رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كورونا» حالة طوارئ.. تفاصيل اجتماع الخمس ساعات لـ«الصحة العالمية»

الصحة العالمية
الصحة العالمية

عقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، اليوم، الاجتماع الثاني للجنة الطوارئ، بموجب اللوائح الصحية الدولية لعام 2005، وكان الاجتماع الذي استمر لـ5 ساعات، يدور انتشار فيروس كورونا الجديد "2019 -nCoV" في جمهورية الصين الشعبية، وانتشار الفيروس إلى بلدان أخرى.

ويتمثل دور اللجنة في إعطاء المشورة للمدير العام، الذي يتخذ القرار النهائي بشأن تحديد حالة الطوارئ للصحة العامة ذات اهتمام دولي (PHEIC)، كما تقدم اللجنة أيضًا مشورة في مجال الصحة العامة أو تقترح توصيات مؤقتة حسب الحاجة.

• أحداث الاجتماع:
في البداية، رحب المدير العام باللجنة وشكرهم على دعمهم، وسلم المدير العام الاجتماع إلى الرئيس، "ديديه حسين" الذي رحب باللجنة وأعطى الكلمة للأمان، وأطلع ممثلي الأقسام أعضاء اللجنة على أدوارهم ومسؤولياتهم، وتم تذكير أعضاء اللجنة بواجبهم المتعلق بالسرية، وضرورة الكشف عن الروابط الشخصية أو المالية أو المهنية التي قد يُرى أنها تشكل تضاربًا في المصالح.

واستعرض الرئيس جدول أعمال الاجتماع، فيما تحدث ممثلي وزارة الصحة في جمهورية الصين الشعبية الحضور عن الوضع الحالي وتدابير الصحة العامة التي يجري اتخاذها.

• 20 ألف حالة بين مؤكدة واشتباه
وقال المسؤولون إنه يوجد الآن 7711 حالة مؤكدة و12167 حالة مشتبه بها في جميع أنحاء البلاد، ومن بين الحالات المؤكدة، هناك 1370 حالة خطيرة وتوفي 170 شخصًا، وتابع ممثلو وزارة الصحة فى الصين الشعبية أنه تم تعافي 124 شخصا وخرجوا من المستشفى.

وقدمت أمانة منظمة الصحة العالمية لمحة عامة عن الوضع في البلدان الأخرى، وقالت هناك الآن 82 حالة في 18 دولة، من بين هؤلاء، 7 فقط ليس لديهم تاريخ سفر إلى الصين، وكان هناك انتقال لشخص في 3 دول خارج الصين، إحدى هذه الحالات خطيرة ولم تحدث وفيات.

وأعربت اللجنة في اجتماعها الأول عن وجهات نظر متباينة حول ما إذا كان هذا الحدث يشكل طوارئ للصحة العامة أم لا، في ذلك الوقت، كانت النصيحة أن هذا الحدث لا يشكل أى طوارئ عامة، لكن أعضاء اللجنة وافقوا على اعتباره طوارئ بسبب إلحاح الموقف واقترحوا أن تواصل اللجنة اجتماعها في اليوم التالي، ووصلت إلى نفس النتيجة.

يعقد هذا الاجتماع الثاني في ضوء الزيادات الكبيرة في أعداد الحالات والبلدان الإضافية التي أبلغت عن الحالات المؤكدة.

• استنتاجات الاجتماع والمشورة المطروحة:

رحبت اللجنة بالدور الذى تقوم به القيادة والالتزام السياسي لأعلى مستويات سلطات الحكومة الصينية، والتزامها بالشفافية، والجهود المبذولة للتحقيق في المشكلة الحالية ومحاولة السلطات لاحتوائها.

وقالت اللجنة إن الصين تمكنت من التعرف بسرعة على الفيروس وسرعان ما أعلنت عنه، حتى تتمكن البلدان الأخرى من تشخيصه بسرعة وحماية نفسها، مما أدى إلى التطور السريع لأدوات التشخيص، ومن ضمن الإجراءات التي قامت بها الصين فى إطار حماية البلاد الأخرى، أنها كانت على اتصال يومي بمنظمة الصحة العالمية، واتخذت تدابير شاملة وسبل متعددة لمنع انتشار المرض.

