رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دماء أشقائنا المسيحيين والحكومة الغائبة


الحكومة الحالية غائبة لا ترى دماء المصريين فى الشوارع ولا أمام الكنائس. الحكومة غائبة لا تدرى أننا فى حرب شرسة فإما الشعب وإما الإرهاب، والسؤال الذى يطرحه المصريون هو: متى تتحرك الحكومة لتحمى المصريين، مسلمين ومسيحيين؟

إنه سؤال لا ترد عليه الحكومة لأنها ببساطة غير موجودة فى الشارع المصرى، لقد عاشت مصر ليلة حزينة يوم الأحد الماضى حينما تم قتل مسيحيين أمام كنيسة العذراء منهم طفلة فى الثامنة من عمرها، ويؤسفنى أننى بعد أن استمعت إلى حوار رئيس الحكومة د. حازم الببلاوى، نفس الليلة، لا أنتظر حركة سريعة، أو أن يشفى غليل الشعب المصرى الذى ثار فى ٣٠ يونيو وجاء هو بسببها فى منصبه الفاخر.

ولكن الذى أريد أن أسأله: هل لو كانت الطفلة التى قتلت هى من أسرته كان سيتحرك لإعطاء أوامره بحماية المصريين؟ وحماية الكنائس؟ والمساجد؟ ووقف التظاهرات المسلحة؟

لقد رأيت فى الحوار التليفزيونى مع الإعلامية لميس الحديدى رجلاً يعيش فى واد آخر غير مصر، ويبدو أنه لابد أن يقول له أحد إننا نواجه حرباً شرسة مع الإرهاب، حرباً يذهب ضحيتها كل يوم مواطنين مصريين شرفاء منهم أطفال، ولا يتم محاسبة أحد، وأتساءل لماذا حتى الآن لم يتم محاسبة الإرهابى الذى ألقى بطفل من فوق سطح منزل بسيدى جابر بالإسكندرية، وكان يحمل علم القاعدة جهاراً نهاراً، وقد اعترف هو بذلك، حتى الآن لم يتم محاكمته أو محاسبته، أو توقيع عقوبة رادعة عاجلة له، تشفى غليل المصريين، فمتى يتحرك رئيس الوزراء لمحاكمة أمثاله؟. لماذا لم يتم الكشف عن الإرهابيين الذين قتلوا المواطنين فى شوارع مصر فى يوم ذكرى انتصارنا فى حرب ٦ أكتوبر منذ أيام؟ ولم يتم إعلان أسماء المقبوض عليهم ممن قتلوا المصريين من جماعة الإخوان المتأسلمين بالأسلحة والمسدسات والخرطوش جهاراً نهاراً فى شارع رمسيس؟. لماذا لم ينتقل رئيس الوزراء إلى موقع الحادث الدموى أمام كنيسة العذراء ليلتها ليرى بنفسه ما يحدث للمسيحيين؟

ولماذا تترك الحكومة الشعب المصرى عرضة للمليشيات المسلحة ترتع فى أرض مصر لتقتل المصريين وتروعهم بدون حساب؟

إن الحكومة الحالية غير قادرة على حمايتنا وغير قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة وحازمة وعاجلة لوقف نزيف الدم المصرى الذى يسيل فى كل يوم. إننا فى حاجة إلى حكومة أخرى قادرة على أن تكون على مستوى ثورة الشعب الهادرة فى يونيو الماضى، لقد مضى ١٠٠ يوم، افتقدنا فيها الأمن، رغم أن الأمن هو واجب الحكومة الأول خلال الفترة الانتقالية. ويبدو أن د. حازم الببلاوى لا يجد ذلك أمراً ضرورياً لذلك فإننا نطالب بالرحيل والاستقالة، وليترك مكانه لمسئولين آخرين يستطيعون إنقاذ هذا الوطن فى مرحلة خطيرة ودقيقة من تاريخ بلدنا. إننا نريد حكومة تضع الأمن كأولوية، وتضع المواطن المصرى المسلم والمسيحى كأولوية قصوى إن المرحلة الانتقالية الحالية لا تحتمل البطء ولا التراخى ولا حكومة غائبة تعيش فى برج عاجى.

إن قلبى ينزف مع أسر أهالينا وأشقائنا المسيحيين الذين اغتالتهم يد الإرهاب الأسود.

إن قلبى ينزف بسبب مقتل طفلة صغيرة جميلة مسيحية كانت ترتدى ثوباً جميلاً لتشارك فى فرح عائلى فاغتالتها يد الخونة الآثمين.

إننى لا أطالب أهالينا المسيحيين بالصبر بل أطالبهم بأن يضموا صوتهم إلى صوتى وصوت الملايين مثلى ممن شاركوا فى ٣٠ يونيو،، وفى ٣ و٢٥ يوليو للخلاص من يد الإرهاب الأسود وحكم الإخوان الفاشى وممارساتهم الإجرامية، وتقبلوا منى خالص التعازى يا إخوتى وأخواتى من المسيحيين الذين يدفعون ثمناً غالياً لوطنيتهم، وأقول لهم إن الشعب المصرى كله وكل مسلم ومسلمة ينتظرون الخلاص مثلكم، وينتظرون رحيل الحكومة الرخوة، وينتظرون حماية الجيش، وينتظرون انتخابات رئاسية سريعة لحماية مصر والمصريين قبل فوات الأوان