رسالة إلى القائد الذى تحول إلى بطل قومى
من المؤكد أننا أمام بطل قومى أنجبته مصر هو الفريق عبدالفتاح السيسى، فهذا بطل استطاع من خلال موقعه أن ينقذ شعبا مسالما كان رهينة لعصابة دولية طوال عام كامل...شعب ظل يعانى ويقتل ويعذب أبناءه، ويتعرض لأقصى أنواع القمع والنهب والترويع منذ اليوم الأول لتولى المعزول هو وجماعته مقاليد السلطة فى مصر.
لقد أدرك أبناء الشعب العظيم أنه لا سبيل إلا الخروج بالملايين للشوارع فى ثورة أبهرت العالم وحققت أكبر تظاهرات شهدتها البشرية.. لاشك أن عبدالفتاح السيسى قد تحول إلى بطل قومى ومعه أيضًا قادة عظماء شديدو الوطنية، وأذكر منهم صدقى صبحى وغيره ممن سيذكرهم التاريخ طويلا، وإننا نأمل أن تظهر لنا بشكل واضح وساطع سطوع الشمس، ليدرك الشعب من هم الأبطال الذين تحركوا لحمايته من ميليشيات مسلحة كانت تتباهى بتدريباتها القتالية استعدادا لقتال المصريين، ثم الإطاحة بجهاز الشرطة والنزول إلى الشارع لترويع المواطنين فى بيوتهم.
إن كلمة الفريق عبدالفتاح السيسى الأحد الماضى جاءت بمثابة بلسم لتضميد جراح المصريين ورسالة طمأنة لكل الأسر التى ثارت ضد الحكم الفاشى السابق فى 30 يونيو.
وإذا كنا نعيش الآن مرحلة دقيقة وحرجة تتطلب تكاتف جهود كل الشعب بجميع طوائفه من المخلصين لتراب هذا الوطن وتاريخه العظيم، لإعادة البناء وتوفير الأمن وإقامة اقتصاد تنموى يحول مصر إلى دولة منتجة قادرة على أن تدخل إلى ساحة الدول المدنية الديمقراطية المتقدمة والحديثة.
إن الشعب المصرى الذى خرج فاتحا صدره أمام ميليشيات مسلحة كارهة لكل المصريين، لاشك أنه على استعداد للمساعدة فى بناء مصر، والدليل على ذلك حالة الحماس الجماعى فى التبرع لصندوق دعم مصر.
إن رسالة الفريق عبدالفتاح السيسى تعكس عقلية قائد وطنى يتمتع بالدهاء والوطنية والفكر المستنير أيضاً، فمن خلال كلمته التى ألقاها تتبين لنا عدة رسائل واضحة:
أولها: التأكيد على دور الجيش فى حماية أمن الوطن والمواطن، وخدمة إرادة الشعب باعتبارها الشرعية. ثانيها: إن القوات المسلحة شديدة اليقظة والوعى بكل المخططات التى تحاك ضد مصر منذ البداية دون الإفصاح عن ذلك، أو الإعلان عن قرارها لأن قرارها هو حماية ثورة الشعب إذا شارك فيها الملايين بمختلف طوائفهم. ثالثها: إن خارطة الطريق هدفها إعلاء شأن الوطن وأن تصبح مصر «قد الدنيا».. رابعها: رسالة للأمة العربية باستمرار دور مصر التاريخى.. خامسها: رسالة للقوى الكبرى بأن القوات المسلحة تقف فى صف الحرية والعدل وستظل وفية لعقائدها ومبادئها وأن مكانها فى العالم الحديث واضح وجلى.
سادسها: رسالة بأن مضمون الدين علم وفكر مما يعنى استجابة لمطالب الشعب الذى يطالب بعدم خلط الدين بالسياسة.
وإننى اليوم لدى رسالة للقائد البطل الوطنى عبدالفتاح السيسى، أطالبه فيها كما أطالب قواتنا المسلحة بأن تظل حامية للأسر المصرية فهى المنقذ الوحيد للشعب الذى يواجه الآن مخططات شيطانية من التنظيم الدولى لمزيد من الترويع والفوضى والقتل لأبناء الشعب المصرى، وإشاعة الذعر فى الشارع بالأسلحة البيضاء بواسطة الميليشيات المسلحة.
إن الدم المصرى غال، ونحن فى حاجة إلى بقاء قوات الجيش لحمايتنا ولإيقاف نزيف الدم من جراء مخططات إجرامية ضد المصريين.. ومن ناحية أخرى فإن تطبيق القانون على التظاهرات غير السلمية التى تقذف الحجارة على المارة فى الشوارع، وقطع الطرق ومهاجمة الميليشيات الإخوانية بالسلاح للمواطنين فى الشوارع مثلما حدث فى المحلة والإسكندرية والمنيل.
فهى جرائم تستوجب تطبيق القانون، وتطبيق الردع لوقفها، ومن الضرورى الآن الابتعاد عن المثالية لأن القانون ينبغى أن يكون هو المتسيد والفاعل الآن.
إننا نطالب أيضًا رجال الشرطة بالانتشار السريع فى شوارعنا ليلا لحماية الآمنين من أبناء الشعب المصرى رجالا ونساء خشية أن يزداد الوضع سوءا، كما أن الحسم والحزم وتطبيق القانون العاجل فى مواجهة المجرمين الذين يرتعون فى شوارعنا، كلها أمور ضرورية وعاجلة ومطلوبة لحماية الأمن المصرى.
ويا أيها القائد البطل، إننى أبعث إليك برسالة استمرار حماية الشعب المصرى وإرادته، وأن تستمر فى صون الكرامة المصرية أمام التدخل الأمريكى فى شئون مصر الداخلية، كما شاهدنا على لسان مسئوليها وبخاصة تصريحات ويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكى فى القاهرة، أو غيرها من الدول التى تنحاز للرئيس المعزول وأتباعه من الإخوان المجرمين مثل تركيا وقطر وغيرهما، وهى التى مازالت تكابر أمام إرادة الشعب المصرى