البالونات وفنون الحياة
كتب شكسبير فى أحد مؤلفاته ما يلى: لو أن الله يرزقنى ابنا.. سأركّز أن يكون البالون أكثر ألعابه.. وأشتريه له باستمرار.. فلعبة البالون تعلمه الكثير من فنون الحياة..
أولًا: تعلمه أن يصبح كبيرًا ولكن بلا ثقل وغرور.. حتى يستطيع الارتفاع نحو العلا..
ثانيًا: تعلمه فناء ما بين يديه فى لحظة.. وفقدانه يمكن أن يكون بلا مبرر أو سبب.. لذلك عليه ألا يتشبث بالأمور الفانية.. ولا يهتم بها إلا على قدر معلوم..
ثالثًا: ألا يضغط كثيرًا على الأشياء التى يحبها..
رابعًا: وألا يلتصق بها لدرجة أن يؤذيها ويكتم أنفاسها.. لأنه سيتسبب فى انفجارها ويفقدها للأبد..
بل الحب يكمن فى إعطاء الحرية لمن نحبهم..
وسيعلّمه البالون أيضًا.. خامسًا: أن المجاملة والمديح الكاذب وتعظيم الأشخاص للمصلحة.. يشبه النفخ الزائد فى البالون.. ففى النهاية سينفجر فى وجهه.. وسيؤذى نفسه بنفسه..
وفى النهاية سيدرك.. أن حياتنا كلها مرتبطة بخيط رفيع.. كالبالون المربوط بخيط حريرى لامع.. ومع ذلك تراه يرقص فى الهواء.. غير آبه بقصر مدة حياته أو ضعف ظروفه وإمكانياته..
نعم سأشترى له البالون باستمرار.. وأحرص على أن أنتقى له من مختلف الألوان.. كى يحب ويتقبل الجميع بغض النظر عن أشكالهم وخلفياتهم وتفكيرهم.. فالبشر متنوعو الثقافات والديانات والعقائد والمذاهب والمشارب، الأمر الذى يعطى للحياة طعمًا وبهجة.
قارئى العزيز أدعوك لأن تشترى لأبنائك البالونات متعددة الألوان وأن تعلمهم من خلالها فنون الحياة.