الأبالسة
إبليس اِسْمُ عَلَم يُطلَقُ عَلَى الشَّيطَانِ الَّذِى خَلَقَهُ اللهُ مِنْ نَارٍ. جمعه أَبالِسَة وأباليسُ: غَلمان الشيطان، كبير الشياطين ورأسهم، روح مجسّدة للشرّ وهو عدوّ لله تعالى- أغواه إبليس-{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}.
وجُنْود إبليس: الفاسقون والخُلَعاء.
فى الأدب يخبرنا يوهان فولفجانج فون جوته هو أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميزين، عن حكاية ألمانية شعبية بطلها الدكتور يوهان جورج فاوست الذى يحقق نجاحًا كبيرًا ولكنه غير راضٍ عن حياته فيُبرم عقدًا مع الشيطان يسلم إليه روحه فى مقابل الحصول على المعرفة المطلقة وكافة الملذات الدنيوية.
وما يفعله كثير من البشر فى دولنا العربية من تصرفات يفوق قدرات الأبالسة، فهناك إبليس تركنا لمدة تصل إلى ثلاثين عاما أو أكثر، كنا مخدوعين طوال هذه الفترة، وهناك أبالسة يصوغون القوانين واللوائح لكى يخدموا مصالحهم فقط لا غير دون باقى الشعب، وهناك أبالسة يبيعون المخدرات التى تدمر الشباب على فترات متباعدة لكى يكسبوا هم الملايين، وهناك إبليس يتحايل على الناس باسم الدين لكى يكسب ودهم وتعاطفهم ويستولى على مقدراتهم. هناك من يخبرنا أن إبليس غادر بلادنا هو وجماعته إلى غير رجعة.. أتدرى لماذا؟.. لأننا تفوقنا عليه فأصبحنا نحن الأبالسة.. ومصدر الشر.
يخيل إلىّ أن هناك أبالسة آخرين، أكبر من إبليس المسكين، الذى يتخلل صفوفنا أثناء الصلاة ليوسوس لنا بأشياء غريبة أو ذنوب صغيرة. أو الذى يوجه أنظارنا إلى الجميلات من النساء سواء فى الشوارع أو الحفلات، أو الذى يوعز لطفل جائع كى يختطف رغيفا ليأكله ليسد جوعه.
وهناك أبالسة أكبر، يجلسون على مقاعد المسئولين ويتحكمون فى مصالح الناس ويعذبونهم فى التردد على مكاتبهم، مما يضطرهم لدفع رشاوى لقضاء تلك المصالح، وهناك أبالسة أفسدوا منظمة التعليم فى مصر، وكانت من أرقى نظم التعليم فى المنطقة، ومنها تخرج معلمون قاموا بتعليم أبناء الدول العربية والخليجية، أبالسة التعليم أهملوا واجباتهم، وفتحوا بيوتهم للدروس الخصوصية، وهناك أبالسة فى الثقافة تركوا الناس يعانون من الجهل والخرافات يتركونها نهبا للجهل والخرافات، بل يدرسون لهم الخزعبلات فى المناهج الدراسة.
لكن هناك أبالسة أكبر، وأعظم شأنا!!.
هناك إبليس يصنع السلاح والمتفجرات فى أوروبا، أو حتى فى بلاد العرب نفسها، ويبيعها للأبالسة العرب أصحاب الأموال التى ينفقونها على القتل والدمار، لا ليقاتلوا أعداءهم. ولكن ليقتلوا بعضهم بعضا، وليخربوا بيوتهم، ومدنهم وشوارعهم، ويقتلوا شبابهم، ويفجروا بنسائها، ويخربوا منجزات أوطانهم وبلادهم، التى أنفقوا عليها من اللحم الحى، يفجرها ويدمرها ويحرقها إبليس هذا فى ثوان قليلة.
وهناك إبليس أكبر من الحجم العائلى أيضا، هو الذى يوعز لشاب غر فى مقتبل الحياة، ويزين له الحوريات الفاتنات فى الجنة، ليفجر نفسه بحزام ناسف، يقتل فيه عشرات القتلى والجرحى من مواطنى بلاده لأجل أن يفوز بالحوريات الفاتنات.
وهناك إبليس آخر، ينفق أموال العرب، على رعاية حيوانات أوروبا وتوفير مستشفيات وفنادق جميلة لها، ويترك أبناء جلدته جوعى يعانون من البرد شتاء والحر الشديد صيفا، وتخريب أوطانهم وبلادهم.
ولكن إبليس الأعظم هو من شتت الثروة فى مصر وبدد الأرض الزراعية، والأعظم منه هو من خرب المصانع التى كانت تعمل، وعطل إنتاجها وجعلها تصاب بالخسائر الفادحة.