الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي للانضمام للآلية الإفريقية لمراجعة النظراء والمساهمة فيها بفاعلية لتعميقها وإثرائها، ولفتح آفاق جديدة للاستفادة من خبراتنا المتراكمة على المستوى الوطني وتطبيقها على مستوى القارة، بما يسرع من تنفيذ أجندتنا التنموية 2063، وأهداف التنمية المستدامة 2030".
واختتم: "لا يفوتني في نهاية كلمتي، تأكيد دعم مصر الكامل لعمل الآلية وسكرتاريتها، وثقتي في حرص الدول الأعضاء على مساندة عمل الآلية لتمكينها من إتمام الدور المنوط بها بما يحقق الرخاء والتنمية الشاملة، كما أجدد شكري وتقديري لأخي الرئيس إدريس ديبي، رئيس جمهورية تشاد الشقيقة على جهده الدءوب لقيادة الآلية ولضمان أداء مهامها بكفاءة على مدار العامين الماضيين".