مطلوب حكومة "إما أن نكون أو نكون"
«إما أن نكون أو لا نكون، هذه هى المسألة « هى عبارة شهيرة للشاعر الإنجليزى الخالد والأشهر ويليام شكسبير من مسرحيته الشهيرة «هاملت» والتى تحولت إلى أفلام سينمائية ومسرحيات بعدة لغات فاشتهرت فى أنحاء العالم
إلى يومنا هذا، وتحولت إلى حكمة حول البقاء فى اللحظات الصعبة، وهذه العبارة تعكس القدرة على الاختيار بين ضدين، إما البقاء أو الفناء، أو بين النجاح أو الفشل للإنسان، إلا أنها أيضاً تتعلق بكل القرارات الصعبة فى الحياة.
بل أرى أنها تتعدى ذلك إلى كافة القرارات الصعبة العامة والخاصة، بما فيها القرارات الخاصة بمصير شعب.
تذكرت هذه العبارة الخالدة وأنا أتأمل حال وطنى، وما نشهده من أحداث جسام ووقائع إجرامية من جماعة وأتباعها ضد أغلبية الشعب المصرى الذى ثار ضد حكمها الاستبدادى. وأعتقد أنه لم يعد أمام الشعب المصرى اختيار بين أن نكون أو لا نكون.
إن الشعب المصرى الآن أمام اختبار محدد فى هذا التوقيت الدقيق من تاريخ الوطن وبعد ثورة كاسحة ضد حكم الإخوان المتأسلمين وهو «إما أن نكون أو نكون»، إننا أمام مسألة مصير وطن عمره ٧٠٠٠ عام، وبقاء دولة بكافة مؤسساتها المختلفة، وشعب يضم مسلمين ومسيحيين تعايشوا معا ولم يفرقهم أحدا طوال هذا التاريخ الممتد عبر العصور ورغم تعاقب الحضارات على أرضه المباركة.
«إما أن نكون» هو خيارنا الوحيد كشعب عريق يريد دولة مدنية ديقراطية ومستنيرة وليست قائمة على الاتجار بالدين، وكحكومة ليس أمامها إلا أن تستجيب وأن تلتزم بإرادة الشعب المصرى، والـ٤٠ مليون رجل وامرأة وشاب وشابة ممن خرجوا لتفويض الجيش المصرى بمواجهة الإرهاب والعنف.
لقد رفض الشعب الإرهاب وأقصد بالشعب الشعب المصرى كله باستثناء عدد قليل يمثلون جماعة الإخوان المتأسلمين وأتباعها، والمرتزقة الموالين لها من غير المصريين والذين يحملون السلاح ويوجهونه بكل صفاقة إلى صدور المصريين بغية بيع الأرض المصرية وتقسيمها.
«إما أن نكون» هو اختيار لابد أن تترجمه الحكومة المصرية الانتقالية لوقف قتل المصريين وتفعيل القوانين التى تمنع التظاهرات والاعتصامات والمسيرات المسلحة والممارسات الإجرامية والتعذيب الوحشى والخطف الممنهج لمعارضيهم.
«إما أن نكون» إننا نريد حكومة تدرك أنها لابد أن تتخذ قرارات فورية لحماية أبناء الشعب، وأن تدرك أننا نريد أن نعيش أعزة وكرامًا وأقوياء، ولن نكون أتباعًا لأى دولة مهما بلغت قوتها ومؤامرتها، لأن الشعب والجيش والقضاء والإعلام والشرطة الآن فى خندق واحد.
«إما أن نكون» لأننا نريد أن نعرف كيف تمر المدافع والأسلحة إلى الاعتصام المسلح فى رابعة العدوية والى منصات التعذيب فى الاعتصام المسلح بالنهضة أمام أعرق جامعة فى المنطقة.
إن صبر المصريين قد نفد لأن لدينا حكومة لا تكترث بدموع الثكالى ولا بألم الذين يواجهون التعذيب الممنهج، ولا بالذين يقتلون من جنودنا البواسل.
إننا نطالب بحكومة تتجاوب مع بطل مصرى هو الفريق عبد الفتاح السيسى الذى استجاب لحماية ثورة الشعب المصرى، ولكن الغريب أن الحكومة لا تعاونه ولا تستجيب لحماية الشعب، وأعتقد أن الرد على الحكومة سيكون الخروج إلى ميدان التحرير، إن لم تتحرك باتخاذ خطوات سريعة لفض الاعتصامات المسلحه وحماية المصريين من الإرهابيين الذين يجوبون شوارعنا بلا رادع، ونشر قوات الأمن فى المدن والقرى منعًا لقتل المسيحيين مثلما حدث مع الطفلة جيسى التى قتلت أمام الكنيسة بعين شمس، ومن قبلها حرق الكنائس، وأيضًا رأينا أحدث واقعة بتعذيب اثنين من الصحفيين الشباب أثناء تأدية مهمتهما وهما محمد ممتاز وآية حسن.
لقد مضى شهر رمضان الكريم والعيد، واعتقد أن اختيار الشعب هو أن نكون وأن نتقدم للأمام، ولا أظننى أبالغ إذا ما قلت إن الشعب لن يصمت طويلاً على تراخى الحكومة، وأن الميدان لابد سيشهد صوت الجماهيرالغاضبة على ضعف الأداء الحكومى والتراخى فى حمايتها من مجازر تقوم بها قيادات مطلقة السراح لتعبث وتروع أهلنا فى عده مواقع.
إننا فى حاجة إلى حكومة ثورة، تحترم إرادة المصريين ولا تخشى أية قوى خارجية لأن الشعب المصرى أراد الحياة ولابد أن تستجيب الحكومة ولابد من الردع الآن.