وأوضحت أن الصين اتخذت تدابير للصحة العامة في مدن ومحافظات أخرى، ويتم إجراء دراسات عن شدة وانتقال الفيروس وتبادل البيانات والمواد البيولوجية، ووافقت أيضًا على العمل مع الدول الأخرى التي تحتاج إلى دعمها، وقالت اللجنة إن الإجراءات التي اتخذتها الصين جيدة ليس فقط بالنسبة لتلك لها ولكن أيضًا بالنسبة لبقية العالم.

وأقرت اللجنة بالدور القيادي لمنظمة الصحة العالمية وشركائها، كما أقرت اللجنة بأنه لا يزال هناك الكثير من المجهولين، وقد تم الإبلاغ عن حالات في خمس مناطق تابعة لمنظمة الصحة العالمية في شهر واحد، وقد حدث انتقال من شخص إلى آخر خارج ووهان وخارج الصين.

وتعتقد اللجنة أنه لا يزال من الممكن مقاطعة انتشار الفيروس، بشرط أن تتخذ الدول تدابير قوية للكشف عن المرض في وقت مبكر، وعزل الحالات وعلاجها، وتتبع الاتصالات، وتشجيع تدابير النأي الاجتماعي التي تتناسب مع الخطر.

وأشارت اللجنة إلى أنه من المهم استمرار الملاحظة ومتابعة آخر التطورات، للحد من انتشار الفيروس واتخاذ كافة التدابير اللازمة.

وأقرت اللجنة على أن تفشي المرض الآن يفي بمعايير الطوارئ الصحية الدولية ذات الاهتمام الدولي، واقترح أن يتم إصدار النصائح التالية كتوصيات مؤقتة، وأكدت اللجنة على أنه يجب النظر إلى إعلان حالة الطوارئ للصحة العامة، بروح الدعم والتقدير للصين وشعبها والإجراءات التي اتخذتها الصين في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس.

وأعربت اللجنة عن سعادتها بسبب الجهد العلمي المبذول لتعزيز التعاون بين الدول وتقديم دعم إضافي إلى الأماكن التي أصابها الفيروس.

• نصائح منظمة الصحة العالمية:

يجب أن تقوم البعثة في الصين بمراجعة ودعم الجهود المبذولة للتحقيق في المصدر الحيواني للفيروس، وتاريخ الفيروس ومدى خطورته، ومدى انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان في المجتمع وفي مرافق الرعاية الصحية، وعلى البعثة تقديم كافة الدعم للسيطرة على تفشي المرض.

وقالت المنظمة إن هذه المهمة ستوفر المعلومات للمجتمع الدولي للمساعدة في فهم الوضع وتأثيره وتمكين تبادل الخبرات والتدابير الناجحة، وأصرت اللجنة على إعادة التأكيد على أهمية دراسة المصدر المحتمل للفيروس، لتحديد أسباب انتقال الفيروس بصورة مستمرة.

• أهم التوصيات المؤقتة للجنة الطوارئ:

1- الإسراع في إنتاج اللقاحات والعلاجات وكواشف التشخيص.
2- مجابهة الشائعات والمعلومات الخاطئة.
3- مراجعة أنظمة الترصد بالدول والوقوف على مواطن الضعف وتقييم الموارد المطلوبة للعزل والاهتمام بالحالات المصابة وأيضا لمنع انتقاله بين الأفراد.
4- دعم الدول ذات الأنظمة الصحية الضعيفة.
5- مشاركة الدول للبيانات والمعلومات مع منظمة الصحة العالمية.
6- التعاون المشترك والتضامن والتنسيق بين الدول، كون الخطر يواجهنا جميعا، الطريق الوحيد لمجابهته.

ودعت منظمة الصحة العالمية المواطنين إلى التزام الهدوء واتخاذ الاحتياطات اللازمة للمحافظة على سلامتهم وسلامة أحبائهم وللوقاية من الفيروس المستجد وتقليل خطر انتقاله، كما تُوصي منظمة الصحة العالمية بأن يتجنب الأفراد مخالطة الأشخاص الذين يعانون من العدوى التنفسية الحادة، وغسل اليدين باستمرار، لا سيّما بعد الملامسة المباشرة للمرضى أو البيئة المحيطة بهم، وتجنب مخالطة حيوانات المزارع أو الحيوانات البرية دون وقاية.

• نتعاون مع مصر
وفي سياق متصل، قال الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: "إن منظمة الصحة العالمية تعمل جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة والسكان المصرية لتعزيز قدرات الدولة على الكشف المبكر والاستقصاء والاستجابة السريعة لأحداث الصحة العامة في إطار الالتزام الكامل بتدابير اللوائح الصحية الدولية".